الآثار التربوية المثلى للإيمان بأسماء الله الحسنى

الحمدُ لله وحدَه ، والصلاة ُوالسـلامُ على من لا نبيَّ بعدَه ؛ سيِّدنا محمَّدٍ وعلى آله وصحبه ، وبعـــد :

فموضوعُ "الآثار التربويَّة لأسماء الله تعالى الحسنى" من المواضيع المهمَّة ، والعلمُ به من أشـرف العلوم ؛ لأنَّه يتحـدَّث عن أسـماء الله سبحانه ، التي هي أحسنُ الأسماءِ وأكملُها ، فليس في الأسماء أحسنُ منها ، ولا يقوم غيرُها مقامَها ، ولا يؤدِّي معناها .

وسيقتصر هذا البحث على بيان مضامينِ هذه الأسماء ، وإبرازِ آثارها في علاقة الإنسان مع ربِّه تعالى ، حين تدبُّرِهِ لمعانيها ؛ ذلك التدبُّر الذي يُنمِّي في الإنسان قِيَمَه الدينيَّةَ والخُلُقيَّةَ الأصيلةَ ؛ من الشعور بالحاجة إلى الله جل وعلا ، واللّجوء إليه –سبحانه- ، والنَّدم عند الخطيئة، ومحبّته جلّ وعلا، ومحبَّة ما يُحبّه ، وغير ذلك .

وهو – أيضًا- يبحثُ فيما تتضمَّنه هذه الأسـماء من معانٍ تربويَّة ، تترك أثرَها الواضحَ في سلوكِ مَنْ تَدَبَّرَها ؛ فتعملُ على إحياءِ قلبه ، وتحقيق السرورِ والأمنِ له ؛ لأنَّ القلوبَ لا تحيا إلا بمعرفةِ ربِّها ومعبودِها وفاطرِها بأسمائه وصفاته وأفعاله ؛ فتنالُ بمعرفته النعيمَ ، وتحظى باللذَةِ والسرورِ ، وتحدوها الطمأنينةُ ، ويُرافِقُهَا الأمانُ .

 

أهميَّةالدراسة :

تنطلق أهمية هذا البحث من كونه جديدًا في موضوعه ؛ إذ لا أعلم أحدًا سبقني إلى دراسةِ المضامين التربويَّة لأسماء الله الحسنى ، وآثارها على علاقة الإنسان بربِّه سبحانه ؛ تلك الآثارُ التي تُقوِّم سلوكَ الإنسان ، وتُرشِدُ مسيرتَه في هذه الحياة .

لذلك كانت الكتابةُ فيه سدًّا لثغرةٍ في المكتبة الإسلاميّة العامرة

تحميل الملف