أوقفوا كارثة انهيار سد الفرات التي تقترب


جلال الدين خانجي

إلى الأمين العام للأم المتحدة الهيئة العالمية لإدارة الكوارث والأزمات الهيئات الإغاثية العالمية العاملة تحت مظلة الأمم المتحدة الاتحاد الأوروبي أحزاب الاشتراكية الدولية في الاتحاد الأوروبي جميع الجهات والمنظمات الحقوقية والإنسانية في العالم إلى الأمين العام لجامعة الدول العربية الهيئة العليا لإدارة الكوارث والأزمات في الجامعة العربية، الأمين العام لمجلس التعاون لخليجي الأمانة العامة لإدارة الأزمات والكوارث في مجلس التعاون الخليجي وإلى المعارضين السوريين من الإئتلاف الوطني السوري لقوى الثورة والمعارضة،
والمجلس الوطني السوري، وبقية تكوينات المعارضة السورية، وجميع المواطنين السوريين في داخل سوريا وخارجها:

تتعرض منطقة حوض الفرات إلى خطر كبير، نتيجة تعرض مدينة الرقة والقرى القريبة منها إلى شتى أنواع القصف من المدفعية والطيران وراجمات الصواريخ، لكونها أصبحت خارج سيطرة النظام وتحولت إلى مسرح عمليات عسكرية يخضع لكل احتمالات الكوارث.. وحيث أن سد الفرات في مدينة "الطبقة" يبعد عن الرقة 55 كلم، ويبعد عن ديرالزور 185 كلم، ويبعد عن الحدود العراقية 375 كلم.. تتعرض المناطق المحيطة بسد الفرات و"سد البعث التنظيمي" الذي يبعد عنه ثلاثين كلم إلى الشرق في ناحية المنصورة، إلى قصف دائم بصواريخ سكود ذات القوة التدميرية على مساحة نصف كلم2، والتي تعمل على خلخلة التربة في مساحة لاتقل عن الكيلو مترين مربعين، وقد وصلت معلومات غير مؤكدة عن تشققات وخلخلة في جسم السدين اللذين هما بالأساس سدان ردميان، مما ينذر بكارثة كبرى مباشرة في حال انهيار أحدهما، مع نتائج كارثية لاحقة ستطال حياة البشر والأجيال على كل الأرض السورية. حيث تمتد منطقة الكارثة المباشرة على طول نهر الفرات من مدينة الطبقة وحتى الحدود العراقية، إلى مساحة (52680) كلم2 أي ما يقارب ثلث مساحة سوريا ويقطنها حوالى ثلاثة ملايين مواطن سوري. وكصورة تقريبية لحجم الكارثة: يقع سد الفرات، وسد "البعث" التنظيمي في محافظة الرقة بالقرب من
مدينة الطبقة/ الثورة سابقاً، على نهر الفرات، ويبلغ طول سد الفرات 4.5 كلم، بارتفاع يتجاوز الستين متراً. وتشكلت خلف السد بحيرة كبيرة بطول 80 كلم، ومتوسط عرض 8 كلم، وتحتجز هذه البحيرة كمية من المياه تبلغ 14,000 مليار متر مكعب، أي بما يعني في حال انهيار السد:
1- تهديد حياة وتشريد أكثر من 3 ملايين نسمة.
2- غرق مدينة الرقة بارتفاع ماء يبلغ 16 متراً.
3- غرق مدينة ديرالزور والبوكمال بارتفاع أكثر من أربعة أمتار.
4- ويعني مجزرة تطال كل مقومات الحياة في المنطقة الشرقية من سوريا.
5- غرق جزء كبير من الاراضي العراقية تصل حتى الرمادي.
6- محو جميع المناطق الأثرية التي تقع بين الرقة والحدود العراقية من الخارطة حيث يوجد في هذه المنطقة أهم المعالم الأثرية في سوريا والتي يتجاوز عمر بعضها آلاف السنين قبل الميلاد، وأهم هذه المعالم حلبية وزلبية وتل الحريري والصالحية ... إلخ.
7- القضاء على البنية التحتية، وهذا يشمل جميع محطات الكهرياء والمياه والبنى التحتية الأخرى. 8- القضاء على الثروة الحيوانية بشكل كامل.
9- القضاء على الثروة النفطية السورية حيث يوجد في هذه المنطقة أكثر من 80 % من الطاقة الإنتاجية لسوريا.
10- القضاء على البنى التحتية للأراضي التي تم استصلاحها للزراعة المروية في حوض الفرات.
انتشار الأمراض والأوبئة، وصعوبة السيطرة عليها بعد الكارثة، نتيجة الفيضانات المدمرة لأراضي حوض الفرات بمياه السد. وإن حصل ذلك ستكون هذه الكارثة إحدى أكبر الكوارث التي تعرضت لها البشرية في القرنين الماضيين، وستكون أكبر مجزرة وكارثة إنسانية يتعرض لها شعب. إن نظام بشار الأسد، لن يتورع وفقاً لسياسته في إرهاب السوريين والمجتمع الدولي عن ارتكاب هذه المجزرة، بعد ارتكابه للمجازر التي شهدها العالم مذهولاً، وآخرها مذبحة بانياس، وتدمير الجسر المعلّق الأثري التاريخي في دير الزور، وقبله الجامع الأموي في حلب، وأكثر من مليوني منزل
ومئات المساجد والكنائس.

لذا، نهيب بجميع المنظمات والهيئات الدولية الإنسانية والحقوقية، ومنظمات المجتمع المدني، والمنظمة العالمية لحماية الآثار والمتاحف، والمنظمات العالمية لحماية البيئة، والمنظمة العالمية لحقوق الإنسان، وبجميع دول العالم، وقواه الخيرة، التنبه إلى حجم الكارثة القادمة، والتي تفوق أي تهديد كيميائي، والواقعة لا محالة مع سلوك هذا النظام الذي خرج على كل الأعراف والقوانين الدولية بارتكابه للمجازر، أن يقفوا أمام مسؤولياتهم السياسية والأخلاقية والانسانية، لتلافي الآثار المدمرة التي سيدفع ثمنها الشعب السوري والمجتمع الدولي لعشرات
السنين، والتي ستودي إلى انهيار الدولة السورية بجميع مقوماتها الإنسانية والاجتماعية والاقتصادية والحضارية، مما يجعل سوريا بيئة خصبة وحاضنة للتطرف والإرهاب، وجميعكم يدرك أن الإرهاب المفلوت من عقاله لا يمكن ضبطه على الإطلاق.
نناشد المجتمع الدولي أن يقف أمام مسؤوليته الإنسانية، بالتدخل العاجل لردع هذا النظام ووقف مجازره الوحشية التي لم تشهد مثلها البشرية في كل العصور، وترقى إلى مصاف الجرائم الكبرى ضد الانسانية. ونهيب بجميع المنظمات والهيئات ذات العلاقة، العمل على إيقاف الكارثة المحتملة من خلال الخطوات التالية :
اولا : عقد اجتماع عاجل لمجلس الأمن الدولي، ووضعه أمام مسؤولياته في منع الكارثة المحيقة في حوض الفرات
ثانيا: الضغط لإصدار قرار حماية يشمل حظر الطيران فوق المنطقة المهددة وتأمين منطقة حماية من صواريخ التدمير الشامل فوق المنطقة.
ثالثا: إرسال مراقبين دوليين من قبل مجلس الأمن على وجه السرعة إلى منطقة السدّ للمراقبة والحماية من أي حماقة يرتكبها النظام