الراموسة العجيبة

الأستاذ عبد الله زنجير

مساحتها 200 هكتار و مساكنها لا تذكر ، ذكرها ياقوت الحموي و كانت حلبة تحول في تاريخ سورية الحديث ، مدرسة المدفعية و مذبحتها في 16 / 6 / 1979 م فتحت بوابة الصراع الدموي ( نفذها النقيب المناوب إبراهيم اليوسف و مجموعة استثأرت و استأثرت بالقرار ) التيار الإسلامي العريض لم يرتضيها ، لكن الأسد الأب استثمرها و استحلبها لبسط قبضته
 
من يحدق في المرافق الصناعية يستهويه الدور العجيب لهذه المنطقة ، منذ أواسط الستينيات وهي تصنع هياكل السيارات و القاطرات ، كنا نمشي إليها أحيانا للرياضة فنصل لتخوم كلية التسليح العسكرية ، ثم نعود و الشمس لم تعد هناك ! بقي اسم  الراموسة  آراميا عمره 5000 سنة ( مطر الست عشتار ) افتتحت حلب في 637 م ولم يفرض المسلمون مفرداتهم ، لم يفعلوا مثل تودور جيفكوف في بلغاريا 1984 م و لا مثل البعث العربي مع الأكراد ، بقيت عشتار الحب و الحرب خبرا عن حقبات و وثنيات
الراموسة ، جنوب غرب حلب و آخر أحيائها جهة الأنصاري و صلاح الدين .. في 19 / 2 / 2012 م وصلها شباب الأسد و شبيحته ، كسروا المحلات و عاثوا و سبوا و شتموا و أغلقوا معمل الغاز و حاصروا عماله ، و يوم 24 / 5 / 2012 م خرجت مظاهرة طلابية من مدرسة الصناعة ، و في 2 / 6 / 2012 م أضربت متضامنة مع المناطق السورية
 
نصبوا هناك مدافعهم - داخل كلية المدفعية - قصفوا كل حلب و ريف حلب ، بشرا و شجرا و حجرا ! في 5 / 6 / 2012 م قصفوا حيان و بيانون ، و في 26 / 10 / 2012 م أطلقوا 14 صاروخ أرض أرض ، صار صوت الراموسة سوطا
 
الشهداء هنا لا يحصون ، كلهم أو جلهم طرائد لفوهات الجريمة ، كلهم أو جلهم من عابري السبيل صغارا و بالغين .. الشهيدة فاتن حاج علي و منى قريجي ، و الطفلة التي كانت تمرح داخل سيارة أهلها في 23 / 9 / 2012 م ، و الطفل أحمد الحسن و عبد الله علي محمد و محمد علي نداف - تحت جسر الراموسة - و إلياس كيورك و أحمد عرب و عزيز الظاهر و شهيد عشيرة بني خالد يوم 17 / 9 / 2012 م و الرجل المقتول تعذيبا قرب جمعية الريادة ، و غيرهم و غيرهم
 
في بدر رأى بلال - مؤذن الرسول - جلاده أمية بن خلف ، استل سيفه قائلا : لا نجوت إن نجا .. الأحرار أحرقوا الكازية العسكرية في 3 / 8 / 2012 م ، الأحرار استلوا سيوفهم و سواعدهم يقولون للأسد الولد : لا نجونا إن نجوت

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين