الرَّجلُ الذي اشترى دارًا فوجد فيها ذهبًا

عن أبي هريرة رحمه الله تعالى قال: قال النَّبيُّ صلى الله عليه وآله وسلم: «اشترى رجلٌ من رجلٍ عقارًا له، فوجد الرجل الذي اشترى العقار في عقاره جرَّةً فيها ذهبٌ، فقال له الذي اشترى العقار: خذْ ذهبك منِّي؛ إنَّما اشتريتُ منك الأرض ولم ابتع منك الذَّهب، وقال الذي له الأرض: إنما بعتك الأرض وما فيها، فتحاكما إلى رجلٍ، فقال الذي تحاكما إليه: ألكما ولد؟ قال أحدهما: لي غلام، وقال الآخر: لي جارية، قال: أنكحوا الغلام الجارية، وأنفقوا على أنفسهما منه، وتصدقا» ([1]).

الشرح:

هذه القصَّة وقعت في زمن داوود عليه الصَّلاة والسَّلام وإليه تحَاكم الرَّجلان المتنازعان في الذَّهبِ، كذلك جاء في كتاب "المبتدأ" لوهب بن منبه.

«العَقار» بفتح العين: المنزل والضيعة والنخل، وأثاث المنزل النفيس وغير ذلك، والمراد به هنا الدَّار كما جاء في رواية وهب في كتاب "المبتدأ".

«جَرَّة» بفتح الجيم والراء المشددة: آنية من الفخار معروفة.

«لم أبتع»: لم اشتر.

«ألكما وَلَد؟»: بفتح الواو واللام، ويجوز ضم الواو أو كسرها مع سكون اللام على أنَّه جمع.

«قال أحدهما: لي غلام»: هو المشتري كذلك جاء في كتاب "المبتدأ" لإسحاق بن بشر.

«أنكحوا» بالهمز: أي زوجوا الغلام الجارية.

وفي هذه القِصَّة دليلٌ على ورع هذين الرَّجلين وتحريهما وبعدهما عن الطمع، وهذه منزلةٌ كبيرةٌ يقلُّ من يتخلَّق بها اليوم، بل يكاد ينعدم؛ لأنَّ الغالبَ على النَّاس حب المال وحب الحصول عليه بأيِّ طريقٍ كان إلَّا من رحم الله، وقليلٌ ما هم، وبالله التوفيق.

" سمير الصالحين"

([1]) رواه البخاري ومسلم.

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين