ملامح السعادة في تربية الطفل على العبادة

تقديم للكتاب:

 

فإنّ أولويّةَ البدء بتربية الأطفال تفرض نفسها بصورة أكبر عندما نعلم أنّ الأطفال والناشئة يشكّلون من جهةٍ شريحةً واسعةً من المجتمع، وهم من جهةٍ أخرى يشكّلون بقيّة الشرائح في المستقبل.. ولاشكّ أنّ تأسيس التربية على أصولها الراسخة خير من إهدار القوى والطاقات في معالجة النتائج السلبيّة للإهمال والتفريط.

 

وأيّهما أولى بالاهتمام والتقديم: إعداد أجيال صحيحة النشأة قويمة البنيان، أم بذل الجهود في إصلاح الراشدين.؟ وإذا كان كلا الأمرين ضروريّاً، فإنّ أولويّة التربية للأطفال والناشئين تفرض نفسها، لأنّ مسؤوليّة الآباء والمربّين عن تربيتهم ورعايتهم أكبر وآكد، ولأنّ مَا يقدّم لهم كالبذر في الأرض الطيّبة يحسُن نباته، ويعظم خيره بإذن الله، ويكثر ثمره.

 

وإنَّ التربية على العبادة من أعظم مقاصد التربية الإسلاميّة وأهدافها، وهي تحتاج إلى عناية المربّي ورعايته، وجهد مقصود منه، يتعهّد به الطفل منذ نعومة أظفاره، يحبّب له العبادة، ويرغّبه بها، ويشوّقه بحاله وقاله إلى اليوم الذي يكون فيه كبيراً، فيؤدّيها مثل الكبار..

 

وإنّ الخطأ الذي يقع فيه كثير من الآباء والأمّهات أنّهم لا يمهّدون للطفل سبيل العبادة منذ مرحلة مبكّرة، حتّى إذا أصبح في سنّ السابعة أمروه بالصلاة، فرآها ثقيلة على نفسِه، لأنّه لم يمهّد له السبيل إليها.

 

على أنّ خير تمهيد للطفل ما يراه من والديه صباح مساء، ومن إخوته الكبار ومعلّميه، من أدائهم للصلاة، وحرصهم عليها، واهتمامهم بها، وكذلك سائر العبادات.

 

وفطرة الطفل السويّة خير ما يعين المربّي على تحبيبه بالعبادة وترغيبه بها،" وإنّ القلبَ الإنسانيَّ دائمُ الشعورِ بالحاجةِ إلى اللهِ تعالى، وهوَ شعورٌ أصيلٌ صادقٌ، لا يملأُ فراغَه شيءٌ في الوجودِ، إلاّ حسنُ الصلةِ بربِّ الوجودِ، وهذا ما تقومُ بهِ العبادةُ، إذا أُديَت على وجهِها، فكيف بقلب الطفل، الذي هو صفحة بيضاء نقيّة.؟

 

وكلَّما أخلَصَ المرءُ العبوديةَ للهِ وجدَ نفسَه، واهتدى إلى سرِّ وجودِه، ووجدَ معَ ذلكَ سعادةً روحيةً لا تدانيها سعادةٌ

للاطلاع على الكتاب هــــنا