كلمة الشيخ ممدوح جُنيد في تَعْزية الشيخ د. محمد ياسر المسدي - رحمه الله -

 

بسم الله الرحمن الرحيم

قال الله تعالى: [الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا للهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ المُهْتَدُونَ] {البقرة:156-157}.

إنَّ مُصابنا بفضيلة الدكتور محمد ياسر المسدي هو مصاب الأمَّة ومُصاب العلماء، وإنَّ هذه الجلسة لا تُعطيه حقَّه مع ما قدَّمه من أعمال واعدة، ولكن لابدَّ من كلمة في هذه المناسبة فأقول:

تعلمون أنَّه - رحمه الله تعالى – كان دَؤوباً لا يعرفُ المَلَل ولا الكَلَل في حياته التي عاشها ومنذ طلبه العلم، حتى أصبح أستاذاً خطيباً وما إلى ذلك، ومن ثَمَّ فكانت له نشاطات دعويَّة وخيرية أيضاً في خدمة الإسلام.

كان رحمه الله تعالى أسمعه يكثر من قول النبي صلى الله عليه وسلم: (الناس كإبل مائة لا تكاد تجد فيها راحلة). بمعنى: أنَّ الراحلة قليلة، والتي هي أهلٌ لحملِ المهام الجِسَام وتحمُّل المسؤولية، وكذلك في الحقيقة قدرة الشيخ محمد ياسر المسدي - رحمه الله تعالى - على تحمل الكثير من المهام التي لا تجد من يتحمَّلها غيره، رحمه الله تعالى وعوَّضه الله الجنة.

فقد فقدناه في الحقيقة في وقتٍ عَصيب، هذا الوقت الذي تعلمون ما تمرُّ به أمَّتنا من مَصائب ومزالق ونكسات.

كان رحمه الله تعالى يَمشي هنا وهنا وهناك حتى يُعطي هذه الأمة بعضَ حقِّها مما فرضه الله تبارك وتعالى.

فنسأل الله عزَّ وجل أن يجعلَ قبره روضةً من رياض الجنَّة، وأن يجمعنا على حوضِ حَبيبه ومُصطفاه، وأن يُعوِّض الأمَّة خيراً، فموت العالم ثُلْمة.

ونسأل الله تبارك وتعالى أن يُوفِّقنا جميعاً أن نتمِّم ما كان يقوم به الشيخ من أعمال صالحة، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يبارك بكم جميعاً.

وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين والحمد لله رب العالمين.

 

[التفريغ النصي] لكلمة فضيلة الشيخ ممدوح جنيد – حفظه الله تعالى

في جدة ، يوم السبت / 30 / 4 / 1438هـ ، الموافق 28 / 1 / 2017م