التوبة مع تكرار الذنوب بعد التوبة

نص الاستشارة :

السلام عليكم ورحمة الله أنا اعاني من احاديث النفس ومن الشك بالله وبرسوله والعودة الى المعصية  انا اتحدث في نفسي كفر احيانا من الوساوس واتعلق بهذا الكفر واحيانا من نفسي واتعلق به في نفسي واكرره بدون لفظ مع العلم بانه كفر كلما اتوب الى الله اعود لاحاديث النفس والتفكير الكفري كيف اتوب توبة ليس بعدها ذنب علماً ان ذنوب فيها كفر في نفسي  ولكن ليس مني بل من الشكوك والوساوس المشكلة اني اضعف امام كل هذا كيف اتوب الى الله أحس ان صدري ضاق واصبح لدي ضيق بالتنفس من هذه الذنوب كيف تكون التوبة في هذه الحالة وكيف تكون الرجوع للإسلام بالطريقة الصحيحة ظاهراً وباطناً والتوبة الصحيحة عن كل هذا كيف تكون أرجو الرد سريعاً وهل ستقبل صلاتي لو أتشهد بنية الاسلام وصليت مع تأخير التوبة أنا كنت ملتزم ولكني اخاف الا تقبل صلاتي ولقد تركت العديد من الصلوات  أنقذوني لقد غرقت بالذنوب والكفر في النفس ...

الاجابة

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

لتعلم أن هذه الوساوس والأفكار هي من الشيطان ليصرفك عن الصلاة وليوقعك في المنكرات والمعاصي، فلا تلتفت إلى شيء من ذلك ولا تركن إليه. وكلما نابك شيء من هذه الأفكار استعذ بالله تعالى من الشيطان الرجيم؛ فإن الله يصرفها عنك بفضله، وإن استطعت الوضوء وصلاة ركعتين لله تعالى فهذا أفضل. أما الأفكار فلا تؤاخذ عليها شرعاً ما لم تتكلم بها.

والتوبة من جميع الذنوب واجبة، والإنسان من طبعه النسيان والغفلة، والله تعالى توَّاب رحيم، يقبل من أتاه تائباً منيبا، قال الله تعالى: {قُلْ يَاعِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لاَ تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيم}[الزمر:53] فهذا خطابُه سبحانه مع المسرفين على أنفسهم، فكيف بخطابه مع الطائعين.

وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ لَمْ تُذْنِبُوا لَذَهَبَ اللهُ بِكُمْ، وَلَجَاءَ بِقَوْمٍ يُذْنِبُونَ، فَيَسْتَغْفِرُونَ اللهَ فَيَغْفِرُ لَهُمْ» [أخرجه مسلم].

قال الطِّيبي في شرحه على مشكاة المصابيح (6/ 1840):

لم يورد هذا الحديث مورد تسلية المنهمكين في الذنوب، وقلة احتفال منهم بمواقعة الذنوب، علي ما يتوهم الغِرَّة، فإنَّ الأنبياء صلوات الله عليهم إنما بعثوا ليردعوا الناس عن غشيان الذنوب؛ بل وردَ موردَ البيان لعفو الله عن المذنبين، وحسن التجاوز عنهم، ليعظموا الرغبة في التوبة والاستغفار. والمعنى المراد من الحديث هو أن الله تعالى كما أحبَّ أن يحسن إلي المحسن، أحبَّ أن يتجاوز عن المسيء.


التعليقات