أستاذنا المولوي وأدب الطفل

يعدُّ أستاذنا الكبير الراحل محمد سعيد المولوي رحمه الله تعالى من أدباء الأطفال العرب الذين حملوا همَّ الارتقاء بالأجيال؛ رسالة سامية، وعملاً دؤوبًا..

وكان السبب في ولوجه عالم الكتابة للأطفال الغيرة على أبناء أمتنا المسلمة ممَّا يتعرضون له من تغريب وتشويه لفطرتهم فيما يُلقى عليهم في مدارسهم وخارج المدارس.. 

وكان الأستاذ شديد الاستياء من إقبال غير قليل من دور النشر العربية على تعريب كتب الأطفال الغربية ونقلها إلى لغتنا بعُجَرها وبُجَرها، أي بما تحمله من ثقافة غريبة عن ثقافتنا وقيم نائية عن قيم ديننا وأمتنا، فعزم بهمَّة وحزم على أن يقدم لأبنائنا ما يتفق والفطرةَ السوية، وما يعزز لديهم قيم الشريعة الغرَّاء، ومكارم الأخلاق التي جُبلت عليها نفوس العرب من غابر السنين..

ولم يكتف الأستاذ بتأليف القصص وإبداع الحكايا، ولكنه أصَّل لهذا الفن تأصيلًا، ووضع للراغبين في الكتابة للأطفال منارات هادية، فأخرج للمكتبة العربية كتابًا مهمًّا بعنوان:

(أدب الأطفال: كيف نكتب ولماذا؟)

أما الإحاطة بتراثه الإبداعي للأطفال والنشء واليافعين فدونه خرطُ القَتاد، فإن الأستاذ نشر عشرات وعشرات القصص في المجلات والدوريات، وما طُبع منها في سلاسلَ قصصية قُل من كُثر، أشهرها سلسلتان:

- سلسلة القصص المدرسية (للفتيان واليافعين 8 قصص)، هي: سائق العربة والإنكليز، الطريق الجديدة، أم حمدي الغسَّالة، الأب الغاضب، حكاية حسَّان، درَّاجة في الجنة، التلميذ الأمين، بطل المقلاع المقلاع.

- وحكايات الأطفال (قصص للأطفال 12 قصة)، هي: الفراشات، النمل، النبتة الصغيرة، الهرَّة، علبة العصير، العدل، الزجاج، دودة القز والحرير الطبيعي، في معمل المعجَّنات والبِسكويت، السباحة، الاعتراف، في معمل المياه الغازية. 

وكانت تبنَّت وِزارة المعارف السعودية (سلسلة القصص المدرسية) ووزَّعتها على مكتبات جميع المدارس في المملكة.

جزاه الله عنا وعن أبنائنا خيرًا كثيرا

ولقَّاه يوم العرض بهجة وسرورا

والحمد لله من قبلُ ومن بعد