إرضاء الوالدين حين اختلافهما

نص الاستشارة :

السلام عليكم ورحمة الله

أود الاستفسار منكم عن هذه المشكلة، أنا والدي متزوج من زوجة أخرى وأمي منفصلة عن والدي. ووالدتي تمنعنا من مقابلة زوجة أبي وتخبرنا أنها غضبانة علينا لو رأيناها في أي مكان، أو تواصلنا معها، وهذا الشيء لا يرضى عنه والدي، حيث إنه بعض الأحيان يعزمنا عنده أو في منتزه ولا نستطيع الذهاب خوفاً من غضب أمي.. وأصبحنا لا نستطيع إرضاءهما معاً، فبماذا تنصحونني وماذا يجب أن أفعل؟ بارك الله في علمكم.

الاجابة

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

الواجب أن ترضي والديك بقدر استطاعتك، وأقلّ ما يجب المصاحبة بالمعروف، وهو يقتضي عدم إزعاج أحدهما وإن كان يتكلّم على خلاف ما تريد منه، فالمداراة والإشعار بالاهتمام والكلام الجميل معهما واجب مهما بلغ إصرارهما على عمل ما، ومهما كانت مخالفتك لهما كبيرة.

ولا حاجة أن تعلم الأمّ بدعوة الأب لك في بيته، لأنّ هذا يغضبها، فاذهبوا دون إعلامها، وهذا لا يؤثر على برّها إن شاء الله تعالى.

وإن تعارض برّ الأبوين فإنّ برّ الوالدة أولى من برّ الوالد، وذلك لعظم حقّها الذي أوصى به النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم ذلك الرجل الذي جاء إليه يسأله قائلا: (مَنْ أحَقُّ النَّاسِ بِحُسْنِ صَحَابَتِي؟ قَالَ: (أُمُّكَ) قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: (أُمُّكَ)، قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: (أُمُّكَ)، قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: (أبُوكَ) مُتَّفَقٌ عَلَيهِ .

وفي رواية: يَا رَسُول الله، مَنْ أَحَقُّ بحُسْنِ الصُّحْبَةِ؟ قَالَ صلّى الله عليه وآله وسلّم: (أُمُّكَ، ثُمَّ أُمُّكَ، ثُمَّ أُمُّكَ، ثُمَّ أَبَاكَ، ثُمَّ أدْنَاكَ أدْنَاكَ).
فالزم برّهما معًا ولا تترك برّ أحدهما بحجّة برّ الآخر فإنّ عاقبة العقوق وخيمة.
والله أعلم

التعليقات