الإعاقة في تراث الآل والأصحاب (نماذج وآداب وعبر)

التقديم للبحث:

الواجب على أمتنا الإسلامية أن تصوغ رؤيتها الأخلاقية والقيمية والحضارية انطلاقا من الوحي قرآنا وسنة، في تناغم مع معطيات العلم في جميع المجالات، ومواكبة لمستجدات العصر الذي نعيش فيه وما يزخر به من تحديات عظيمة. فلا يحسن أن نقتصر في تدبرنا للوحي على مجرد الأمور الدينية العبادية المحضة، فإن الوحي قد أنزله الله هدي ونورا للإنسانية تنتفع به في معاشها ومعادها، وإن كان مقصوده الأساس الفلاح الأخروي وما يقرب إليه؛ إلا أنه لا شك في كونه يرشدنا بهداياته في جميع مناحي الحياة العملية ، ولو في صورة ضوابط ومعايير وقيم كلية نافعة ، نستلهم منه ما يرضي ربنا ويحقق فلاحنا في الدنيا ، مع عدم إغفال البحث والعلم في جميع المجالات بأدواتها ووسائلها .

ونحن إذا ذهبنا نستلهم قيم الوحي على مختلف الأصعدة العلمية والسلوكية؛ لم نجد امتثالا وتطبيقا وتفعيلا؛ خيرا مما تجده عن صحابة النبي الأخيار وأهل بيته الأطهار، فهم الذين انتهجوا الوحي كتابا وسنة في جميع جوانب حياتهم، فسادوا وقادوا، وصاروا أئمة أعلاما هداة.

وقد أخذت (مبرة الآل والأصحاب) ـ كعادتها ـ على عاتقها مهمة تفعيل ذلك المعنى، وتقديمه في صورة بحثية توعوية منضبطة ؛ لكونها مؤسسة متخصصة في تراث الآل والأصحاب حتى صار لهابفضل الله تعالىالريادة في ذلك المجال.

وقد تناول هذا الكتاب العديد من المحاور، بدءاً من تحرير المفاهيم والمصطلحات، إلى أنواع الإعاقة، وما ألف في هذا الموضوع، كذلك تناول الإعاقة في الموروث الشعبي القديم، ونظرة الأمم السابقة إلى الإعاقة، وعن القواعد العامة في التعامل الإنساني مع ذوي الإعاقات، كما تناول الهدي الإسلامي في ذلك، ونماذج من تعامل النبي صلى الله عليه وسلم مع ذوي الإعاقات، كذلك نماذج من تعامل آل البيت والصحابة الكرام مع ذوي الاحتياجات الخاصة، والخاتمة.

تحميل الملف