السيرة النبويَّة (3) من السنة الأولى للهجرة إلى غزوة مؤتة

وفي تلك السنة ـ وهي السنة الأولى من سِنيّ الهجرة ـ : شُرِع الأذانُ.

وفي أول السنة الثانية، أو آخر الأولى: نزل قوله تعالى: ﴿تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ﴾ [الصف: 11] ؛ فأَمَرَ بالجهاد.

وفي صفر من السنة الثانية: كانت أول غزوة غزاها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وهي غزوة وَدّان (الأبواء)، ولم يقع فيها قتال.

وفي رجب منها: نزل قوله تعالى: ﴿قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ﴾ [البقرة: 144] ؛ فحولت القبلة إلى الكعبة، بعد أن صلَّى النبي صلى الله عليه وآله وسلم والمسلمون إلى بيت المقدس نحوًا من ستة عشر شهرًا.

وفي شعبان منها: نزل قوله تعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ كُتِبَ عَلَيۡكُمُ ٱلصِّيَامُ﴾ [البقرة: ١٨٣]؛ ففُرِض صوم رمضان، وصدقة الفطر.

وفي يوم الجمعة السابع عشرَ من رمضان من تلك السنة: كانت وقعة بدر الكبرى، وهيَ يوم الفرقان، يوم التقى الجمعان، ونزلت سورة الأنفال في قسمة غنائمها.

وفيها: أمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم بقتل كعب بن الأشرف الطائي اليهودي، وأمه من بني النرضير، وهو في حِصن في المدينة، فقتله خمسة من الأوس، عليهم محمد بن مَسلمة رضي الله عنه .

وفيها: نقضت بنو قينقاع (من يهود المدينة) العهدَ، فحاصرهم النبي صلى الله عليه وآله وسلم حتى نزلوا على حكمه، فاستوهبهم منه عبد الله بن أبيّ ابن سلول، وكانوا حلفاءَه، فوهبهم له، فخرجوا إلى أذرِعات في الشام.

وفي اليوم الخامس عشر من شوال من السنة الثالثة: كانت وقعة أُحُد، فأكرم الله تعالى فيها من أكرم بالشهادة؛ ومنهم: حمزة رضي الله عنه ، ونزل قوله تعالى: ﴿وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ تُبَوِّئُ الْمُؤْمِنِينَ مَقَاعِدَ لِلْقِتَالِ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ﴾ [آل عمران: 121] إلى آخر السورة.

ولما بلغت قريش الرَّوحاء هموا بالرجوع لاستئصال من بقي من المسلمين بزعمهم، فلما علم بهم النبي صلى الله عليه وآله وسلم ندب أصحابه للخروج للقائهم، وقال: « لَا يَخْرُج مَعَنَا إِلَّا مَنْ حَضَرَ يَوْمَنَا بِالأَمْسِ »، فسار بهم حتى بلغ حمراء الأسد، فألقى الله الرعب في قلوب المشركين، فأدبروا إلى مكة.

وفي السنة الثالثة بعد أُحُد: بعث النبي صلى الله عليه وآله وسلم مَرْثد بن أبي مرثد رضي الله عنه في عشرةٍ؛ عينًا على قريش، فلما كانوا في بعض الطريق بـالرَّجيع، وهو ماء لهُذيل، ظفر بهم بنو لِحيان، بعد أن أعطوهمُ العهدَ بالأمان، فقتلوا منهم ستة، وهرب اثنان، وأسروا اثنين، وهما: خُبيب بن عَدي، وزيد بن الدَّثِنة رضي الله عنهما ، فباعوهما بـمكة لقريش، فاشتروهما، وقتلوهما.

وفي صفر من السنة الرابعة: بعث النبي صلى الله عليه وآله وسلم مع عامر بن مالك العامري سبعين رجلًا، وهم القُرّاء بجِواره، فقتلتهم قبائل سليم: عُصَيّة، ورِعْل، وذَكْوان، عند بئر مَعُونة، وأخفروا (نقضوا) جِوار عامر بن مالك، فقنتَ النبي صلى الله عليه وآله وسلم يدعو عليهم، وعلى بني لِحْيان.

وكانوا أطلقوا عمرو بن أُميّة الضَّمْري رضي الله عنه ، فلما رجع وجد اثنين من بني عامر، فقتلهما، ومعهما جِوارٌ من النبي صلى الله عليه وآله وسلم لم يعلم به، فدفع النبيُّ صلى الله عليه وآله وسلم دِيتَهما.

وفيها: قصد النبي صلى الله عليه وآله وسلم بني النَّرضير؛ ليستعينهم في دِية الرجلين اللذين قتلهما عمرو بن أمية الضمريِّ رضي الله عنه ، فاستند إلى جدار حِصن لهم، فهمّوا بطرح حجرٍ عليه، فنزل جبريل عليه السلام فأخبره بذلك، فقامَ موهِمًا لهم أنه غير ذاهبٍ، ثم صبَّحهم صلى الله عليه وآله وسلم بالجيش، وفيهم نزلت سورة الحشر: ﴿يُخۡرِبُونَ بُيُوتَهُم بِأَيۡدِيهِمۡ وَأَيۡدِي ٱلۡمُؤۡمِنِينَ فَٱعۡتَبِرُواْ يَٰٓأُوْلِي ٱلۡأَبۡصَٰر﴾ [الحشر: 2] إلى آخرها، فخرجوا إلى الشام، إلا حيي بن أخطب، وسلّام بن أبي الحُقيق، وكِنانة بن الرّبيع، فلحقوا بخَيبر.

وفيها: خرج النبي صلى الله عليه وآله وسلم بأصحابه، إلى بدر في موعد مع أبي سفيان له يوم أُحُد، فلم يأتوا، فرجع.

وفيها: كانت غزوة ذات الرِّقاع، فخرج صلى الله عليه وآله وسلم إلى نجد، يريد غَطَفان، فالتقى بهم، ولم يكن قتال، فنزلت: ﴿وَإِذَا كُنتَ فِيهِمۡ فَأَقَمۡتَ لَهُمُ ٱلصَّلَوٰةَ﴾ [النساء: 102] ؛ فصلّوا صلاة الخوف.

ولما رجع صلى الله عليه وآله وسلم منها نام تحت شجرة وقتَ القيلولة، وتفرّق عنه الناس، وعلَّق سيفه بالشجرة، فهمّ غَوْرَثُ بن الحارث بقتله به، فعصمه الله منه، ونزل: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ هَمَّ قَوْمٌ أَنْ يَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ فَكَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ﴾ [المائدة: 11] في ذلك، أو في قصة بني النَّرضير.

وفي شوال من السنة الخامسة: كانت وقعة الخندق (الأحزاب)، وكان المشركون فيها عشرة آلاف، واشتد الحصار على أهل المدينة، ﴿إِذْ جَاءُوكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَإِذْ زَاغَتِ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا﴾ [الأحزاب: 10] ، كما حكى الله عنهم، وكانت مدة الحصار نحوَ شهر، ثم كشف الله عنهم بما ذكره: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا وَجُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا﴾ [الأحزاب: 9] ، ونزلت سورة الأحزاب.

ووقع في أيام الخندق ما وقع من معجزاته صلى الله عليه وآله وسلم الباهرة، كحديث الكُديَة (وهي قطعة من الجبل) التي أعجزت الصحابة، فهدَّها النبي صلى الله عليه وآله وسلم بالمِعْول.

وحديث جابر رضي الله عنه حيث دعا النبي صلى الله عليه وآله وسلم خامسَ خمسة إلى عَناقٍ ( أنثى الماعز إذا لم تبلغ السنة)، وصاعٍ من شعير، فأشبع من ذلك جيش الخندق كله؛ وهم ألف، فأكثر.

وكانت بنو قريظة معاهِدين له صلى الله عليه وآله وسلم ، فنقضوا العهد في مدة الحصار، وأعانوا المشركينَ.

فلمَّا هزم اللهُ الأحزابَ، وانقضى الحصار، جاء جبريل عليه السلام إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم وقتَ القيلولة، فأمره بالخروج إليهم، فخرج صلى الله عليه وآله وسلم ، فحاصرهم.

فلما اشتدَّ بهم الحصار نزلوا على حكم سعد بن معاذ رضي الله عنه ، وكانوا حلفاءه ـ وكان قد أصيب بسهم يوم الخندق ـ فحكم فيهم بقتل رجالهم، وسبي نسائهم، وذراريهم، وقسمة أموالهم، فقال صلى الله عليه وآله وسلم : « لَقَدْ وَافَقْتَ حُكْمَ اللهِ تَعَالَى »، ثُمَّ مات رضي الله عنه ، فاهتزَّ العرشُ لِمَوْته فرحًا بقدوم روحه.

وفي تلك السنة: زوَّجه الله تعالى زينب بنت جحش أم المؤمنين رضي الله عنها ، كما نطق به القرآن: ﴿فَلَمَّا قَضَىٰ زَيۡدٞ مِّنۡهَا وَطَرٗا زَوَّجۡنَٰكَهَا﴾ [الأحزاب: 37].

وفيها: أمر صلى الله عليه وآله وسلم بقتل أبي رافع سلّام بن أبي الحُقيق اليهودي، تاجر أهل الحجاز، وهو في حصن بخيبر، فقتله خمسة من الخزرج، عليهم عبد الله بن عَتِيك رضي الله عنه .

وفي السنة السادسة: بلغ النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن بني الْمُصْطلِق من خُزاعة أَجمعوا لحربه، فخرج النبي صلى الله عليه وآله وسلم إليهم حتى لقيهم بـالْمُرَيسيع، وهو ماء لهم بين مكة والمدينة، فهزمهم، وسبى أموالهم، وذراريهم، واصطفى منهم أم المؤمنين جويرية بنت الحارث المصطلقية رضي الله عنها ، وتزوجها.

ولمَّا رجع صلى الله عليه وآله وسلم ازدحم المهاجرون والأنصار على ماءٍ، فقال عبد الله بن أبيّ بن سلول ما حكاه الله جل وعلا بقوله: ﴿يَقُولُونَ لَئِن رَّجَعۡنَآ إِلَى ٱلۡمَدِينَةِ لَيُخۡرِجَنَّ ٱلۡأَعَزُّ مِنۡهَا ٱلۡأَذَلَّۚ﴾ [المنافقون: 8]، فظهر نِفاقه، ونزلت سورة المنافقون.

ولما دنا صلى الله عليه وآله وسلم من المدينة تخلَّفت عائشة رضي الله عنها عن الجيش ليلًا في قضاء حاجة لها، فرَحَلوا هَودجها، ولم يشعروا بها، فقال فيها أهل الإفك ما قالوا، ونزلت عشر آيات من سورة النور: ﴿إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ﴾ [النور: 11].

وفي ذي القعدة منها: خرج صلى الله عليه وآله وسلم معتمرًا، فصدّته قريش عن البيت، فوقعت بيعة الرِّضوان، ثم صلح الحُدَيبية، عشر سنين، وفيه: « أَنَّهُ لَا يَأْتِيهِ أَحَدٌ مُسْلِمًا إِلَّا رَدَّهُ إِلَيْهِمْ، وَأَنَّ بَنِي بَكْرٍ في صُلحهم، وخُزاعة في صُلحه صلى الله عليه وآله وسلم ، وَأَلَّا يَدْخُلَ مَكَّةَ إِلَّا مِنْ عَامٍ قَابِلٍ ».

فنحر هَدْيه، وحلق، ورجع صلى الله عليه وآله وسلم ، ونزلت سورة الفتح: ﴿لَقَدْ رضي اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا﴾ [الفتح: 18].

وفيها: انفلتَ أبو بَصير رضي الله عنه إلى المدينة مسْلِمًا، فردّه النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، فقتل واحدًا من الرجلين اللذين رجعا به، وانفلت، فلحق بسِيف البحر، فانفلتَ إليه أبو جَندل بن سُهَيل بن عمرو رضي الله عنه ، ورجالٌ من المسلمين المستضعفينَ بـمكة، فاجتمعت منهم جماعة، فقطعوا سبيل قريش إلى الشام، حتى سألت قريشٌ النبيَّ صلى الله عليه وآله وسلم أن يضمهم إليه، ومن جاءه فهو آمن، فضمهم إليه.

وفي السنة السابعة: أرسل النبي صلى الله عليه وآله وسلم رسله بكتبه إلى ملوك الأقاليم، ومنهم:

عبد الله بن حُذافة السهميُّ رضي الله عنه ، بعثه بكتابه إلى كِسرى (ملك الفرس) فمزّقه، فدعا عليهم أن يمزقوا كل ممزق.

دِحْية ين خليفة الكلبي رضي الله عنه بعثه بكتابه إلى قَيصر (ملك الروم)، فاستدعى قَيصر أبا سفيان، فسأله عن صفات النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، وشرائع دينه، فأخبره أبو سفيان بها، فاعترف قَيصر بنبوته صلى الله عليه وآله وسلم ، ولم يوفّق للإسلام؛ لشقاوته، وخوفًا على مُلكه، فوقع الإسلام من يومئذ في قلب أبي سفيان رضي الله عنه.

وفي المحرم منها: فتح النبي صلى الله عليه وآله وسلم خيبر، بعد أن حاصرهم سبع عشرة ليلة، ثم قسم أموالهم نصفين: نصفًا لنوائبه (ما ينزل به من الحوادث)، ونصفًا بين المسلمين.

وقدم عليه جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه فيمن بقيَ منْ مهاجرة الحبشة، فأسهم لهم.

وأهدتْ إليه زينب بنت الحارث اليهودية الشاة المشوية المسمومة، فأخبره الذِّراع بذلك.

واصطفى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من سبايا خيبر صفية بنت حييّ رضي الله عنها ، وتزوجها.

وفيها: فتحت فَدَك دون قتال، وكانت لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم خاصة، وصالَحَ رسولُ الله صلى الله عليه وآله وسلم يهود تَيْماء على دفع الجِزية، وفتح وادي القُرى بعد قتال.

وصالح النبيُّ صلى الله عليه وآله وسلم يهودَ خيبر، ويهودَ وادي القُرى على أن يعملوها، ويكفوا المسلمين مؤونتها ما داموا مشغولين بالجهاد، ولهم نصف ما يخرج منها من الثمار.

وفيها: أسلم جماعة من رؤساء قريش منهم: عمرو بن العاص، وخالد بن الوليد رضي الله عنهما بعد أن أسلمَ عمرو بـالحبشة على يد النجاشي.

وفي ذي القعدة من السنة السابعة: اعتمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم عمرة القضاء، وأقام بـمكة ثلاثًا، ثم رجع، فدخل بأم المؤمنين ميمونة بنت الحارث الهلالية رضي الله عنها ، ليلةَ انصرافه من مكة بـسَرِفَ، وهو بين التنعيم ومرّ الظهران، وبذلك المكان كان موتها، وقبرها رضي الله عنها .

وفيها: اتَّخَذ صلى الله عليه وآله وسلم المنبر، وكان قبل يَخطُبُ إلى جِذْع نخلة، فحنّ له الجِذْع؛ حتى مسح عليه، وضمَّه.

وفيها: حرّم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم نكاح المتعة، ولحوم الحُمُر الأهلية.

وفي جمادى الأولى من السنة الثامنة: كانت غزوة مُؤتة، وهي قرية من قرى البَلْقاء من أرض الشام، فأكرم الله فيها جعفر بن أبي طالب، وزيد بن حارثة، وعبد الله بن رواحة رضي الله عنهم ، وجماعة بالشهادة، ثم أخذ الراية خالد بن الوليد رضي الله عنه ، ففتح الله على يديه، وانحاز بالمسلمين، وكانوا ثلاثة آلاف، وكان هرقلُ (ملك الروم) في مائتي ألف.

الحلقة السابقة هـــنا

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين