أيها المسلمون ألا مِن غضبة لله وللدم الإسلامي الذي يهراق

 إن رابطة العلماء السوريين إذ تهنئ الأمة الإسلامية بالعام الهجري الجديد لتهيب بالمسلمين أن يُفيدوا من عِبَر الهجرة ومعانيها ، ومن المعلوم أن صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يتخذوا الهجرة  مبدأ للتاريخ الإسلامي إلا لأنها تحكي ميلاد أمة موحدة، وميلاد دولة راشدة، وميلاد حضارة مميزة ، وميلاد تاريخ بدء نبوة هادية ورسولٍ رحمةٍ للعالمين.
 
وإنها لتهنئة ممزوجة بالألم إذ يُهراق الدم الإسلامي الطهور غزيراً في كل مكان: في سورية ، في غزة ، في بورما ، في الأحواز، في أفغانستان... وأخيراً وليس آخراً يوشك أن تبدأ المذبحة في مالي!! وكل ذنبهم أنهم فتية آمنوا بربهم وتواصَوْا أن يقيموا شرع الله مجتهدين ، لم يعتدوا على أحد ، ولم يؤذوا أحداً ، ولم يهدِّدوا أحداً ، وإنما توافقوا مع شعبهم على أن يطبقوا أحكام الشريعة ، وكان أن التقت كلمة الأشرار في كل مكان ليجيِّشوا كثيراً من الدول الأفريقية وبالتعاون مع القوى الصليبية العالمية ، في سبيل الإجهاز على هذه الحركة بالقوة، وقد بلغ من وقاحة وزيرة الخارجية الأمريكية أنها حاولت جهدها لتشرك بعض الدول العربية والإسلامية في مواجهة هذه الحركة الإسلامية الوليدة الضعيفة ، ثم سرعان ما استصدرت قوى الاستكبار العالمي قراراً من مجلس الأمن الدولي بدعم هذا العدوان العسكري.
 
بينما عجز مجلس الأمن أن يتخذ قراراً خلال عشرين شهراً لوقف مذبحة الشعب السوري على يد النظام القاتل ، رغم فظاعة وهول ما يجري ، كما عجز مجلس الأمن أن يتخذ قراراً لإدانة همجية إسرائيل وعدوانها على السودان وغزة.
 
وتمارس أمريكا اليوم دعم جنون (النَتِن ياهو) الطامح للكسب السياسي في الانتخابات الإسرائيلية القادمة، وتعمى بصيرتها عن رؤية العدوان الإسرائيلي، واغتيال قائد قوات المجاهدين في حماس، كما تعمى بصيرتها عن الآلة الإسرائيلية العسكرية الجهنمية في العدوان على غزة ، لتتهم حماس بأنها المسؤولة عن العدوان وممارسة الإرهاب ، وتتبعها في هذا الموقف أوروبا كالذيل، وصدق الله القائل : [فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى القُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ{الحج:46} .
إنه الحقد الصليبي المتصهين الأعمى...! مصحوباً بالحقد الوثني البوذي هذه المرة.!
 
وكم كان الشعب السوري واعياً حين رفع شعار : أما شبعتِ يا أمريكا من دم الشعب السوري ، وإنها لحقيقة راسخة ، وإلا فهل صحيح أن أمريكا تعجز عن وقف المذبحة في سوريا؟!.
أين كان مجلس الأمن حين اتخذت أمريكا قراراً منفرداً بالحرب في أفغانستان ثم في العراق، ومن قبلها في البوسنة؟! وهل صحيح أن الفيتو الروسي والصيني هو الذي أخَّر قرار مجلس الأمن، أم أن الصحيح أن هناك تبادل أدوار ومواقع بين هذه القوى والدول؟! وأن هناك تواطؤ عالمي على حماية النظام السوري والإطالة في أمد بقائه حماية لإسرائيل، باعتبار أن أمنها من أمن سورية واستقرارها من استقرار سورية كما يقول رامي مخلوف وكما يقرره الواقع.
ومَن يطالع شاشة التلفاز ير حقيقة ما قاله مخلوف : سورية تحترق من أقصاها إلى أقصاها بالطيران الحربي السوري ، وغزة تحترق بالطيران الإسرائيلي الحربي ، مدن تُهدَّم، وبنايات تتحول إلى ركام هنا وهناك بالصواريخ السورية والإسرائيلية ، وتتفوق الآلة العسكرية السورية على الثانية برمي البراميل الإيرانية الحارقة ، كما تتفوق هذه القوة الغاشمة بعدد الشهداء حيث يبلغ متوسط عددهم يومياً 150 شهيداً، بينما يبلغ عدد شهداء غزة خلال الأيام الثلاثة إلى 60 شهيداً رحمهم الله تعالى.
معلِّم الإثنين واحد! وصاحب الأمر واحد! والمخطط واحد! وصدق شيخ المجاهدين رائد صلاح حين قال : (الطريق إلى تحرير القدس هو الطريق إلى تحرير دمشق من الاحتلال البعثي الطائفي).
يا أيها المسلمون: إخوانكم في سورية، وفي غزة، وفي أفغانستان ، وفي ميانمار يستصرخونكم : النصرة... النصرة... فهل من مجيب؟؟والله جل شأنه يقول :[ وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ{الأنفال:72} .
هل من يوم عالمي تحركون فيه شوارع العالم لتعلنوا فيه غضبكم لله ولإخوانكم؟!
التاريخ                                                    رابطة العلماء السوريين
5/1/1434الموافق19/11/2012