الشك في إصابة رذاذ نجاسة

نص الاستشارة :

منذ فترة أعاني من وسواس فيما يتعلق بالطهارة والوضوء والصلاة والصيام، قرأت كثيراً في الأحكام الفقهية على المذهبين الحنفي والشافعي وغيرها، وأحاول التغلب على الوساوس من خلال ما قرأت ولكن الفائدة ضئيلة، كما أنني أحاول تجاهلها لكنني قليلاً ما أنجح في ذلك، لكن أكبر مشكلة وأكثرها إرهاقاً لي هي أنني عندما أدخل لدار الخلاء (ونحن نستخدم الحمام من الطراز العربي) فإن بعض المياه تتساقط من الخرطوم على الأرض المحيطة بموضع قضاء الحاجة، وترتد بدورها بعض قطرات الماء على ثيابي وبدني وشعري، منها ما أشعر به ومنها ما لا أشعر به، وكثيراً ما يكون تتبع هذه القطرات وغسلها مرهقاً..

وأصبحت أمي تؤنبني لأنني أكرر غسل ثيابي كثيراً، بحثت في الفتاوى فوجدت أن المياه المرتدة عن الأرض في الحمامات العامة لا تؤثر، ولكن لا أدري إن كانت فتواه موافقة لحالي وإن كان يمكنني الأخذ بها، فأنا أعتقد أن احتمال وجود نجاسة على الأرض التي ترتد منها قطرات الماء علي وارد جداً، وقرأت أن الشك بانتقال النجاسة دون يقين لا يعتدّ به، ولكنني أيضاً لا أعلم إن كان يمكنني الأخذ بهذه الفتوى في حالتي أفتوني في أمري وجُزيتُم خيراً.

الاجابة

الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله، أمّا بعد:

فإنّ الوسواس من الشكّ الذي لا يمكن أن يغلب اليقين الذي عندك، والتغلب على الوسواس يكون بقهر الشيطان؛ فإنّ الوسواس منه، ويستعان على قهر الوسواس بسؤال أهل العلم، ولا يكفي أن يقرأ المسلم كتب الفقه، بل قد يجد في الكتب آراء تزيده تشككا.

والرذاذ الذي يصيب الثوب مما كان النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم ينضحه ويزيل الشك من نفسه، فهو ليس نجسًا في ذاته، وهو من القليل المعفوّ عنه.

ولعلّ من الأنسب لكثيرٍ ممن ابتلي بالوسواس أن يأخذ بأخفّ الأقوال في حقّه ريثما يزول وسواسه ويتغلّب عليه

والشكّ لا يغلب اليقين بلا خلاف، فلا حاجة للتشكك 


التعليقات