الابتلاء بفسق الأولاد

نص الاستشارة :

هل يبتلى المؤمن الصالح بالفضيحه فى اولاده ام ان هذا الابتلاء يكون للفاسقين فى اولادهم وليس للصالحين؟؟ اعنى هل يبتلى الله المؤمن بابنة فاسقه والعياذ بالله تمارس البغاء وتجلب له العار والفضيحه ام ان هذا البلاء لا يوجد فى بيوت الآباء الصالحين امتثالا لقوله (الخبيثات للخبيثين)؟؟ واذا كان نعم فما ذنب المؤمن الصالح ان لم يمارس البغاء قبل ذلك فى ان يحدث ذلك فى بيته وما ذنبه فى ان تنكس رأسه ويذل وهو على خير؟؟ وما قولكم فى (الخبيثات) ، وفي (فلنحيينه حياة طيبه) ، وفي (وكان ابوهما صالحا)، (احفظ الله يحفظك) ، (ان الله حى ستير يحب الستر) أليس هذا كافيا فى ان الله يحفظ المؤمنين ان كانت الاجابه بنعم؟ فما قول سيادتكم؟؟ وشكرا

الاجابة

أخي الكريم، هذا الذي سميته فضيحة و عارا إنما هو في عرف الجاهلية ، و لكنه في مصطلح الشرع ابتلاء ، بمعنى أن الله تعالى قد يبتلي الانسان الصالح في أهله و أولاده ، و قد ضرب الله تعالى لنا أمثلة في بيوت الأنبياء عليهم الصلاة و السلام وهم خير الناس ، فقصة نوح عليه السلام مع ولده معروفة وقصة زوجة لوط عليه السلام كذلك ، نعم قد يكرم الله تعالى الرجل الصالح بذرية صالحة كما قال (وكان أبوهما صالحا) و لكن ذلك ليس مطردا ، والقاعدة الشرعية (ولا تزر وازرة وزر أخرى) ، (كل نفس بما كسبت رهينة) ، (وأن ليس للإنسان إلا ما سعى)، ولكن على الإنسان واجب شرعي في أن يربي أبناءه على الصلاة و أعمال الدين ، قال الله تعالى (يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم و أهليكم نارا وقودها الناس و الحجارة) فالواجب أن تسعى و تربي و تنصح ، و لكنك لا تضمن أن يهتدي أبناؤك ، قال الله تعالى (إنك لا تهدي من أحببت) ، فإذا اتقى الإنسان الله تعالى و قام بواجبه في دعوة أهله و أبنائه ولم يقصر فهذا الذي له الحياة الطيبة بحسن علاقته مع الله تعالى و برضاه عما قدر الله تعالى ، أما إذا قصر في التربية فعليه أن يراجع نفسه و يلومها و أن يتوب الى الله تعالى عما قصر و يستدرك ما يمكن استدراكه ، وأخيرا فإن قوله تعالى (الخبيثات للخبيثين) يعني أنه لا ينبغي للصالح أن يتزوج الخبيثة ، و لا ينبغي لأهل البنت الصالحة الطيبة أن يزوجوها للخبيث الفاسق، و ليس لهذه الآية علاقة بموضع السؤال الذي سألت عنه ، و الله أعلم 


التعليقات