حول تصريحات وزير الخارجية السعودي صدق الأخوة في صدق الموقف

 

 
زهير سالم
 
المملكة العربية السعودية لن تقف مكتوفة الأيدي تجاه استمرار روسية بتزويد بشار الأسد بالسلاح وتجاه تدخل إيران وحزب الله على الأرض السورية .
 
سورية اليوم تخضع لاحتلال إيراني وعلى هذا الأساس يجب أن يتم التعامل معها ..
 
حرب إبادة جماعية تشن على الشعب السوري وهذا ما لا يمكننا السكوت عليه ..
 
النظام السوري نظام فاقد للشرعية وقد فقدها منذ اليوم الأول الذي أجاب فيه على مطالب شعبية إصلاحية بسيطة بالرصاص والقتل ..
 
يجب على المجتمع الدولي ان يتخذ قرارا جادا لمنع روسية من الاستمرار بتزويد نظام بشار الأسد بالسلاح ولسحب قوات إيران وحزب الله من سورية ..
 
طالما انتظر الشعب السوري هذه التصريحات القوية والمعبرة والصادقة من أشقائه العرب . وهي إذ تصدر اليوم عن سمو الأمير سعود الفيصل تكتسب قيمة إضافية ، وإذ تصدر عنه بوصفه وزير خارجية المملكة العربية السعودية تكون قيمتها أكبر ، وإذ تصدر عنه بحضور وزير الخارجية الأمريكية جون كيري فإن قيمة هذه التصريحات تبلغ مداها ..
 
على مدى أكثر من عامين تعود الشعب السوري أن يسمع كلاما في مستوى هذا الكلام من الحسم والعزم صادرا دائما عن الروس والإيرانيين في دعم الطاغية ومشروعه الاستبدادي في القتل والتدمير ..!!
 
من حقنا أن نقول ونحن نحيي هذا الموقف الأخوي الصادق من الأشقاء في العربية السعودية إننا ما زلنا ننتظر كلاما بمثل هذا الحسم وهذا الوضوح من جميع الأشقاء العرب . نحب أن نسمع من الجميع كلاما له مصداقية يؤكد أنهم لن يقفوا بعد اليوم مكتوفي الأيدي أمام مشروع الشراكة الروسي – الإيراني – الطائفي للإغراق في تنفيذ حرب الإبادة ضد الشعب السوري . إن على دول الجامعة العربية أن تجيب على هذا المشروع ليس ببيانات نظرية وخطب انفعالية وإنما بسياسات ومبادرات عملية تساعد السوريين على حماية أنفسهم والتظليل بالحب والعدل والسلام على وطنهم ..
 
ونحب أن نسمع تأكيدا لا لجلجة فيه إن بشار الأسد وكل العصابة الحامية له والمنفذة لسياساته الدموية هم خارج إطار الشرعية ، ليس الشرعية السياسية فقط وإنما الشرعية الأخلاقية والشرعية الإنسانية أيضا . وان أي مشروع سياسي لا يمكن أن يقبل لا بشار الأسد ولا أيا من أدواته في الإجرام جزء من المستقبل السوري ..
 
ننتظر أن يعلن جميع الأصدقاء العرب والمسلمين كما أعلن سمو الأمير سعود الفيصل بل كما أعلنت المملكة العربية السعودية على لسانه ، أن سورية اليوم بلد محتل وان الحديث الأول في أي حل سياسي في سورية هو بتحريرها من الاحتلال الروسي والإيراني والحزبللاوي على السواء ..
 
ومن جهة أخرى ومع الحاجة الملحة لتوحيد موقف قوى الخير العربية في مواجهة قوى الشر مثلثة الرؤوس لحماية المنطقة وشعوبها ؛ فإن التحية الأمثل لتصريحات سمو الأمير وزير الخارجية السعودي هو بإعلان القوى الوطنية الثورية في سورية استعدادها للالتحام بحاضنها العربي والإسلامي لرسم الاستراتيجية العملية لمواجهة مشروع الأشرار ليس في سورية وحدها بل في المنطقة العربية أجمع ..
 
إن قادة الدول العربية بما يملكون من رؤية ونضج هم الأقدر على تقدير مخاطر انتصار المشروع الروسي - الصفوي في المنطقة . وهم الأقدر على معرفة أن هؤلاء الأشرار لن يتوقفوا عند سورية كما انهم لم يتوقفوا عند العراق بعد عقد من الاحتلال . وإنها لفرصة لدحر مشروع الكراهية والنقمة والبغضاء بتشابك الأيدي وتكاتف الإمكانات ..
 
لقد كانت المملكة العربية السعودية بالوضوح والحسم الذي تكلم به الأمير سعود الفيصل السباقة إلى الطرح الجريء والمنتظر أن تكون السباقة إلى المبادرة العملية مبادرة تنظيم الصف وتوحيد الموقف وأخذ الأمر بما يستحق من العزيمة ومن الجد ومن البذل والتضحية ..
 
(( بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ )) دائما أكد عليها كتاب الله ...
 
(( وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبَرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ))