الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين يدين الإجراءات التعسفية ضد القاطنين في معسكر ليبرتى

 

 
الحمد لله، والصلاة والسلام على محمد رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.. وبعد؛؛
إن الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين من منطلق رسالته (رسالة الرحمة للعالمين) يولى عنايته بجميع المسلمين على مختلف مذاهبهم وطوائفهم؛ بل بجميع المستضعفين في الأرض، ولذلك هالهم ما أصاب المستضعفين الإيرانيين من الظلم، والقتل والتشريد من معسكرهم الأول (الأشرفية )، ونقلهم بصورة مهينة إلى معسكر ليبرتى، وما نالهم من اعتداءات من قبل الحكومة العراقية، أو غيرها، مع أنهم لاجئون إلى العراق منذ زمن بعيد.
وأمام هذا الوضع، ومن منطلق إنسانى محض، يرى الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين ويؤكد ما يلى :
أولاً: أن الإجراءات التعسفية بحق المستضعفين واللاجئين -أياً كانوا- بل بحق المدنيين، أمر محظور شرعاً، تحرمها شريعتنا الإسلامية الغراء، وجميع الأديان السماوية، والقوانين الدولية، بل تأباه الفطرة الإنسانية السليمة، التي تدعو إلى رعاية الضعيف، وحمايته من الاعتداء عليه، فقد قال الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم(اتقوا الظلم ، فإن الظلم ظلمات يوم القيامة) رواه مسلم. وقال النبي صلى الله عليه وسلم بمنى: أتدرون أي يوم هذا؟ قالوا: الله ورسوله أعلم، فقال: إن هذا يوم حرام. أفتدرون أي بلد هذا؟ قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: بلد حرام. أفتدرون أي شهر هذا؟ قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: شهر حرام. قال: فإن الله حرم عليكم دماءكم، وأموالكم، وأعراضكم، كحرمة يومكم هذا، في شهركم هذا، في بلدكم هذا) رواه البخاري ومسلم
ثانياً: إن هؤلاء اللاجئين ضيوف على الدولة التي قبلتهم، وعليها شرعاً وقانوناً حمايتهم، وتوفير الحياة الكريمة لهم، فالنصوص الشرعية من الكتاب والسنة، ثم الفطرة السليمة، والشهامة الإنسانية، تقتضى أن توفر الدولة العراقية كل وسائل الحماية والرعاية لهم، إلى أن يعودوا إلى بلادهم، أو أي بلد آخر، بكامل حريتهم، ومحض إرادتهم.
ثالثا : وبناء على المعلومات المؤكدة التي أكدتها المنظمات الدولية، وشهود العيان، أن الحكومة العراقية لم تقم بواجبها نحو هؤلاء، بل قامت بعض أجهزتها بإجراءات تعسفية، واعتداءات مهينة، لذلك لا يسع الاتحاد إلا أن يدين ذلك، وأن يطالب الحكومة العراقية بتوفير الحماية والرعاية الإنسانية الكافية، فالنصوص الشرعية من الكتاب والسنة توجب إغاثة الملهوف، ورعاية الضعيف، وتوفير الحياة الكريمة للمحتاج، فقد قال النبي الكريم صلى الله عليه وسلم:( المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه) متفق عليه، وعند مسلم: (المسلم أخو المسلم، لا يظلمه، ولا يخذله، ولا يحقره، بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم، كل المسلم على المسلم حرام: دمه، وماله، وعرضه).
رابعاً : يطالب الاتحاد الحكومة العراقية بأن تقوم بواجبها الإسلامى والإنسانى تجاه الجميع، ولا سيما أمام اللاجئين الذين يعيشون على أرضها، وأن ترفع عنهم الحيف والظلم، وتعيدهم إلى معسكر أشرف، أو أي مكان مناسب، وأن توفر لهم الحماية لضرورياتهم، وتوفير حاجياتهم، وتحقيق الأمن والسلامة لهم .
وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ} [التوبة:105]   والله المستعان
 
أ.د علي القره داغي                                                        أ.د يوسف القرضاوي
 
 
الأمين العام                                                                    رئيس الاتحاد