بيان رابطة العلماء السوريين في مجزرة طلابها في بلدة معرة حرمة بريف إدلب

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على سيّدنا رسول الله، أمّا بعد:

فإنّه يشقّ على المرء متابعة المجازر التي يرتكبها نظام القمع والطغيان في بلادنا -وقوات الاحتلال التي تؤازره- لكثرتها، ويعسُرُ أن يكون للهيئات العلميّة والدعويّة بيانٌ في كلِّ واحدةٍ منها، لكنّ الفواجع التي تنزل بأهلنا من أبناء الرابطة والمنتظمين في صفوفها توجب الجهر بالقول مواساةً، ورجاءَ الدعاءِ والثواب والشفاعةِ.

وقد ارتكب المحتلّون الروسُ المؤيّدون لنظام الظلم مجزرةً جديدةً تُضافُ إلى سجلّ جرائمهم الداميةِ، فقتلوا زهراتٍ وشيوخًا، من حفّاظ كتاب الله تعالى في بلدة (معرة حرمة) في ريفِ إدلبَ الجنوبيّ؛ في مجزرةٍ جديدةٍ ارتقى فيها عشرة من الأطفال وكبار السنّ، ستّةٌ منهم طلاّبٌ في مراكز تحفيظ القرآن الكريم التابعة للرابطة.

إنّ من حقّ شعوبنا المسلمة المسالمة أن تتساءل عن منظّمات حقوق الإنسان، أين هي من قتل الأطفال؟ وعن مؤسسات رعاية الأيتام، أين هي من سفك دم الأيتام؟ وعن هيئات رعاية التعليم في العالم، أين هي من اغتيال العلم وأهله من الأساتذة والطلاّب؟

وإذ تزفّ الرابطة هذه الكوكبة من الشهداءِ إلى الجنّة تسألُ الله تعالى أن يشفّعهم فينا وفي أهل الخير ممّن يبذلون أوقاتهم أو أموالهم لتعليم هؤلاء الصغار، وندعو المخلصين في العالم كلّه إلى الوقوف في وجه الظلم والطغيان ونُصرة الحقّ وأهله، فالمهجُ ترخص أمام هذه الدماء الزكيّة الطاهرة، والكثيرُ يُستقلّ أمام أوراق القرآن الكريم التي تبتلّ بدماء هؤلاء الأطهار.

نسأل الله أن يُعجّل النصر، وأن يكتب الفرج التامّ، عاجلاً غير آجل.

وصلّى الله على سيّدنا محمّد وعلى آله وصحبه أجمعين.

والحمد لله ربّ العالمين.

 

الأمانة العامّة – إسطنبول

في 20 من شهر رجب عام 1438 هـ

الموافق 18 من شهر إبريل عام 2017 م.