الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين يهنئ الشعب المصري بالدستور الجديد

 

 
ويدعو المؤيدين والمعارضين إلى وحدة الصف والسعي نحو التنمية  للعبور بالبلاد إلى بر الأمان  وإعادة دور مصر الريادي
 
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن اتبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد،،،
 
فإن الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين يتابع أوضاع مصر الحبيبة عن كثب، يسعده نجاح ثورتها العظيمة، ويؤلمه كل ما يعوق نهضتها، ويتمنى عودتها إلى الأخذ بزمام الريادة والمبادرة.
 
وبعد طول انتظار انتهى الشعب المصري من كتابة دستوره الجديد، وتم الاستفتاء عليه، حيث نال موافقة ما يقرب من ثلثي الناخبين في مجموع مرحلتيه: الأولى والثانية، ليكون إقرار الدستور خطوة مهمة في مسيرة استكمال مؤسسات الدولة بعد انتخابات الرئاسة المصرية.
 
وبهذه المناسبة الطيبة ، التي نسأل الله تعالى أن تكون سبب استقرار ورخاء، ونهضة لأبناء مصر جميعًا، فإن الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين - الذي ساند ثورة الشعب المصري العظيمة، ووقف إلى جانبه ضد الظلم والاستبداد منذ إطلاق شرارتها الأولى في الخامس والعشرين من شهر يناير يؤكد ما يلي:
 
أولا: يهنئ الاتحاد الشعب المصري بكل مكوناته السياسية على إقرار الدستور الجديد، الذي  يعبر عن هوية مصر العربية الإسلامية، ويمحو كل مظاهر الاستبداد، ويؤسس للحرية والعدالة الاجتماعية، وحماية الحقوق العامة والخاصة. 
 
ثانيا: يدعو الاتحاد الشعب المصري إلى المصالحة الوطنية، وإلى مزيد من الوحدة والتكاتف ، والسعي نحو بناء مؤسساتهم الوطنية، والاهتمام بالتنمية الشاملة 
 
ثالثا: يناشد الاتحاد التيارات المؤيدة للدستور أن يعملوا على وحدة الصف وجمع الكلمة من أجل مصر، وتقديم مصالح البلاد العليا على المصالح الحزبية، لأن مصر بحاجة ماسة إلى تكاتف الأيدي، ونكران الذات: {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُم بُنْيَانٌ مَّرْصُوصٌ}  [الصف:4] .
 
رابعا: يدعو الاتحاد التيارات المعارضة بكافة ألوانها إلى احترام إرادة الشعب المصري والإقرار بنتائج الاستفتاء كي يبقى الصندوق الانتخابي معيارا ديمقراطيا في الصراع السياسي، و يدعوهم للمصالحة الشاملة على أساس من الاحترام المتبادل، والدخول في حوار جاد، يلتزم فيه جميع الأطراف بالمرونة العالية؛  لتتجاوز مصر هذه الفترة الانتقالية بنجاح.
 
خامسا: يجب التأكيد في هذه المرحلة على السعي الجاد لتحقيق التنمية الشاملة، والتقدم العلمي والنهضة الحضارية، ومن المعلوم أن ذلك لن يتحقق إلا في ظل الأمن والاستقرار، فهذه المسؤولية  ملقاة على الجميع وهي مسؤولية جسيمة أمام الله تعالى، ثم التاريخ والأجيال اللاحقة، قال تعالى: } وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى? عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ{ (سورة التوبة - الآية 105)
 
نسأل الله العلي القدير أن يحفظ مصر وشعبها من كل كيد ومكر، إنه سميع مجيب.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
 
 
أ.د/ علي القره داغي                                        أ.د/ يوسف القرضاوي
       الأمين العام                                              رئيس الاتحاد