الإسلام في الإكوادور

 
كاتبه: تركي بن خالد بن محمد الدحيم

بسم الله و الصلاة و السلام على أفضل خلق الله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .. و بعد

منذ الوهلة الأولى لوصولك الى أي مدينة من مدن الأكوادور ، ترى عالماً آخر لم تتعود عليه من كثرة الكنائس و الصلبان وتماثيل مريم العذراء شرفها الله عما يفعلون ، ومن خلال تعاملي معهم أستطيع القول بأنهم قريبين جدا من الدين الإسلامي حينما تحدثهم به.
جهود الدعاة لا تذكر هناك ولو تحركوا قليلاً لوجدوا الخير الكثير من الله ولكن للأسف كثير منهم أنشغل بأمور حياته و بعضهم أمتهن الاتجار باسم الدين كونه هو المعروف هناك ولكن من غير متابعة وما أن يحضر أي شخص من دول الخليج يقوموا بالتودد اليه حتى يظفروا بخدمته وسحب أمواله بالباطل برفع الأسعار عليه بأضعاف مضاعفة ولا حول ولا قوة الا بالله بل أن ما رأيت في العاصمة رجل تدفع له الحكومة الكويتية المال لكي يفتح مسجد فيفتح المسجد في منزله و يبقى مغلق عن المصلين و المحتاجين لتعلم الإسلام ولا يفتح الا وقت صلاة العشاء نظراً ويقفل أبواب المسجد عن الدعاة بل ويحارب الدعاة من دول الخليج لو أرادوا العمل من دونه و يحاول التضييق عليهم ، وما قصتهم مع أخينا أسماعيل البصري الا شاهد على محاربتهم لكل من أراد العمل من دونهم بل أنهم يرسلوا التقارير الى دول الخليج لتشويه سمعته من حيث الأعمال كتفطير الصائم و التشكيك بالأموال التي أحضرها لفتح مركز أسلامي خارج مظلتهم.
وقفت على حاله شخص كبير في العمر يقول كنت ابحث عن تعلم الإسلام منذ 20 سنة وحينما حضرت الى هذا المسجد قالوا لي نحن مشغولون تعال بعد شهر رمضان فأي أسلام يتأجل لرجل قارب على 60 سنة ربما مات لم يتعرف على الإسلام بسبب بحث المسلمين من الأكوادوريين عن اللهث وراء المادة ، وللتوضيح كل من درس هنا في الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة كان يرى مشائخنا أطال الله بأعمارهم يركبون السيارات الفارهه وحولهم الناس فمن تخرج من هنا يريد أن يخلق هذا الجو هناك في بلده و يريد أن يتحلق الناس حولهم و أن يعطونهم الزكاة و الصدقات ليحلوها عليهم الا من رحم الله من مبداء والعاملين عليها ، هذا غير محاربة السفارة الأيرانية و محاولة أستقطاب المسلمين الأكوادوريين الجدد و تجنيدهم عن طريق صفحاتهم بالانترنت او أستقطابهم من خلال خروجهم من المسجد و محاولة أغرائهم بالمال للعمل لديهم.
 
 
حتى وقفت على أحد المساجد في مدينة قواياغيل العاصمة التجارية لديهم وهي أكبر من العاصمة اسم هذا المسجد مسجد عيسى عليه السلام يقوم عليه من جميع شئونه الأخ إسماعيل بن عبد الله البصري من دولة الكويت بمجهود خاص وبتمويل من أصدقاء له لا يتعدون ال 7 أشخاص كما يذكر ، وقد حضرت افتتاح الجامع وسبحان الله هالني ما رأيت من تنظيم و توجه لهذا المسجد فهو مفتوح على مدار 24 ساعة للصلاة و لتعليم المسلمين الإسلام وقد بقيت عندهم مدة 10 أيام للتجهيز لرمضان و شراء أغراض إفطار صائم لشهر رمضان كاملاً لعدد يصل بعض الأيام الى 50 مسلم غالبيتهم من باكستان و عدد لا يصل الى 10 أشخاص من الأكوادوريين الذين اسلموا حديثاً بعد أفتتاح المسجد وبعض العرب الذين تمت محاربتهم من قبل مسجد العاصمة حينما علموا بأنهم باركوا ، و والله لم أشاهد دولة في إفريقيا و لا أسيا يقبل أهلها على الإسلام مثل هذه الدولة و مازاد اندهاشي حينما تم افتتاح المركز الإسلامي و افتتاح موقع على الانترنت رأيت الإقبال ممن يريدون تعلم الإسلام حتى أن بعضهم قد يقطع مسافة 6 ساعات بالحافلة حتى يتعلموا حقيقة هذا الدين ولا أغفل دور بعض الأخوة من دولة المغرب وتبليغهم الدين عن طريق الانترنت وحملهم هم الدعوة حيث تقابلت مع بعض الأخوة و الأخوات ممن أسلموا ولا يعرفون شيئاً عن الصلاة أو الصيام كون أن الدعاة في الانترنت أقنعوهم بالإسلام وطلبوا منهم البحث عن أي مركز أسلامي في الأكوادور يعلمهم الصلاة و الصيام و أهم أركان الإسلام وهذا ما صادفته حينما زرت الأخوة وقت الاعتكاف حينما نمت عندهم بعض الأيام في المسجد.
 
ولا أخفي سراً فرحتي وأنا برفقة الأخ إسماعيل البصري حينما زرت قرية في وسط غابات الأمازون الموجودة في الأكوادور حينما تقابلت مع العائلة المسلمة هناك و أسلام عائلة مجاورة لهم حينما زرناهم وصمنا معهم يومين من رمضان و قد دخلوا بالإسلام على حد قولهم لما رأوه من تعاملنا معهم وحرصنا على تأدية شعائر الدين معهم وقد تم تقديم الهدايا لهم من ملابس و أكل و مبلغ مالي لكل عائلة و أبنائهم الكبار وزادت الفرحة حينما زارنا بعض الأخوة من الغابة للصلاة معنا يوم العيد و البقاء عدة أيام لتعلم المزيد من الإسلام.
 
   من المواقف التي لا أنساها وحينما وصلت الى مدينة كوينكا ثالث اكبر مدينة في الإكوادور أجرت معي احد الصحف مقابلة للتعريف بشهر رمضان وطريقة الصوم فمن بين الأسئلة تحدثوا عن ارتباط الإسلام ببن لادن فأخبرتهم بأننا في دولة الإسلام ونحن أكثر من تضرر من بن لادن و صحبه ، ومن الغد تقابلت مع مصور تلك الصحيفة عند باب أحد الأسواق الموجودة لديهم فتحدث عن ارتياحه لما ذكرت في تلك المقابلة و يقول انه قراء سورة مريم و أعجبه ما جاء فيها فشرحت له ما يمثله لنا عيسى عليه السلام في الإسلام وسبحان الله بعد ساعة من الحديث معه قال لا أريد أن ادخل الى السوق أريد أن أعلن شهادتي فالله اكبر كيف هذا الرجل ترك كل شيء وكان ذو مال و محبوب لدى أهل هذه المدينة ولم يفكر كيف سينظر اليه الناس فيما لو بدل ديانته فسبحان الهادي
وما نحن الا مبلغين لرسالة وواجب إسلامي تقاعسنا عن هذا العمل ولكن احمد الله ان وفقني لتبليغ هذا الدين وكل هذا الأمر أعزوه الى الله ثم الى أخي إسماعيل البصري الذي أحياء فيني هم الدعوة الى الله و والله الذي لا اله الا هو اني أسير بين تلك الطرقات وأرى تلك الكنائس في مخيلتي وقد تحولت الى مساجد ومراكز إسلامية.
المواقف كثيرة و أفراحنا لا يضاهيها أي فرح ونحن نشهد أسلام الرجال و النساء او الأطفال هناك فلا تنسونا من دعائكم وما هذه الأسطر البسيطة الا لأيقاظ الهمم النائمة أو تنبيه لمن أغفل هذا الجانب وهذه الدولة من خطط الدعوة الى الله فيها و سأكون مسرورا لتقديم أي معلومة أو الإجابة على تساؤلات من يريد أن يؤسس لمركز دعوي أو دعم أي مركز هناك وتقديم أي معلومة عن أي شخص هناك.
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ،،،                                                                                        
موقع مسجد عيسى عليه السلام في الاكوادور

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين