التعامل مع الشاذين

نص الاستشارة :

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته. ما ارغب بالاستشارة فيه هو موضوع مهم بمجتمعنا، الشذوذ الجنسي، انا لست جزءا من مجتمع الشواذ، ولست داعمة لهم، ولكن، هل يتوجب علي محاربتهم؟ فالبعض بوقتنا الحالي يحاربونهم بالكلام الحاد، لا يعاملونهم كبشر وهذا ارفضه تماما، فاحيانا تجدهم يقولون لهم "موتوا" بكل بساطة، وهذا شيء لا اتقبله. اذا هل بامكاني ان اتخذ موقفا محايدا؟ لست ادعم، ولا احارب، ولكنني انصح واحاول التوجيه، كما انني امتلك صديقة او بالاحرى زميلة مقربة مني (رئيسة عملي الجانبي) وقد اكتشفت للتو انها شاذة. وشكرا لكم

الاجابة

وعليكم السلام ورحمة الله

خلق الله تعالى الجنسين الذكر والأنثى، وجعل الله تعالى لكل واحدٍ منهما ميّزات على الآخر، وقد أمر الله تعالى بعدم تمنّي ما فضل الله به بعضنا على بعض، فقال سبحانه: (وَلَا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ ۚ لِّلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبُوا ۖ وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبْنَ ۚ )، وهذه من الفطرة التي فطر الله الناس عليها.

والواجب أن ينكر الإنسان العاقل انحراف الفطرة ولا يترك المنحرف يعيش حياته كأنه لا إشكال عنده، وأن نتعامل مع انحراف فطرته وكأنّه حقّ للمنحرف! بل المنحرف الشاذّ من واجبنا أن ننصح له أن يذهب إلى أطباء نفسيين، وأن يراجع مشايخ وعلماء إن كان من المسلمين، وهم يناقشونه ويوضّحون له انحراف فطرته وطبيعة الفطرة الأصليّة.

ونحن في انحراف الفطرة وتشويه الخلقة وتغيير الحالة الاجتماعية والخلقية للإنسان يهدم الحياة الاجتماعية والنفسية للمجتمع، لا يمكن أن نقف موقف المحافظ على العلاقة أولا، ولا موقف المحايد من إجرام المنحرفين في أنفسهم وإجرامهم في مجتمعاتهم.

ولا يجوز أن نقف موقف المدافع ولا الداعم، وهؤلاء الشواذ لهم حقّ واحد في علاجهم وعزلهم عن المجتمعات لئلا يشوّهوا صورة المجتمع، ولئلا يحرفوا العلاقات الاجتماعية بين الناس.

والله أعلم.


التعليقات