الحكمة من تجزئة المعاني في بعض الآيات

نص الاستشارة :

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. لدي استشكال حول رؤوس الآيات وحول أن بعض الآيات تنتهي قبل اكتمال المعنى، وحول الحكمة من ذلك الأمر، كقوله تعالى (احشروا الذين ظلموا وأزواجهم وما كانوا يعبدون) وتبدأ الآية التي تليها بقوله (من دون الله فاهدوهم إلى صراط الجحيم) فلماذا تم الفصل بين الجملة الواحدة بهذه الطريقة خاصة إذا اعتبرنا أن من السنة الوقوف على رؤوس الآيات؟!! فسؤالي حول الحكمة من جعل هذه الكلمات رؤوس آيات وعدم وصلها بما بعدها كآية لا تتجزأ.. (كذلك يبين الله لكم الآيات لعلكم تتفكرون ) ثم يبدأ ( في الدنيا والآخرة ) (نزل عليك الكتاب بالحق مصدقاً لما بين يديه وأنزل التوراة والإنجيل) ثم يبدأ (من قبل هدى للناس) ( وقيل لهم أين ما كنتم تشركون ) ثم يبدأ ( من دون الله قالوا ضلوا عنا ) (احشروا الذين ظلموا وأزواجهم وما كانوا يعبدون) ثم يبدأ (من دون الله فاهدوهم إلى صراط الجحيم) وغيرها من الآيات.. فالسؤال هو : ما الحكمة من تجزئة المعنى بهذا الشكل وعدم جعل المعنى في آية واحدة ؟

الاجابة

 وعليكم السلام و رحمة الله و بركاته 

الراجح أن نهايات الآيات توقيفية أي أنها جاءت هكذا وليست اجتهادا من كتاب الوحي، وبالتالي قد لا ندرك الحكمة الصحيحة بالضبط من ذلك لكن نسلم لله تعالى فيما أراد ، وربما نستطيع أن ندرك شيئا من جوانب ذلك ، فالقرآن فيه إعجاز متعدد الجوانب و قد تحدى العرب في فصاحتهم و بلاغتهم ، ومن مظاهر هذا الاعجاز الفاصلة في القرآن و قد أعدت دراسات مطولة حول ذلك ، ومن مظاهر ذلك أنك تجد نهايات الآيات متشابهة أحيانا و لها جرس رائع و مؤثر ، ولكنها لا تشبه الشعر و لا يشبهها شيء من كلام العرب ، وهذا أحد مظاهر التحدي ،

وأضيف  أن الملاحظ أن الوقوف على نهاية الآية الأولى لا يخل بالمعنى في الأعم الأغلب و لكن تأتي الآية الثانية موضحة أو مقيدة 

وأخيرا  فإن مشروعية الوقوف على آخر الآية لا تعني بالضرورة مشروعية البدء بالآية بعدها و إنما هناك آيات بين العلماء أنه لا يحسن البدء بها الا بوصلها بما سبقها ، و الأمثلة التي ذكرتها هي من هذا النوع ، ما عدا مواضع قليلة ، قال الشيخ زكريا الأنصاري رحمه الله في "المقصد" (ص 5):

" يسن للقارئ أن يتعلم الوقوف، وأن يقف على أواخر الآي إلا ما كان شديد التعلق بما بعده، كقوله تعالى: (وَلَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَابًا مِنَ السَّمَاءِ فَظَلُّوا فِيهِ يَعْرُجُونَ) الحجر/ 14 ، وقوله : (لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ) سورة ص/ 82 ؛ لأن اللام في الأول واللام في الثاني متعلقان بالآية قبلهما " انتهى


التعليقات