الأربعون في اصطناع المعروف إلى المسلمين وقضاء حوائج الملهوفين

التقديم للكتاب:

طوبى وطوبى لمن صيَّره الله تعالى مفتاحاً للخير مغلاقاً للشرّ، وجعله مقصداً وموئلاً لذوي الحاجات، من الضعفة من المؤمنين الملهوفين، وحبَّب إليه المعروف والإحسان، وإيتاء ذي القرابة وغيرهم من بني الإنسان وبصنيعه هذا صارت طلبات وحوائج الخلق إليه، أو أجرى أعمال البر والإكرام والحقِّ للآخرين بسببه، أو تحت رعايته وناظريه حتى نال شرف العز والعرفان بقيامه بهذه الخدمات.

وفي الأحاديث التي انتقاها وانتخبها المؤلف رحمه الله تعالى غُنية لمن أراد أن يسمو بهذه المعاني السامقة التي يرضى الله سبحانه وتعالى فيها عن عبده..

روى الطبراني بإسناد جيد: عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما من عبد أنعم الله عليه نعمة فأسبغها عليه، ثم جعل حوائج الناس إليه فتبرَّم، - أي تضجَّر- فقد عرَّض تلك النعمة للزوال".

وروى أبو موسى الأشعري - عبد الله بن قيس - رضي الله عنه قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم: "على كل مسلم صدقة. قال : أرأيت إن لم يجد؟ قال: "يعمل بيديه فينفع نفسه ويتصدق". قال: أرأيت إن لم يستطع؟ قال: "يُعِينُ ذا الحاجة الملهوف"، قال : أرأيت إن لم يستطع؟ قال: |يأمر بالمعروف أو الخير". قال: أرأيت إن لم يفعل؟ قال: "يمسك عن الشر فإنَّها له صدقة". رواه البخاري (١٤٤٥)، ومسلم (١٠٠٨) وسيأتي برقم ( ۲۳ )، وفيه البيان والتبيان لمن أراد أن يكون من أحد أصناف صانعي المعروف.

 

تحميل الملف