أول الإصلاح نقد الذات

الشيخ سارية الرفاعي


تعصف بالمجتمعات الإسلامية اليوم أزمات شديدة متعددة تطال معظم مرافق الحياة ، مما ينعكس على شعوبها بؤساً وضعفاً وهزيمة أمام الأعداء الطامعين ، وهذا الذي يجري هو مظهر لسنة من سنن الله التي لا تتبدل حين قال الله عز وجل : ( أولما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم أنى هذا قل هو من عند أنفسكم ) ، فالسبب الأول والعامل الأهم في مصائب أمتنا إنما هو من داخل صفوفنا ثم يأتي دور العدوان الخارجي .
وهذا ما أجاب به رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال : ( يوشك أن تتداعى عليكم الأمم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها ، قالوا : أمن قلة نحن يومئذ يا رسول الله ؟ قال : لا ، بل أنتم يومئذ كثير ولكنكم غثاء كغثاء السيل ، ولينزعنَّ الله من صدور أعدائكم المهابة منكم ، وليقذفن في قلوبكم الوهن ، قالوا : وما الوهن يا رسول الله ؟ قال : حبُّ الدنيا وكراهية الموت ) فحبُّ الدنيا والتعلق الشديد بأموالها ولذائذها ومناصبها هو الذي يدفع المسلمين إلى الأنانية والشح ، وبالتالي يؤدي إلى التباغض والتناحر وحتى التقاتل ، وهذا ما نراه واقعاً في صفوف المسلمين اليوم .
فأعداؤنا يستغلون هذه الأمراض النفسية في أمة الإسلام ليمزقوا شملها ، وليبعثروا أركانها ، وليضعفوا قوتها فتسهل سيطرتهم عليها .
و لا بد أن نعلم أن أول الطريق إلى علاج ما تعاني منه أمتنا هو توفرُ الشجاعة في نقد الذات ، والمصارحةُ ، وتقبلُ النصح ، وأن الذي يمنعنا من ذلك إنما هو الغرور والعجب والتكبر ، وهي الوسائل التي ينفث الشيطان من خلالها فتنه ووسوسته.
و المرحلة الثانية في العلاج هي أن نزوِّد أنفسنا وأبناءنا بالعلم والمعرفة ، وأن نولي الجانب الروحي في أشخاصنا ما يجب له من عناية واهتمام ، وذلك بتمتين الصلة بالله تبارك وتعالى عن طريق العبادة الخاشعة ، وكثرة ذكر الله مع التفكر ، وأن يكون ولاء المسلمين جميعاً لله وحده ، وللحق الذي أنزله في كتابه الكريم ونطق به رسوله الأمين محمد صلى الله عليه وسلم .
ثم يأتي دور المرحلة الثالثة من العلاج و التي تكمن في معرفة مداخل أعدائنا التي يمكن أن ينفذوا منها للكيد بأمتنا ، ولعل من أشدها إثارةُ النعرات القبلية والعشائرية والطائفية والمذهبية التي كثيراً ما جرَّت على أمتنا ويلات الحروب والاقتتال ، وهي التي جرَّبها أعداؤنا في مراحل تاريخنا المختلفة بدءاً من عصر النبوة في المدينة المنورة حين قام رأس النفاق عبد الله بن أُبي بن سلول يحاول أن يثير الأحقاد بين الأوس والخزرج وساعده في ذلك يهود المدينة الذين كان لهم الدور الأكبر في كل الفتن منذ ذلك الحين وحتى يومنا هذا .
هذه الأفكار و غيرها حول هذا الموضوع تستمعون إليها في هذه الخطبة للشيخ سارية الرفاعي بعنوان ( أول الإصلاح نقد الذات )سارية الرفاعي
تعصف بالمجتمعات الإسلامية اليوم أزمات شديدة متعددة تطال معظم مرافق الحياة ، مما ينعكس على شعوبها بؤساً وضعفاً وهزيمة أمام الأعداء الطامعين ، وهذا الذي يجري هو مظهر لسنة من سنن الله التي لا تتبدل حين قال الله عز وجل : ( أولما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم أنى هذا قل هو من عند أنفسكم ) ، فالسبب الأول والعامل الأهم في مصائب أمتنا إنما هو من داخل صفوفنا ثم يأتي دور العدوان الخارجي .
وهذا ما أجاب به رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال : ( يوشك أن تتداعى عليكم الأمم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها ، قالوا : أمن قلة نحن يومئذ يا رسول الله ؟ قال : لا ، بل أنتم يومئذ كثير ولكنكم غثاء كغثاء السيل ، ولينزعنَّ الله من صدور أعدائكم المهابة منكم ، وليقذفن في قلوبكم الوهن ، قالوا : وما الوهن يا رسول الله ؟ قال : حبُّ الدنيا وكراهية الموت ) فحبُّ الدنيا والتعلق الشديد بأموالها ولذائذها ومناصبها هو الذي يدفع المسلمين إلى الأنانية والشح ، وبالتالي يؤدي إلى التباغض والتناحر وحتى التقاتل ، وهذا ما نراه واقعاً في صفوف المسلمين اليوم .
فأعداؤنا يستغلون هذه الأمراض النفسية في أمة الإسلام ليمزقوا شملها ، وليبعثروا أركانها ، وليضعفوا قوتها فتسهل سيطرتهم عليها .
و لا بد أن نعلم أن أول الطريق إلى علاج ما تعاني منه أمتنا هو توفرُ الشجاعة في نقد الذات ، والمصارحةُ ، وتقبلُ النصح ، وأن الذي يمنعنا من ذلك إنما هو الغرور والعجب والتكبر ، وهي الوسائل التي ينفث الشيطان من خلالها فتنه ووسوسته.
و المرحلة الثانية في العلاج هي أن نزوِّد أنفسنا وأبناءنا بالعلم والمعرفة ، وأن نولي الجانب الروحي في أشخاصنا ما يجب له من عناية واهتمام ، وذلك بتمتين الصلة بالله تبارك وتعالى عن طريق العبادة الخاشعة ، وكثرة ذكر الله مع التفكر ، وأن يكون ولاء المسلمين جميعاً لله وحده ، وللحق الذي أنزله في كتابه الكريم ونطق به رسوله الأمين محمد صلى الله عليه وسلم .
ثم يأتي دور المرحلة الثالثة من العلاج و التي تكمن في معرفة مداخل أعدائنا التي يمكن أن ينفذوا منها للكيد بأمتنا ، ولعل من أشدها إثارةُ النعرات القبلية والعشائرية والطائفية والمذهبية التي كثيراً ما جرَّت على أمتنا ويلات الحروب والاقتتال ، وهي التي جرَّبها أعداؤنا في مراحل تاريخنا المختلفة بدءاً من عصر النبوة في المدينة المنورة حين قام رأس النفاق عبد الله بن أُبي بن سلول يحاول أن يثير الأحقاد بين الأوس والخزرج وساعده في ذلك يهود المدينة الذين كان لهم الدور الأكبر في كل الفتن منذ ذلك الحين وحتى يومنا هذا .
هذه الأفكار و غيرها حول هذا الموضوع تستمعون إليها في هذه الخطبة للشيخ سارية الرفاعي بعنوان ( أول الإصلاح نقد الذات )
صدى زيد

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين