التوبة من سبّ الله

نص الاستشارة :

السلام عليكم و رحمة الله تعالى وبركاته

مشكلتي هي أني في نوبة غضب قمت بسبّ الله عز وجل والعياذ بالله، ومن يومها وأنا اقول إني كافر رغم أني تبت وتشهّدت إلا أني أحسب نفسي كافرا ومصيري النار كنت أصلي أحيانا وقد توقّفت عنها لأنّ صلاة الكافر غير مقبولة، وأصبحث أشرب الخمر، والآن أريد التوبة فعلا لكني غير مقتنع أنّ الله سيغفر لي فقد سببته كيف لمن سبه أن يكون في جنته؟ أرجوكم أجيبوني بالتفصيل حتى أقتنع أنّ الله سيقبل توبتي، وكيف أتوب؟

مسألة اخرى فيما يخص قَوْل الله تَعَالَى (وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ (65) لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ) [التوبة]. هل كانوا قد سبّو الله أم استهزءوا به؟ وهل هي نفس حالتي؟ وهل تابو وغفر لهم؟ لقوله لا تعتذروا! وهل هناك من سبّ الله وغفر الله أريد حالة واحدة لشخص سبّ الله وغفر الله حتى أطمئن وأعود لديني وأرضي الله والله إني نادم أشد الندم وحياتي أصبحت جحيما لا يطاق.

الاجابة

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

أخي الكريم: لقد كان كفّار قريش أشدّ منك عداوة لله ولرسوله صلّى الله عليه وآله وسلّم فلمّا أسلموا قبل الله منهم توبتهم ورجوعهم إليه وصاروا من أصحاب النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم الذين نعرفهم ونقتدي بهم ونعرف ديننا من مروياتهم.

فلا تيأس من روح الله، والله عزّ وجلّ يقبل التوبة... وهل سيقبل توبة الطائع؟! إنما يقبل توبة العصاة، وأمّا ما ذكرته من الوقوع في تلك الجناية العظيمة من سبّ الله تعالى فهو سبب موجب للتكثير من الطاعات والرجوع إلى الله تعالى وليس سببا للوقوع في المعاصي والمنكرات والعياذ بالله

فتب إلى الله تعالى يقبلك الله

وأقبل عليه سبحانه يعطك سؤلك وزيادة

واعلم أنّ ما يريح القلب هو الطاعات لا المعاصي وأن ما يخلص به الإنسان من ضنك الإعراض عن الله في عيشه هو ذكر الله والإقبال عليه، فارجع إلى الله وواظب على عباداتك التي أمرك الله بها، وابحث عن أهلا الصلاح والغير لتتعلّق بهم تتغير حالك إن شاء الله تعالى.

 

والله أعلم


التعليقات