الدُّرُّ المكنونِ في رثاء العلَّامة الشَّيخ محمَّد علي الصَّابونِي رحمه الله تعالى

إذا حلب ستذكرُ بافتخارٍ...شيوخًا أنجبت علمًا ودينا

ففيها الخُسرويَّة نهج علمٍ...منارٌ للدُّعاة النَّاهضينا

فكم قد خرَّجت طلَّابَ علمٍ...بأرض الشَّامِ أعدادًا مِئينا

إذا آوى إلى حلبٍ فسادٌ...شراذمُ لا تضرُّ الطِّيِّبينا

لئن ذَكروا بها فنًّا ولهوًا...فأهلُ الخير كانوا الغالبينا

فذكري لكِ يا شهباء عشقي...لإبراهيم زارَ...أتعجبينا؟!

دليلُ المتَّقين قلىً لدُنيا...أرى الصَّابونِي شيخَ العاملينا

بعصرٍ قد غوى علماء زُورٍ...قليلٌ من نجا فتنًا سِنينا

تأسَّى بالنَّبيِّ كريمَ نفسٍ...فيا حُسن الهُدى بالمُرسلينا

يكفُّ تورُّعًا شهواتِ نفسٍ...بروحٍ حلَّقت في العالمينا

فبينَ عبادةٍ أمضى حياةً...وتأليفٍ يُنير الجاهلينا

ففي التَّفسير صفوتُه وفتحٌ...تسامَى في رواءِ الطَّالبينا

هدوءُ الصَّوتِ يسري في قلوبٍ...فأغنى عن جهير الصَّيِّتينا

فكنتَ القدوةَ المُثلى بعصرٍ...أعدتَ العلمَ نهجَ السَّالفينا

إذا العلماءُ قد فُقدوا بأرضٍ...ستبكي في أسىً للرَّاحلينا

وللصَّابونِي ندعو فوزَ أخرى...بجنَّاتٍ بمأوى المُسلمينا