أستاذنا السباعي والعلماء

يتحدث أستاذنا السباعي في كتابه "هكذا علمتني الحياة" عن صنوف العلماء، وصنوف العلوم، وعلوم المجتمع، وما يتصل بذلك فيقول:

صنوف العلماء:

العلماء ثلاثة:

-فعالم ابتغى وجه الله والدار الآخرة، فهذا كالزهر العبق يسرك منظره، وتنعشك رائحته.

-وعالم ابتغى مع الدار الآخرة الدار الدنيا، فهذا كالورد، فيه مع الرائحة الجميلة، بعض الأشواك التي لا تؤذي غالباً.

- وعالم لا يريد إلا الدنيا، فهذا كالشوك في الأرض الجرداء، لا فائدة منه، إلا أن يكون وقوداً للأفران.

صنوف العلوم:

العلوم في أهدافها ثلاثة:

-فعلم للدار الآخرة، فإن صحِبته النية الخالصة نجَّى من النار.

- وعلم للدنيا، فإن صحِبته العزيمة الصادقة، نجَّى من الفقر.

- وعلم للهو، ففيه المهانة في الدنيا، والهلاك في الآخرة.

العلوم للمجتمع:

العلوم للمجتمع ثلاثة:

-علوم الفقراء: وهو ما تحتاج إليه الأمة الضعيفة لتستوي على قدميها، كعلم الطب والهندسة والفيزياء والكيمياء وما أشبهها.

-وعلوم الأغنياء: وهو ما تحتاج إليه الأمة القوية، لتستمر في أداء دورها الحضاري، كعلوم الذرة والفضاء، وكل ما يؤدي إلى تطور المكتشفات والمخترعات.

-وعلوم المترفين: وهو ما يشغل به بعض أبناء الأمم القوية أنفسهم من بحوث لا تزيد في تطور الحضارة، ولكن توسع آفاق المعرفة النظرية، كأبحاث علم النفس الحيواني، من عواطف الحب عند الحيوانات، ودقائق معيشتها وما أشبه ذلك.

-وبعض الناس عندنا- يريدون أن نكون من المتخمين- وبطوننا خاوية-.

النباهة بين العلماء:

إذا أردت أن يكون لك شأن بين العلماء، فتخصص في فرع من فروعه، وشارك بقدر ما تستطيع في فروع الثقافة العامة.

تواضع العلماء:

من أبرز أخلاق العلماء: تواضعهم، فإذا رأيت فيهم مغروراً متكبراً، فثق بأن عنده من الجهل بقدر ما عنده من الكبر والغرور.

من ثمرات العلم:

من أبرز ثمرات العلم: التصاون واحترام النفس، فمن وجدته يفعل ما لا يليق، ويهين نفسه لأهل الجاه والنفوذ، فثق بأنه أرض بور، لا تثمر ولا تزهر.

ما لا يتم علم العالم إلا به:

ثلاثة أشياء لا يتم علم العالم إلا بها: قلب تقي، وفؤاد ذكي، وخلق رضي.

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين