-1-
تذكرت وأنا أخط عنوان المقالة رواية الشهيد صلاح حسن "ثمانون عاماً بحثاً عن مخرج" (وقد مات قبل أن يُتمّها) فدعوت الله أن لا يمتدّ عمر الثورة من عشراتِ شهورٍ إلى عشرات سنين. وأياً يكن الأمر، سواء أكان مقدَّراً لها أن تعيش ست سنين أو عشراً أو عشرين، فإنها ما تزال بعيدة -بإذن الله- عن المصير الذي تصوّره بعض الناس فبدؤوا بالبكاء عليها واستعدوا لتكفينها ودفنها في مقبرة التاريخ.
نقول لهؤلاء المتشائمين: وفِّروا بكائياتكم ومراثيكم يا قوم، فما زلنا بعيدين عن الحاجة إليها بفضل الله، لكننا سنحتاج إليها حتماً لو فقدنا إيماننا بنصر الله، أو قعدنا عن العمل وتواكَلْنا بدلاً من الاتكال الحق والأخذ الكامل بالأسباب.
سوف نفشل ونُهزَم لو اعتمدنا على قوتنا المجردة ومواردنا المحدودة وإمكانياتنا المادية فقط، لأننا لا طاقةَ لنا بعدوّنا ولا مقارَنةَ بين ما يملكه وما نملكه من قوة وموارد. سنفشل ونُهزَم لو عصينا الله فظلمَ بعضُنا بعضاً وبغى بعضنا على بعض، فنحن محتاجون إلى الله يقيناً في معركةٍ غيرِ متكافئة فُرضت علينا، ولن يساعد الله عُصاة بُغاة ظالمين. سنفشل ونُهزَم لو تواكلنا وتركنا العمل والأخذ بالأسباب، لأن ربنا -تبارك وتعالى- لا ينصر الكسالى الخاملين القاعدين. سوف ننتصر -بإذن الله وبعون الله- عندما نتّكل على الله حق الاتكال ونستعين به صادقين مخلصين، وحينما نبذل غاية الجهد البشري ونأخذ بكل ما نستطيع الأخذ به من أسباب الانتصار.
لا ريب أن الثورة بحاجة ملحّة للخروج من حالة الاستعصاء والتراجع التي تعاني منها منذ بعض الوقت، لكننا لن نجد المخرج بالرثاء والبكاء، ولن نجده بالتراشق والتخوين. إن كل ما نريده هو تشخيص صادق -ولو بدا قاسياً- لأمراض الثورة، على أن يتبعه عمل مخلص شجاع لا يجامل في الثورة ولا يخاف في الله أحداً من الناس.
-2-
إن الثورة تعاني حالياً من خمس مشكلات كبرى تؤدّي إلى الفشل والهزيمة، وحلها كلها يسير لو صدقت النوايا وصلحت النفوس: التشرذم الفصائلي وغياب القيادة العسكرية الواحدة، والتنازع وغياب الثقة بين كيانات الثورة العسكرية والسياسية، وعبث الفصائل بالقضاء وتدخلها في الإدارة المدنية، واستعمال السلاح في حل خلافاتها البَينيّة، والبغي والظلم الذي يمارسه بعضها بحق بعضها الآخر وبحق المدنيين.
يتوهم أغلب الناس أن المشكلات الخمس السابقة مرتَّبةٌ في أهميتها وخطورتها ترتيباً تنازلياً، وليست كذلك، بل هي مرتبة تصاعدياً، فإن المشكلة التي ركّز عليها الكل حتى نَسُوا ما عداها هي أهون المشكلات وأيسرها حلاً، والأخيرة هي الأخطر على الإطلاق، وهي التي لا يكاد يذكرها إلا أقلّ القليل، وإذا تنبّهَ إليها بعض المصلحين ونبّهوا إليها وحذّروا منها قام الغوغاء في وجوههم يصرخون بتلك المعزوفة المكرورة: الداخل والخارج والمجاهدون والقاعدون.
ألا فليعلموا أنه ليس في الظلم والبغي مجاهد وقاعد وداخل وخارج، بل فيهما حق وباطل ومصيبون ومخطئون، وفيهما دعاة ومصلحون ينكرون ويصوّبون، وشياطين خُرْس لا يعترضون على ظلم وبغي، وشياطين ناطقون ينكرون على الدعاة والمصلحين.
إن ترتيب الأخطار بمنظور المسلم يختلف عنه عند غيره، فالمسلم يعلم يقيناً أن النصر من الله أولاً وآخِراً وأن القوة بأنواعها أسبابٌ للنصر لا غير، وهو مكلَّف باتخاذ الأسباب حتماً، فإذا قصّر فيها نزلت به الهزيمة لأن سُنَن الله في الوجود لا تحابي أحداً، وكما قال أحدهم ذات يوم: إذا سقط في البحر كافر يحسن السباحة ومسلم لا يحسنها فسوف ينجو الكافر ويغرق المسلم. وكذلك في الحروب: لا ينتصر مَن لا يحسن الأخذ بأسباب الانتصار مهما تكن درجة إيمانه وقربه من الله. ولكنْ أيضاً: لن ينتصر المسلمون الذين يحرصون على أسباب النصر المادية ثم يُغضبون الله، وإن الله لَيغضب في عليائه عندما يُرتكَب الظلم باسمه ويُعتقَل ويعذَّب ويُقتل باسمه الأبرياء.
-3-
صحيحٌ أن وَحدة الفصائل شرط مهم لتحقيق النصر على العدو، ولكن العدل أهم من القوة، فإن قوة الفصائل مجتمعةً لاتعدل قوة عدوها، فإذا لم ينصرها الله فهي بعيدة عن الانتصار، والله تبارك وتعالى أجَلّ وأنزه من أن ينصر الظالمين. لذلك كان واجب الوقت هو تخليص الثورة من الظلم الذي فشا فيها والخَبَث الذي كاد يدمّرها، فإن تكن الفُرقة سبباً في ضعف الثورة فإن الظلم سبب في هلاكها جملة واحدة. لمّا سألت أم المؤمنين زينب بنت جحش النبيَّ عليه الصلاة والسلام: أنهلكُ وفينا الصالحون؟ قال: "نعم، إذا كَثُرَ الخبث". ولَعمري ما خَبَثٌ أخبث من الظلم وما داء أفتك منه بالأمم والجماعات.
لقد ورثَت بعضُ الفصائل الثورية من النظام الأسدي أنظمتَه الأمنية بصورة مشوَّهة، فأنشأت سجوناً ومعتقلات سرّية وسمحت لنفسها باعتقال الناس خارج القضاء ومارست التحقيق والتعذيب بحق الموقوفين، بطرائق بشعة وصلت إلى الموت في بعض الأحيان. لولا الخوف من التألّي على الله لأقسمت بالله أنه لن ينصر ثورة تمارس فصائلُها هذا القدر من الظلم والعدوان على الناس.
ثم بلغت الجرأة والوقاحة ببعض الفصائل أن اعتدت على الشرع باسم الشرع ومارست الظلم باسم الله، فرفعت رايات إسلامية وزعمت أنها تسعى إلى تحكيم الشريعة، ثم أثبتت -عند الامتحان- أنها ليست أحرصَ على الشرع من نظام الأسد، وأن الشريعة عندها شريعتان، شريعة للضعفاء: إذا سرق فيهم الضعيف قطعوه، وشريعة للأقوياء: إذا سرق القوي أطلقوه ووفّروا له الحماية والغطاء ليستمر في الأذى والعدوان.
قلتها مرة وأكررها مرة أخرى: الظالمون لا يستحقون نصر الله ومعيّة الله. سوف يَكِلُهم الله لأنفسهم، ولن ينتصر ظالمون ضعفاء على ظالمين أقوياء.
-4-
إن الثورة تعاني من مشكلة كبيرة، بل من مشكلات كثيرة، ولكنْ ليس أسوأَها تفرقُ الفصائل الذي نعيبه ونسعى للخلاص منه؛ إن أسوأها وأفتكها بالثورة هو الظلم الذي يُحبط الأعمال ويُهلك الجماعات، وهؤلاء الذين يَدْعون إلى الوحدة بالقوة والتغلّب، أي بالبغي، أي بالظلم، يرتكبون مفسدة عظمى هرباً من مفسدة أقل شأناً، ويسلكون الطريق الصعب المخضَّب بالدم ويتركون الطريق الأسهل الذي يحقق ثلاثة أرباع الفائدة بلا قطرة دم واحدة.
في غمرة اليأس انحصر هَمُّ الناس، كثيرين منهم، في أمل واحد هو وحدة الفصائل. بدأ الأمر بدعوات ملحّة كنت أنا نفسي (وما زلت) طرفاً فيها، دعوات اعتقدَ أصحابُها أنّ وحدة الصف سببٌ أساسي في النصر. ثم تضخم الأمل مع الوقت حتى بات كثيرون يعتقدون أنّ الوحدةَ سببُ النصر "الوحيد"، فإذا لم تتحد الفصائل معاً وتنصهر كلها في كيان واحد فالهزيمة محتومة، فمِنْ ثَمّ قفزوا إلى الخيار الصعب الذي لم يروا أمامهم غيره: توحيدها بالقوة والسلاح، ولو سالت الدماء أنهاراً وسقط الشهداء بالمئات، أو بالآلاف!
وإلا فليقولوا بالله عليهم: كيف يستطيع فصيل قوي أن يقهر غيرَه ويجبره على الاندماج به والفرق بينهما في القوة ضئيل؟ لو كان أحدهما عملاقاً من العمالقة والآخر قزماً من الأقزام لابتلع الأولُ الثاني في يوم أو في بضعة أيام، لكن الفصائل التي باتت مهدَّدة بحروب التغلّب متقاربةٌ كلها في القوة، ولن يسلّم أحدٌ منها نفسَه للآخر بغير قتال، ولو فُتح هذا الباب الخطير لسالت الدماء أنهاراً وانهارت الثورة في أقصر الأزمنة لا قدّر الله.
لقد دعا الناسُ ودعوت معهم دهراً إلى توحيد الفصائل حتى أيقنت أخيراً أنها "الدعوة المستحيلة"، فإنها تشبه إدخال جمل في سَمّ إبرة أو فيل في ثقب مفتاح. العاقل لا يكرر المحاولات المستحيلة إلى الأبد، بل يبحث عن البدائل. ألا بدائلَ عن الوحدة الكاملة يمكنها تحقيق الهدف المطلوب؟ بلى، ثمّة بديل سهل مجرَّب قريب.
-5-
لقد بدأت الثورة مشتَّتةً مُشرذَمةً لظروف موضوعية لا يَدَ لها فيها، لأنها نشأت في جيوب ومناطق معزولٍ بعضُها عن بعض. كذا كان الحال في سنة الثورة الثانية التي شهدت انفجاراً هائلاً في تشكيل الكتائب يذكّرنا بالانفجار الكامبري العظيم الذي يدرّسونه في علم الحياة. في تقرير نشره مركز دراسات الحرب أواسط سنة 2013 أحصى ما يزيد عن 1600 كتيبة وفصيل في سوريا. أين هي اليوم؟ كثيرٌ منها اندمج بعضُه في بعض سِلْماً بلا حرب ولا تغلّب، وذاب الصغار في الكبار طوعاً فنشأت هذه الفصائل الكبرى التي نعرفها اليوم.
إن الزمن كفيل بعلاج مشكلة التشرذم والفُرقة، وهو معالِج آمن لا دماء فيه ولا خسائر، ولكنه بطيء بلا ريب، ولو أننا اعتمدنا عليه وحدَه فسوف يدركنا الوقت ويسبقنا العدو وتضيع المناطق المحررة كلها قبل تحقيق الوحدة المنشودة، فما الحل؟ الحل هو استنساخ وتطوير التجارب الناجحة التي جربتها الثورة سابقاً: غرف العمليات المؤقتة والدائمة التي نشأت على مستوى المناطق والجبهات.
إن درجة عالية من التنسيق الميداني تحقق سبعين بالمئة من الفائدة المَرجوّة من التوحيد، وإن إنشاء غرفة عمليات موحدة لكل الفصائل (أو "هيئة أركان حرب" بالتعبير العسكري) تحققها كاملة. وما الجيوشُ التي تملكها الدول وتخوض بها الحروب الكبرى؟ إنها قوّات متنوعة ووحدات مستقلة تجمعها هيئة أركان الحرب: القوات البرية والجوية والبحرية، وغالباً تتألف القوات البرية نفسها من جيوش وفيالق تستقل بحركتها في الجبهات ولكل منها هيئة أركان حربها المصغَّرة، ثم ترتبط تلك الهيئات كلها معاً بهيئة أركان الحرب العامة التي تدير الحرب على المستوى الإستراتيجي.
إذا عجزنا عن توحيد الفصائل فعسى أن لا نعجز عن إنجاز الممكن: "غرفة عمليات مركزية" أو "هيئة أركان حرب مشترَكة" تدير المعركة الكلية مع النظام وحلفائه برؤية موحدة وإستراتيجية عامة.
-6-
بقيت عندنا مشكلة عبث الفصائل بالقضاء وتدخلها في الإدارة المدنية، وهذه المشكلة التي لم تلقَ عُشر معشار ما لقيَته مسألة توحيد الفصائل من اهتمام تكاد تقتل الثورة وتستأصلها من الجذور، لأنها ذات أثر سلبي عظيم في قدرة الحاضنة الشعبية على الصمود، وإذا استسلمت الحاضنة فعلى الثورة السلام.
لا يعيش الناس آمنين إلا بقضاء حر مستقل يعلو على الفصائل ولا تعلو عليه، وبقاء المؤسسة القضائية محلاً للاستقطاب وتنازع النفوذ تسبّبَ في عدم خضوع بعض الفصائل القوية للقانون، فانتشر الظلم في المناطق المحررة وعانى الناس حتى تمنَّوا -في بعض الأحيان- انحسار الثورة عن مناطقهم وعودة النظام. أرأيتم كم تبلغ هذه المشكلة من الخطر العظيم؟ وفوق ذلك وقبله وبعده فإن العبث بالقضاء وتعطيل شرع الله وتحكيم المصالح والأهواء ممّا يستوجب مَقْتَ الربّ وغضبه، فكيف ينصر الله ثورة هذه صفتها؟ أترجو الفصائل الباغية الظالمة منه العون لتزداد بعونه بغياً وظلماً وقهراً للعباد؟ إنّ هذا مُحال.
لو كانت لي كلمة واحدة مُجابَة عند الفصائل لصرفتها في حثها على تحرير القضاء من الهيمنة والنفوذ، لأن القضاء الشريف النظيف المستقل الذي يعاقب المسيء -مهما بلغ نفوذه وبلغت قوته- هو الذي يستجلب رضا الله ويستوجب رضا الناس، وهو الضمان لاستمرار الثورة ونجاحها بأمر الله.
أما الإدارة المدنية للمناطق المحررة فإن استقلالها وكفاءتها تصنع الفرق بين نعيم الناس وشقاء الناس، فإن الملايين يحتاجون إلى خدمات تعجز الفصائل عن تقديمها لنقص المال والكوادر والكفاءات. إن الأقدر على تقديم هذه الخدمات هي المؤسسات الاحترافية التكنوقراطية التي تديرها الحكومة المؤقتة، فلماذا يستمر التنازع بين الفصائل والحكومة سراً وجهراً إلى اليوم؟ إن تعاون الفصائل مع الحكومة سيعود بالخير على الفصائل نفسها قبل أن يعود بالخير على الناس، لأنه سيحرّرها من عبء ثقيل يستنزف مواردها الشحيحة ويضغط على كوادرها المنهَكة. إنه حالة نموذجية لتطبيق قاعدة النجاح الرابعة من قواعد كوفي الشهيرة: "الكل يربح"، فإننا لا نجد فيها خاسراً، بل نجد الكل فيها رابحين.
-7-
أخيراً نصل إلى مشكلة التنازع بين المؤسسات العسكرية والسياسية للثورة، وهي مشكلة كبيرة قد تتسبب في إخفاق الثورة على المدى الطويل، لأن من المحقَّق أن المعارك والثورات لا تنتهي على الأرض وإنما على طاولات المفاوضات، فالثورة زَرْعٌ تبذره القوى العسكرية وتحصده القوى السياسية، هذه قاعدة تاريخية عامة لن تكون الثورة السورية استثناء منها.
خلال السنوات الماضية اتسمت العلاقة بين الفصائل ومؤسسات الثورة السياسية بالريبة والتوجس، ورغم أن السنة الأخيرة شهدت تقارباً نسبياً بين الطرفين إلا أنها لم تصل إلى التكامل المأمول، فهل من أمل في دفع العلاقة قُدُماً وتطوير العمل الثوري السياسي بحيث تملك الثورة مشروعاً سياسياً ناضجاً تتبناه القوى الثورية كلها، وقراراً سياسياً موحداً تردّ به على المشروعات والمواقف الإقليمية والدولية؟
إذا كان توحيد القرار العسكري مهماً جداً (وهو كذلك) فإن توحيد القرار السياسي ليس أقل أهمية؛ كلاهما ضرورة ثورية وفريضة شرعية، وكلاهما شرط لتحقيق الانتصار.
أنا أشهد (وما شهدت إلا بما علمت) أن في الائتلاف الوطني والهيئة العليا عدداً كبيراً من الشرفاء الصادقين الذين يمكن الاعتماد عليهم والثقة بهم والتعاون معهم، وهم ليسوا أقل حرصاً على الثورة وعلى سوريا من حَمَلة السلاح، فقد آن الأوان إذن أن ننتقل إلى مرحلة جديدة من التعاون والتكامل المبني على الثقة والشفافية والعمل المخلص، وأن ننتهي إلى الأبد من التخوين والاتهامات والمزايدات التي لم نحصد منها سوى الضعف والتشتت وتضييع الفرص وخسارة الأصدقاء.
* * *
إن "المؤسسة السياسية" هي أهم الكيانات الثورية في هذه المرحلة، وهي أهم من المؤسسة الثورية العسكرية التي بقيت الأهمَّ بإطلاق خلال السنوات الثانية والثالثة والرابعة، فمنذ مؤتمر فينّا وقرارَي مجلس الأمن اللذين صدرا عقبه (2254/2268) ومؤتمر الرياض وتشكيل الهيئة العامة والهيئة العليا للمفاوضات انتقل الثقل الأساسي إلى العمل السياسي، وبات الوضع الميداني نتيجة للحالة السياسية بعدما كان العكس هو الحالةَ الشائعةَ خلال السنوات الماضية.
لقد بات من الضروري إنشاء هيئة سياسية مشترَكة تضم مسؤولي المكاتب السياسية في الفصائل الكبرى المؤثرة في الميدان، وهي لا تزيد عن عشرين، ومجموعةً من خيرة سياسيّي الائتلاف الوطني والهيئة العليا للمفاوضات وعدداً من المستقلين المشهود لهم بالخبرة والإخلاص.
ربما كانت هيئةٌ بهذه الصورة هي المخرجَ الذي نبحث عنه لإنقاذ الثورة من حالة الجمود والتراجع والاستعصاء، فهي ستجمع القوى الثورية العسكرية والسياسية، وسوف تعالج حالة الفصام الدائم بين الفريقين وتغدو سبباً في تكامل العمل الثوري بشقَّيه الكبيرين: الحرب والسياسة، فتساعد الثورة على استثمار تضحياتها وتحقيق أهدافها بإذن الله.
التعليقات
يرجى تسجيل الدخول