أريد تعويض ما فاتني والتوبة

نص الاستشارة :

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أنا شاب أبلغ من العمر ٢٧ عاما، أخذتني الدنيا في طريق الفتن مع أني تربيت في المدينة المنورة من صغري وكنت أحفظ القرآن، ومنَّ الله علي بالحج ٤ مرات، ولكن عندما عدت لبلدي مصر وبصحبة أصدقاء السوء دخلت إلى عالم التدخين ومنه إلى عالم المخدرات والكحول وأدمنت مشاهدة الإباحية والعادة السرية، عشت عمرًا لا يقل عن عشر سنوات لا صلاة ولا صوم ولا حتى بر بالوالدين، ولكن من توفيق الله لوالدي أن وصل لمن يستطيع مساعدتي في التعافي من إدمان المخدرات وها أنا متعافي منذ ما يزيد عن عامين ولله الحمد، أجاهد نفسي الآن يوميا على الصلاة.

سؤالي هو ماذا أفعل مع الإفطار في نهار رمضان طوال السنين التي كنت فيها بعيدا عن الله؟ واذا كنت قد تجرأت على حقوق العباد وهناك من لا أستطيع مواجهته وطلب السماح منه أو رد حقه إليه هذا

وجزاكم الله خيرا 

الاجابة

وعليكم السلام ورحمة الله

الحمد لله أن هداك لهذا وما كان الإنسان ليهتدي لولا أن هداه الله، فاحمد الله على نعمة الهداية وهنيئا لك هذا الحال الجديد والانتقال من حال المعصية والهوان إلى حال الرفعة والعزة بعبوديتك لله تعالى والتخلّص من العبوديّة والانقياد للمجرمين وتجّار السموم.

وما فرضه الله تعالى عليك يجب عليك ويلزمك لزوما لا انفكاك له، فإن فعلته في وقته فقد برئت ذمتك وإن لم تفعله فيجب أن تفعله فيما بعد وقته ولا يسقط عنك لأنّك تركته، وإلا كان المتهاونون أكثر الناس نجاة، وهذا يخالف العدل الإلهيّ.

والواجب عليك أن تقضي ما فاتك من أيّام الصيام، ويمكنك أن تتحرّى أيّام الشتاء القصيرة الباردة، وتتحرّى أيّام العطل وتقضي تقديرا، حتّى يغلب على ظنّك أنّك قد قضيت كلّ ما كان عليك، ويكتب لك أجر جميع ما تنوي أن تقضيه إن شاء الله تعالى.

فاحرص على القضاء واجتهد فيه، ولا تتهاون في حقوق الله تعالى، فهذا حقّ الله، وهو شكر لله تعالى على ما هداك ووفقك

والله أعلم


التعليقات