الجلوم .... الصغرى والكبرى

الأستاذ عبد الله زنجير

من مكتبة أخوي الكبيرين سليم و رفعت ، قرأت ألف ليلة و ليلة ، لم أجد مثل ( الجلوم ) حيا تتمثل فيه أساطيرها ، بيت عمتي أنموذج عمران عربي بنافورته و شجيراته و فنه و أفنانه !! للجلوم المقسمة إلى كبرى و صغرى و الممتدة من العقبة شمالا و قنسرين جنوبا ، مذاهب في تفسير التسمية منها : جل القوم ، فهم من العلا الغربي لحلب القديمة . اشتهرفيها من الغابرين المشايخ نجيب خياطة و جميل عقاد و محمد كلال ، ومن الأحياء اللواء ( محمد الفارس ) رائد الفضاء السوري ، الفنان صباح فخري لم يهاجم ثورة
السوريين كما فعلت ميادة الحناوي

الأزقة الضيقة و المغلقة هنا ، كم أضاعتني و أنا أتشاطر لأختصر الطريق إلى الخالة أم ربيع - الزوجة الأولى لمعلمي في السوق إسماعيل عطار - أحمل لها حاجياتها من السقطية ، وتر التسامح المتصل من مسجد أبي يحيى لكنيسة الشيباني ( أقيمت في القرن 12 م ) لا يضاهى أو يضارع ، مثل الصخرة المغناطيسية المعروفة للحي . باب السعادة ( أنشأه الملك الناصر سنة 654 ه) مابين الكلاسة و باب أنطاكية ، بقي خرقا بعد عين ، يجاوره زعتر الناصر و حلويات الطرقجي و الفوال الحمامي و مزار الشيخ شهاب الدين - من قادة صلاح الدين - و .. في أحد أيام صيف تموز 1980 م أخرجوا كل الذكور المدنيين و مددوهم على الزفت اللاهب فوق بعضهم كاليبرق ، بعد استهداف دورية راجلة . تلك الفترة سقط شهداء بالجملة من أل حفار و حماد ، و من الذين عرفتهم عبد الرحمن شعبان قصاب - من نجوم فرقة أبي الجود - و جمال عيار و جمال بي و محمد رسلان

يتشابه التاريخ لكنه لا يكرر نفسه ، في سنة 2012 م استشهدت الطفلة نور آلا - 8 سنوات - و هناء دليل ابنة بنت خالتي في 3 أيلول ، و عبد الله دليل و فراس رحمو و أديب تلي و يوسف بوادقجي و محمد بعيج و مصطفى مخزوم و زياد حمامي - سائق قنصه حاجز خربة غزالة في 18 / 9 / 2012 م - و ذات النهار كانت عمدان الدخان تتصاعد من الجلوم ، القصف الجوي و البري أورث دمارا هائلا .. رأيت فيلما يندى له جبين العالم ، رجل مصاب و زوجته يهربان مذعورين من قناص في 11 / 12 / 2012 م

و أمام هول الحدث توقفت شهرزاد عن الحديث

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين