اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا

 

 

يتابع "اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا" التطوّرات المتلاحقة بخصوص الفظائع والانتهاكات التي تقوم بها مجموعات مسلّحة متطرِّفة في العراق وسورية وغيرهما بحقّ المجتمعات المحلية ومخالفيها في الموقف السياسي أو الديني وكذلك بحقّ الصحافيين الذين جرى ترويعهم وقتلهم بأساليب همجية.

ويدين الاتحاد بأقصى العبارات هذه الممارسات الشنيعة، والتي تحفل بصنوف القتل البشع والانتهاكات الجسيمة، فهي تمثل مروقاً من تعاليم الدين والقيم الإنسانية والمبادئ الأخلاقية، ولا يمكن تبريرها أو التهاون معها.

ويجدِّد "اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا" تضامنه مع كلّ المتضررين من الانتهاكات الجسيمة وسياسات التضييق أو التهجير التي تتحدث عنها التقارير الواردة من الميدان، معرباً عن مشاعر الألم البالغ من هذه التطوّرات التي ترسم صورة مفزعة عمّا يجري. وينظر الاتحاد بقلق بالغ إلى محاولات ترويع المجتمعات المحلية والأقليات الدينية وتمزيق النسيج الاجتماعي التاريخي بمكوِّناته المتعددة.

ويطالب الاتحاد بوقف كافة الانتهاكات ضد حقوق الإنسان في تلك المناطق، وكافة الإجراءات والممارسات التمييزية فوراً، وتحقيق الأمن لجميع السكّان والطوائف، وتمكين المهجّرين من العودة إلى مناطقهم والعيش فيها دون استهداف أو تمييز أو تضييق على حريتهم في العبادة، وضمان الحصانة للمعالم الدينية والتاريخية على تنوّعها من التدمير والعبث، وعدم التعرّض للصحافيين أو المساس بهم.

كما يستهجن "اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا"، بشدّة، محاولات الافتراء على الإسلام وإلصاق الصور البشعة به من خلال ممارسات همجية تقوم بها مجموعات متطرِّفة تنتهك تعاليم الدين الإسلامي وتمارس الفظائع ضد كل المسلمين وغير المسلمين.

ويشعر المسلمون في أوروبا وفي كلّ مكان بالاستياء الشديد من اقتراف الفظائع والانتهاكات الجسيمة مع ربطها بشعارات ولافتات تنتسب زوراً إلى الإسلام أو إلى النموذج الإسلامي في الحكم والدولة، ويرون في ذلك إساءة بالغة للدين الإسلامي الذي يرفض الاعتداء والترويع والمساس بالأبرياء.

إنّ ما يجري من تطوّرات يؤكد أهمية معالجة البيئات الحاضنة للعنف والتطرّف، التي تنتجها أنظمة الاستبداد والظلم وغياب الديمقراطية وانتهاك حقوق الشعوب ودفع الشباب إلى حافة اليأس، كما جرى ويجري في سورية والعراق عبر سنوات متعدِّدة.

ويدعو "اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا" إلى المعالجة الجادّة والحكيمة لكافة التحديات المشتركة التي يمكن أن تواجه مجتمعاتنا الأوروبية والإنسانية، فلا شكّ أنّ الحفاظ على السلم الاجتماعي هو مسؤولية مشتركة، وسيبذل الاتحاد قصارى الجهد في التوعية بهذا الشأن بالتعاون مع شركائه في المؤسسات الدينية والمجتمع المدني.

- بروكسيل، 19 سبتمبر 2014

"اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا"