احذروا الخديعة

إن الانسياق وراء طبول أعدائنا لاستدراجنا إلى مايريدون إنما هو من أكبر الاخطاء التي نقع في أحابيلها من حيث ندري ومن حيث لاندري .

الحرب الضروس على الإسلام والمسلمين لاهوادة فيها وقد يأسر العدو منا الأحرار ،ولكنهم إذا ماغيروا الصواب فينا تغيرنا إلى خدمة معسكراتهم إن شئنا أو أبينا .

وعوضاً عن أن نتسلل إلى حصونهم الفكرية والمجتمعية المهترئة فنهدمها (لأنها منظومة قامت على الاستعلاء والإفساد في الأرض )حجراً حجراً ،إذا بهم يستدرجوننا إلى حصوننا ولنغير عليها نحن ونهدم خير مافيها حجراً حجراً تحت قاعدة النقد والإصلاح .

وإنه لحري بنا أن ننتقد أنفسنا ونصلح خنادقنا ونصحح مساراتنا، على أن نسلط الضوء على ماتعثرنا بإحيائه في واقع الأمر ، واسترخينا عن أدائه وهو المعضلة الكبرى التي أوردتنا المهالك ،ألا وهي قضية إقامة العدل ونفي الظلم ، وهي أم القضايا وأساس كل شين ترونه بين جوانب مجتمعاتنا وسبب كل سقم وداء قديماً أوحديثاً ، على الرجال والنساء والولدان جميعاً .

ويكفينا العمل على إزالة الظلم وإقامة العدل لتصحيح كل الأحوال المختلة المتردية الهالكة ،فيما بين بعضنا البعض وفيما ينصرنا به الله على عدونا المخاتل المستكبر .

وهل يصح أن نقيم الدنيا ولانقعدها من أجل قضية التعدد ونسكت عن العلاقات الخؤونة التي تضج منها المجتمعات والتي تثقل كواهلها بأعداد هائلة من الأولاد الذين لايعرفون آباءهم وكيف جاؤوا إلى هذه الدنيا .وكيف يسكت الناس عن شذوذ القردة والخنازير وقد بلغت في عصرنا إلى المجاهرة و فرض الأمر الواقع ويمررونها على أنها حريات شخصية واحترام للإنسان وهي التي تردي البشرية إلى أبشع انتكاساتها !!

إن كل مشكلاتنا مع أنفسنا ومع أعدائنا وفي مجتمعاتنا إنما هي بسبب الظلم والحيف والاعتداء على حقوق الآخر مهما كانت هويته .

ولو حاربنا الظلم في الأرض بمايلزم لانهزامه لاختفت كل مظاهر الخلل ودعاواه من ذات نفسها ولبطل عنا كل ماكانوا يأفكون .

بل ويغروننا بالهجوم على نقاء صحائفنا وبيض حقائقنا وأدب مجتمعاتنا بشكل يفرق الجمع ويهدم الركن ويخرج الأفاعي من جحورها ولايعالج مشكلة ولايدرأ مصيبة بل بمايبدي الأنياب والمخالب في مجتمع أكثر مانحسد عليه حصون الأسرة وقلاع استقرارها .ومامشكلات أسرنا إلا بسبب البلاء العظيم وهو الرضى بالظلم والسكوت عن الظالمين ،وعندما تتضافر الجهود لإلغائه ومحاربته سننتصر على كل خبل مسنا ،وعلى كل ذلة أصابتنا سواء كانت من عدونا أو مماكسبت أيدينا .

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين