الحيّ العاقل يمارس وظائف الأحياء.. فماذا يعمل ميت الأحياء؟

ءقال الشاعر:

ليس مَن مات فاستراح، بمْيتٍ =إنّما الميْتُ ميّت الأحياءِ!

وتروى طرفة عن رجل، كان ممدّداً بين مجموعة من النسوة، يندبن عليه.. ومرّ رجل آخر فسأل: ماالحكاية؟ من مات؟ فقام إليه الرجل الممدّد وقال: لاشيء لاشيء.. إنّما أنا رجل خايس، والنساء يندبن عليّ!

فمَن ميّت الأحياء؟

تختلف نظرات الناس، حول ميّت الأحياء، باختلاف البيئات والأحوال، والظروف التي يعيش فيها التجمّع البشري: قبيلة كان هذا التجمّع، أم قرية، أم حيّاً، أم مدينة..!

فالميت في بعض الأحوال والظروف، هو:

الرجل الذي لاخير فيه، لنفسه، ولا لأحد غيره من خلق الله! وقد ينطبق عليه مدلول الأية الكريمة: (وضرب الله مثلاً رجلين أحدُهما أبكم لايقدرعلى شيء وهوكَلٌّ على مولاه أينما يوجّهه لا يأت بخيرهل يستوي هو ومن يأمر بالعدل وهو على صراط مستقيم).

وهو الذي لايصلح لحرب، إذا قامت الحرب، بين قبيلتين، أو حيّين، أو مدينتين، أو دولتين..!

وهو الذي يترك أطفاله جياعاً، يبكون من شدّة الجوع، ولا يتحرّك لرفع غائلة الجوع عنهم؛ سواء بعمل يقوم به في مؤسّسة أو شركة.. أو لدى أحد المحتاجين للعمل.. أو بالبحث عن عمل.. أو بالاستدانة من صديق أو قريب أو زميل!

فمَن ميّت الأحياء، في مجال السياسة؟

قد يكون رجلاً يُحسب على الساسة، أو يدّعي ممارسة السياسة، وهو لاخير فيه سواء؛ أكان في السلطة أو المعارضة!

وقد تكون امرأة، تُحسب على السياسة والعمل السياسي، وهي لاخير فيها، كذلك!

وقد يكون قبيلة أو حزباً أو كتلة، ممّن يدّعون أنهم يعملون في السياسة!

أمّا إذا كان العامل في السياسة، ممّن ينطبق عليه مضمون الآية الكريمة: (ضرّه أقرب من نفعه لبئس المولى ولبئس العشير)، فتلك طامّة على الساسة والسياسة، والسياسيين في بلده.. وإن سعى الأعداء إلى توظيفه، بطرائق مختلفة!

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين