اختصار مُخل

إن اختصار البعض لمشكلة المسلمين وضعفهم في ارتكاب الكبائر أو ضعف الإيمان فقط متغاضيا عن التقصير في عالم الأسباب خطيئة وكبيرة بحد ذاتها.

عالم الأسباب عالم لا يرحم من لا يملك الكفاءة، والإتقان، والتميز، والعمل الدؤوب في ميدان المنافسة المحتدم، وسيكون لا محالة من الخاسرين في سباق الحياة لا فرق في ذلك بين مسلم وغير مسلم.

قوانين الأسباب التي جعلها الله في الوجود _ إن حصل التقصير فيها _ لن تخرم لأحد يوما، مهما كان عالي الإيمان، أو شديد العبادة، أو يظن نفسه مستعينا بالله، متوكلا عليه، دون أدوات وأسباب مادية يملكها من علوم ونظم وكفاءات، ينافس من خلالها.

أكاد أجزم أن معظم عوامل ضعف المسلمين اليوم هو عائد للإخلال بمعادلة الأسباب لا بمعادلة الإيمان فخير الأمة كثير في إيمانها وتضحيتها وبذلها وإقامة شعائرها لكن خيرها قليل في معرفة وتملك أسباب نهضتها والتعامل مع واقعها بأدواته ووسائله ومؤهلاته.

الإيمان في ديننا يضبط الأسباب أن لا تخرج عن مسارها ومقاصدها المشروع لكنه ليس بديلا عنها!!

الإيمان والعبادة دين، والأخذ بالأسباب دين أيضا.

وللحديث بقية.

جميع المواد المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين