السيرة النبوية (1): النَّسب الشَّريف وأسماؤه وولادته ونشأته

نبيّنا صلى الله عليه وآله وسلم هو سيد الخلق، وأكرمهم، وأشرف العالمين نسبًا، محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب، ونسبه الطَّاهر ينتهي إلى نبي الله إسماعيل عليه السلام بن خليل الله إبراهيم عليه السلام .

لنبينا صلى الله عليه وآله وسلم أسماء، وصفات كثيرة، منها: محمد، وأحمد، والحاشر، والعاقب (جاء عقب الأنبياء، وكان آخرهم)، والمقفِّي (المبعوث بعد الأنبياء)، والْمَاحي (محا الله به الكفر)، وخاتم النبيين، ونبي الرحمة.

وكنية النبي صلى الله عليه وآله وسلم : أبو القاسم.

وأمّـه: آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب.

ولد نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم يوم الاثنين، الثاني عشر من ربيع الأول، عام الفيل.

وتوفي والده وهو في بطن أمّه.

وحضنته: أم أيمن بركة الحبشية رضي الله عنها ، ولما كبر صلى الله عليه وآله وسلم زوّجها زيد بن حارثة رضي الله عنه .

وأول من أرضعه بعد أمِّه: ثويبة الأسلمية رضي الله عنها مولاة أبي لهب.

ثم أرضعته حليمة السعدية رضي الله عنها ، وعند تمام العامين فطمته.

ولما كان مسترضعًا في بادية بني سعد رعى الغنم، ورعاها أيضًا لأهل مكة لما رجع إليها.

ولما بلغ صلى الله عليه وآله وسلم الخامسة: أتاه ملكان على صورة رجلين، فشقَّا صدره، وطهّرا قلبه، وغسلاه؛ فخافت عليه حليمة السعدية رضي الله عنها ، فأعادته إلى أمه، وكانت مدة إقامته في بادية بني سعد نحوًا من خمسة أعوام.

ولما بلغ صلى الله عليه وآله وسلم السادسة: خرجت به أمه إلى المدينة لزيارة أخوال أبيه، ثمّ رجعت به، فماتت في الأبواء، وهي بين مكة والمدينة، فحضنته أم أيمن رضي الله عنها ، وكفله جده عبد المطلب.

ولما بلغ صلى الله عليه وآله وسلم الثامنة: توفي جده عبد المطلب، فكفله عمه أبو طالب، هو وزوجته فاطمة بنت أسد رضي الله عنها .

ولما بلغ صلى الله عليه وآله وسلم الثانية عشرة: خرج به عمه أبو طالب للتجارة إلى الشام، فلما بلغوا بُصرى، رآه بَحِيرى الرّاهب، فتحقق فيه صفات النبوة، فأمر عمه بردِّه، فرجع به.

ولما بلغ صلى الله عليه وآله وسلم العشرين: شهد حرب الفِجار (سميت بذلك لوقوعها في الشهر الحرام) بين كنانة، ومعها قريش، وبين قَيس عَيلان، وكان النصر لقَيس على قريش، ثم كان النصر فيه لكنانة.

ثم عقدت قريش حلفَ الفضول لنصرة المظلوم، فشهده صلى الله عليه وآله وسلم مع قومه.

ولما بلغ صلى الله عليه وآله وسلم الخامسة والعشرين: خرج مع ميسرة غلام خديجة رضي الله عنها ، في تجارة لها إلى الشام، فرآه نَسطور الرّاهب، فقال: (أشهد أن هذا نبي، وأنه آخر الأنبياء)، ورَبِحَا في هذه السفرة رِبْحًا وفيرًا، فلمـا رجعا أخبرها ميسرة بذلك، وبما شاهد منه صلى الله عليه وآله وسلم ، فخطبته لنفسها، فتزوجها.

ولما بلغ صلى الله عليه وآله وسلم خمسًا وثلاثين: جاء سيل فصدَّع جدران الكعبة، فهدموها؛ ليعيدوا بناءها، وقد قلّت عليهم النفقة الطيبة عن إتمام الكعبة على قواعد إسماعيل عليه السلام ، فأخرجوا منها الحِجْرَ، وبنوا عليه جدارًا قصيرًا، علامة على أنه من الكعبة.

وحمل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وأشراف قومه الحجارةَ، ولما تم البناء أرادوا وضع الحَجَر الأسود موضعه، فاختلفوا، وتنافسوا في ذلك؛ فحكَّموا بينهم أوّل داخل، فكان الداخلُ هو الأمين المأمون صلى الله عليه وآله وسلم، فرضوا بحكمه، فبسط رداءه وقال: « لِتَأْخُذ كُلُّ قَبِيلَةٍ بِنَاحِيَةٍ مِنَ الثَّوْبِ »، ثُمَّ وضع فيه الحَجَر، وأمرهم برفعه حتى انتهوا إلى موضعه، فأخذه ووضعه في مكانه.

ولما بلغ صلى الله عليه وآله وسلم ثمانيًا وثلاثين: حبّب الله إليه الخلوة، فكان يخلو بغار حراء، ثم كان يرى الأنوار، ويسمع الهواتف، ثم كان صلى الله عليه وآله وسلم تسلِّم عليه الأحجار، والأشجار.

وقبل مبعثه صلى الله عليه وآله وسلم بستة أشهر كان وحيه منامًا، وكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فَلَق الصبح (أي: ظاهرة واضحة).

جميع المواد المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين