الريسوني.. مثال للنجاح في العلم والاخفاق في السياسة

الريسوني.. مثال للنجاح في العلم والاخفاق في السياسة

 

أحمد عبد العال

لم يبتعد الدكتور الريسوني العالم المقاصدي المشهور في تصوراته وتخبطه في متاهات السياسة ودهاليزها عن الشيخ البوطي الفقيه الأصولي في تعامله مع تداعيات الوضع السوري عندما ثار الشعب على نظام الاستبداد والطائفية القمعية مطالباً باسترداد حريته وكرامته. ووقوفه مع الاستبداد والقتل والطائفية والاجرام.

لا أحد ينكر تفوقهما العلمي وزادهما الفقهي والمعرفي المشهود ، في مقابل سطحية مطلقة في مواقفهم السياسية وأحكامهم المختزلة وأفهامهم المغلوطة للوقائع السياسية وما يكتنفها من تضليل ومكر ودهاء .

ومن خلال مقال الدكتور الريسوني بشأن تطبيع قيادة حماس وأخواتها مع النظام الأسدي الطائفي أيتضح انه انطلق من مقدمات أربعة اوصلته الى نتائج مغلوطة وغريبة لتجعلنا نتساءل كيف  يصدر ذلك عن عالم مقاصدي يشار إليه بالبنان :

الأولى: تجاهله للمشروع الإيراني الفارسي في العالم الإسلامي لا سيما في سوريا وما ألحقته ميلشياتها (حزب الشيطان والكتائب الايرانية والعراقية والأفغانية)…..بالشعب السوري المنكوب من قتل وتدمير وتشييع وتشريد ودعم بلا حدود لنظام القتل والإجرام في دمشق .

الثانية: تجاهله لإجرام نظام قتل مليوناً من شعبه الثائر لمطالبته بحربته وكرامته ورفضه للمشروع الطائفي المتسلط على رقابه ، واعتقل مئات الآلاف من الأحرار وهجر أكثر من اثني عشر مليوناً داخل البلاد وخارجها علاوة على اعتقال آلاف من النساء واغتصابهن في أقبية مراكزه الأمنية وسجونه سيئة السمعة في مجتمع محافظ متدين يعتبر جريمة انتهاك الأعراض أبلغ  أشكال الانتقام والإجرام والتطهير  الطائفي  .

الثالثة: قوله: إن التطبيع مع هذا النظام -الطائفي المجرم- قضية اجتهادية تدور بين الخطأ والصواب فلا وجه لإدانة المطبعين واستهدافهم بالتخوين والطعن . متجاهلاً أن في ذلك تدميراً لمعايير الحق والقيم . وإلا فلماذا ندين المطبعين مع الكيان الإسراءيلي المغتصب لفلسطين والأقصى ؟

الرابعة: قوله: إن القيادة الفلسطينية منتخبة ، والواقع أن انتخاب القيادة الفلسطينية لا يعطيها الحق في  التنكر لحقوق إخوانهم المسلمين وانتهاك أعراضهم ، وسفك دمائهم وتشريد شعب بريء في أصقاع المعمورة وتغيير ديمغرافي ممنهج لصالح التشيع الفارسي الإيراني الذي دعم النظام وحال دون سقوطه .

علاوة على أن بين قيادات حماس نفسها من يقف في وجه هذا التطبيع الآثم ( وأبو الوليد الأستاذ خالد مشعل عافاه الله ، وغيره نموذجاً).

وأخيراً أقول: كم يحزننا عندما يخوض العالم الموقع عن الله في ميدان لا يجيد خوض غماره فيسيء لنفسه ولأهل العلم والأمانة التي حملها ، ليصبح حجة بالباطل على أهل الحق ، فإن زلة العالِم زلة العالَم.

 

والله المستعان 

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين