لندن ـ خدمة قدس
أكد الناطق الرسمي باسم جماعة الإخوان المسلمين في سورية زهير سالم، أن "الانتهاكات الجسيمة التي ترتكب بحق الشعب السوري، في مطلع القرن الحادي والعشرين، لا يجوز أن تحسب على أولئك الذين يرتكبونها فقط؛ بل يجب أن تحسب على منظومة حضارية وثقافية وسياسية، وعلى الإنسانية أجمع في القرن الحادي والعشرين".
 
وشدد سالم في تصريح صحفي مكتوب له اليوم الأحد (21|10) أرسل نسخة منه لـ "قدس برس"، على أن "الجريمة البشعة في وجوهها العشرين هي جناية المجتمع الدولي أجمع بمؤسساته وبدوله وبنظامه العالمي السياسي والثقافي، على أبناء سورية، الذين قامت قوى الهيمنة العالمية بإخضاعهم أسرى لعصابة للشر والكراهية منذ أكثر نصف قرن" .
 
وأضاف: "لقد تمت الجريمة على خلفية إيديولوجية متعصبة، ومثلت امتدادا للحروب الصليبية التي لم يعتذر أصحابها عنها حتى اليوم، ولم يراجعوا أنفسهم ولا سلوكهم فيها. وما تزال تعبر عن نفسها رغم مرور عشرة قرون على ما بدا أنها قد وضعت أوزارها. إن المجتمع الدولي، ولاسيما الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن، كله شريك في الجريمة المنكرة التي تجري على شعب سورية اليوم".
 
وانتقد سالم صمت المنظمات الإنسانية والمدافعين عن مواثيق حقوق الإنسان حيال الأزمة السورية، كما رفض مساواة الأمين العام للأمم المتحدة بان كيمون ونوابه ووكلائه ومعاونيه وموفديه من مساواة بين الضحية والجلاد، وقال: "ما يجري على الأرض "يجعلنا نتهم كل هؤلاء بالشراكة في الجريمة ليس فقط بصمتهم وتراخيهم وإغضائهم بل بإصرارهم على تقديم التقارير المزيفة للواقع، والتي تخفي انحيازا للمجرمين ضد الشعب الضحية الذي قرر أصحاب المصالح في هذا العالم  التواطؤ على إبادته".
 
 
وشبه سالم ما يتعرض له الشعب السوري بنبكبة فلسطين عام 48، وقال: "إنها حرب إبادة تنفذ بوجوهها العشرين على أبناء الشعب السوري في لحظة من لحظات الاستضعاف التاريخي، تذكرنا باللحظة التاريخية التي تم فيها ذبح وتهجير إخواننا في فلسطين. نسجل هذه الجريمة في لحظتها الراهنة لتاريخ الحضارة وتاريخ الثقافة وتاريخ السياسة وتاريخ الاجتماع ضد كل الذين يرتكبونها، وضد كل الذين أدرجنا أدوارهم فيها: المجتمع الدولي بدوله ومؤسساته والمجرم ثلاثي الرؤوس الروسي ـ الإيراني ـ الأسدي، والمنظمات الحقوقية والثقافية، والنخب القوى والأحزاب المتواطئة على الجريمة والمنافحة عن أصحابها والصامتة عنها في العالم أجمع"، على حد تعبيره .