بيان نعي وتعزية من رابطة العلماء السوريين في أمينها العام الشيخ محمد ياسر المسدّي رحمه الله تعالى

 

قال تعالى: [ مِنَ المُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا] {الأحزاب:23}

 

  بقلوب راضية بقضاء الله وقدره، تنعي رابطة العلماء السوريين إلى شعبنا السوري أمينها العام الشيخ الدكتور محمد ياسر بن عبد الفتاح المسدّي رحمه الله..الذي وافته المنيّة في الدوحة ليلة الجمعة 29 ربيع الآخر 1438هـ الموافق 27 كانون الثاني 2017م أثناء أدائه لواجب دعوي، يتناول الهمّ السوري الراهن، والتغيير الديموغرافي..

لقد كان الشيخ رحمه الله من صفوة العلماء المنشغلين بالدعوة والعمل الخيري قبل الثورة، وزارد اهتمامه بهمّ السوريين بعد الثورة، خاصة في الفترة التي تسنّم بها الأمانة العامة للرابطة، فلم يتوان عن زيارة مخيمات اللاجئين، والمناطق المحررة داخل سورية للمساهمة بإغاثة المنكوبين وإيوائهم ورعايتهم، وتثبيتهم بالدعاة الذين يحصّنونهم من الوقوع فريسة الإحباط واليأس والغلو والانحلال، ورعايتهم الاجتماعية والنفسية، وبناء المعاهد وفتح حلقات تحفيظ القرآن الكريم، وتوزيع الكتب والمصاحف التي يحتاجونها، وتأهيل دعاة من ذات المناطق المحررة، حتى يكونوا أقرب إليهم،  وكم كان له -رحمه الله - من أياد بيض مع تجرّد وإخلاص وتواضع ولين، ولطف ونبل ودماثة وقرب ،

وأفضل الناس ما بين الورى رجل . . . . . 

تقضى على يده للناس حاجاتُ

 

لقد فقدت سورية برحيله علما من أعلام الدعوة والبذل، ورجلا من رجال الصدق، وعاملا من الذين لا يكلّون ولا يملّون، ووسطيا من دعاة الترشيد والحكمة، وهامة من هاماتها، وعالما من علمائها، أعطى لدينه وأمته في داخل الوطن وخارجه بلا حدود حتى آخر أيامه.

إن رابطة العلماء السوريين وهي تنعي بأسى بالغ وحزن عميق رحيله في ظل ظروف عصيبة، وفي ظل حاجة شعبنا الملحّة لأمثاله من العلماء والدعاة، لتستشعر الخسارة الفادحة التي ألمّت بسورية الثورة، وبشعبنا المسلم الحر، الذي يواجه حرب الطغاة والغلاة بصمود وتثبيت وجهد واجتهاد أمثاله من العلماء الصادقين. 

 

إننا لنعاهد الله أن نبقى على درب الدعوة  والتزكية، والتأهيل والإعداد، والعمل الخيري والاجتماعي، وسنبقى على درب دعم ثبات وصمود شعبنا، واعتزازه بهُويته الإسلامية، والتزامه بالوسطية الإسلامية في وجه المتطرفين والمفرّطين إن شاء الله..

 ولا يسعنا إلا أن نتقدّم باسم كل العاملين في رابطة العلماء السوريين وكل المحبين بخالص العزاء لأسرة وأبناء فقيد الرابطة، وفقيد الوطن والأمة في هذا المصاب الجلل .

 

سائلين الله تعالى أن يتغمده بواسع رحمته، وأن يأجرنا في مصابنا، وأن يخلف على سورية وأحرارها، وعلى الرابطة، والمجلس الإسلامي السوري، والاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، والأمة بخير ولا نقول إلا ما يرضي ربنا (إنا لله وإنا إليه راجعون).

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ،،،