إلى الّذينَ يتهافتونَ للوصولِ إلى بلادِ الغرب

 

 

 إلى الّذينَ يقيمونَ في غيرِ بلادِ المسلمين لغيرِ ضرورة قصوى..

 إلى الّذينَ يُمنّون أنفسهم أنّهم يمارسونَ شعائرَ دينِهم أفضلَ من بلادِهم الأصليّة...

 لنقلها بصراحةٍ ووضوحٍ وبلا أنصافِ كلمات:

 

 إنّ من يسعى للحصولِ على الجنسيّةِ والإقامةِ الدّائمةِ في غيرِ بلاِد المسلمين، وبالأخصّبلادٍ معيّنة تكيدُ للإسلامِ والمسلمينَ ليلاً نهاراً،  وهي معروفةٌ لا داعي لتسميتها، يرتكبُ جريمةً كبرى ذات ثلاث أبعاد:

 

 1)يقدّمُ عِِلمَه ويعطي مهاراته وكفاءاته وإنتاج يديْه، وقد يكون كما هو في كثيرٍ من الحالاتِ عبقريّته ونِتاج أبحاثهِ، لأعداءِ أمّتنا، فيزيدهم بفعلهِ هذا قوّةً ومكراً وأذيّةً للمسلمين من حيثُ يدري أو لا يدري..

 

 2)يحرمُ بلادَ المسلمينَ من كلّ الّذي ذكرناهُ أعلاه، فيزدادوا جهلاً وتخلّفاً، وتزدادُ الهوّةُ الحضاريّة والعلميّة بينهم وبين غيرهم من الأمم...

 

 3)وهنا الكارثة الكبرى: غالباً ما يضيعُ ويميعُ و"يندمج" في الحضارةِ الّتي هو وافدٌ عليها، والّتي لا تمتُّ بصلةٍ إلى ديننا وحضارتنا، بل وتصطدمُ معها بقوّة وفي العمق..

 

 وإن سلّمنا جدلاً أنّه قاوم بنفسه التّغريب والتّشريق، فأولادُه وأحفادُه الّذين سيُسأل عنهم يومَ الحسابِ الأكبرِ في خطرٍ محدق، وسوف يفقدون على الأرجحِ هويّتهم ودينهم عاجلاً أم آجلاً،  ويذوبون بفعلِ الضّغطِ الحضاريِ الهائلِ في بحرٍ من الفتنِ والشّبُهات والملذّاتِ وحلوِ الحياة وسهلها...

 فحذارِ حذارِ أيّها المسلمونَ من فتنٍ كقطعِ اللّيلِ المظلم، ومن مصائب تحومُ حولكم أنْ تقعوا فيها بحجّةِ الأوضاعِ المعيشيّة والظّروفِ الصّعبة وغيرها..

 

 ولأنْ أموتُ فقيراً ولكن عزيزاً بديني ولأخدمَ أمّتي، خيرٌ لي ولذرّيّتي وأسلمَ بإذن الله وتوفيقه، من أنْ أحيا غنيّاً آمناً بين ظهراني أعدائي، أقوّيَ شوكتهم وأزيدهم بأساً على أمّتي، مدركاً وموقناً أنّي سأُسألُ بعد كلّ هذا وذاك عن أولادي وأحفادي ومن يليهم يوم نُرجَعُ فيهِ إلى خالقِنا عن الذّرّة من القول والعمل...

 واذكروا الله جلّ في علاه قوله: 

 "ومنْ يتّقِ الله يجعل لهُ مَخرجاً ويرزقهُ من حيثُ لا يحتسِبْ"

 وقولهُ جلّ شأنه:

 "والّذينَ جاهدوا فينا لنَهدِينّهم سُبُلنا وإنّ اللهَ لمَعَ المُحسنين"

 والله وليُّ الأمرِ والتّدبير، وهو المستعانُ وإليهِ المصير..

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين