وجوب وحدة المسلمين

 

التقديم للكتاب:

إنَّنا في عصر يشهد فيه العالم من شرقه إلى غربه، تكتلاتٍ وأحلافاً تجمع أمماً من الناس على تحقيق مصالح مُشتركة، ودفع أخطار عن نفسها متوقعة.

وكثيراً ما تكون تلك التكتلات والأحلاف بين أُمَمٍ تتباين في أديانها وثقافاتها، وأعرافها وتقاليدها، ومع ذلك فهي تَستطيع أن تجدَ بينها قَدْراً مُشتركاً من المصالح التي تَلتقي عليها، وتسعى إلى تحقيقها تاركةً نقاط الاختلاف والتباعد بعيدةً عن مجال بحثها وحديثها، إلى حين قد ترى فيه مصالحها العُليا تقتضي إثارة تلك النقاط، وتسليط الأضواء عليها.

وإنَّ أكثر هذه التكتلات والأحلاف يَهدف إلى اقتسام النفوذ على الأمَّة الإسلاميَّة وإحكام السيطرة عليها، والتآمر على كيانها وكرامتها، واستقلالها في أمرها.

ومع ذلك فلا نَرى أمَّتنا إلا متنافرة مختلفة، لا تبرز على سَطْح علاقاتها إلا الخلافات الهامشيَّة الثانوية، لتكون حديث الساعة، وشغل الناس الشاغل، ومصدر تفرق ونزاع، وتدابر وخصام، وضياع للوقت، وإهدار للجهد، وتبديد للطاقات.

وإنَّ رفعة هذه الأمة وخيريَّتها التي يُريدها لها الله تبارك وتعالى لا تكون إلا باجتماع كلمتها على الاعتصام بدينها، بخصائصه العظيمة وحقائقه الكبرى، ومبادئه الخالدة، ونبذ الخلافات الهامشيَّة، وقطع أسبابها ووضعها موضعها، وإعطائها حجمها الصحيح، والسعي المشترك نحو الأهداف العُليا التي رسمها الإسلام سبيلاً لعِزَّة المسلمين وكرامتهم، وقيادتهم للإنسانيَّة قيادة وَاعية حكيمة.

ومن هنا ولهذه الأسباب كلها كان لابد من تَركيز الجهود وتوجيه الانتباه إلى ضرورة وحدة الأمة، ونبذ خلافاتها، والسعي في توحيد كلمتها، وتقريب وجهات النظر في مواقفها، لتتحقَّق لها عِزَّتها المفقودة، وتستعيد كرامتها المهدورة، وتقوم بدورها الرائد باستقلالها الحرِّ بأمر نفسها، ثم قيادتها للبشرية إلى ما فيه صلاحها وإنقاذها، وكان لابد من السير في هذا الاتجاه إلى أقصى حدوده وأعلى غاياته.

هذا وقد تناولت هذا الموضوع في مبحثين، وخاتمة:

المبحث الأول: الأدلَّة الشرعيَّة على وجوب وحدة الأمَّة الإسلاميَّة.

المبحث الثاني: إقامة أصول الإسلام ومبادئه تحقِّقُ وحدة الأمَّة وتجمع كلمتها.

الخاتمة: في وجوب السعي إلى تحقيق وحدة المسلمين، وعلى من تقع مسؤولية ذلك.

 

 

وكتبه د. عبد المجيد البيانوني، في 6 / 5 / 1410 هـ 

للاطلاع على الكتاب هــــنا