إفادة تقديم ما حقه التأخير للاختصاص بين الزمخشري وأبي حيان (دراسة تفسيرية مقارنة)

التقديم للبحث:

يتناول هذا البحث قضيًة بيانيًة تفسيرية، وهي إفادُة تقديم ما حقُّه التأخير للاختصاص، وقد كانت موضع خلافٍ واضحٍ بين إمامين من أئمة التفسير، وهما الزمخشري وأبو حيان، فالأول يرى أنَّ تقديم ما حقُّه التأخير يفيد الحصر والقصر والاختصاص، والثاني يرى أنَّ ذلك التقديم لا يفيد إلا العنايَة والاهتمام وقد تتبعنا كلام (الكشاف) و(البحر المحيط) في هذه القضية، وقارنا كلامهما بكلام غيرهما من المفسرين واللغويين، ودرسنا حجج كلِّ رأيٍ وأدلته، وناقشناها نقاشًا موضوعيًا

ابتغاءَ الوصول إلى الرأي الصواب، والقول السديد الذي تشهد له القواعد والنصوص.

وخَلص هذا البحثُ إلى عدة نتائج، منها أنَّ إفادَة التقديم للاختصاص في أغلب النصوص يكاد يكون موضع إجماعٍ بين أهل التفسير وأهل البيان، ومنها أنَّ أهم سبب وراءَ مخالفة أبي حيان للزمخشري في تلك الإفادة هو أنها دلالة بلاغية ذوقية سياقية، وليست حكمًا نحويًا قطعيًا لازمًا، ومنها أنَّ الاختصاص من أهم الفوائد التي يفيدها تقديم ما حقُّه التأخير، إن لم يكن أهمَّها على الإطلاق.

جميع المواد المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين

تحميل الملف