الحل في سورية بين العبودية والموت

إما ان يستسلم الشعب السوري ويعود إلى العبودية من جديد تحت طغيان النظام المجرم الطائفي الذي قتل وهجر الناس ودمر البلاد، وإما أن يختار الشعب الموت على الحياة فيقاوم ؟

حلان لا ثالث لهما.

إن الأحرار أصحاب المبادئ لا يركعون ولا يساومون على الحرية والكرامة مهما كانت التضحيات.

وأما الذين انسجموا مع العبودية ويعيشون بدون حرية وكرامة، تحت نعال المجرمين فهم قد تخلوا عن إنسانيتهم وعن عقيدهم، وعن قيمهم بحيث أصبحوا في مستوى الحيوان يعيشون لأجل شهوات الحياة الدنيا بدون كرامة ومن الصعوبة أن نقنع هؤلاء بالحرية حتى يعيشوا أحرارا.

طبعا هذا قسم من السوريين يقولون كنا عايشين ولكن كيف؟ هل عيش الأحرار أم عيش العبيد.

وأمرهم عجيب أنهم لم يفهموا حتى الٱن أو لا يريدون أن يفهموا أن أكبر عملية استحمار نفذها النظام في سورية حتى استطاع أن يولد لدى هؤلاء الشعور بالنقص والطاعة بدون حدود بنفاق يعجز الإنسان توصيفه.

أما بالنسبة للحل في سورية فغير ممكن مع هذا النظام المجرم الذي لا عهد له ولا ذمة لأن الخلاف بيننا وبينه عقدي وليس سياسي ولذلك من الصعوبة أن يستجيب للحل المطروح وخصوصا وراءه إيران التي تنفذ مشروعها في سورية على حساب الشعب السوري، وأمريكا لا تريد الحل لأنها تنفذ مخطط الشرق الأوسط الجديد، بدلا عن مخطط سايكس بيكو.

 والحل ليس بيد النظام وإيران وإن تناغمتا مع المشروع الأمريكي، أما روسيا فلا أعتقد أن تقف في صف أردوغان في حل المشكلة، فلم يبق أمامنا إلا أن ندعو الله الثبات على الحق وعدم الاستسلام

مهما طالت الهجرة خارج الديار فبعضنا هجره النظام منذ عشرات السنين ولم يضعف ولم يستسلم، وأمتنا تضعف ولكنها لا تموت وفي النهاية ستنتصر إن شاء الله مهما كانت التحديات والتاريخ يشهد بذلك..

ويكفينا أننا نحمل مشروعا العالم بحاجة إليه لأنه أفلس قيميا وإنسانيا وأخلاقيا ودينيا فالمستقبل لأصحاب الفكر الحق ورسالة الحق هذا ما تشهد به قصص التاريخ

في أواخر القرن العشرين سقطت الحتمية الشيوعية وفي هذا القرن ستسقط الحتمية الرأسمالية ومشروعها العولمي.. هم يحاربوننا بمنطق القوة ونحن نواجههم بقوة المنطق، التي هي اقوى من منطق القوة.

السلاح لا يمكن أن ينتصر على الفكر وهذه سنة الله في الحياة، ولن تجد لسنة الله تبديلا ولن تجد لسنة الله تحويلا ..

 

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين