العلامه الكبير الشيخ عبد الله الدهلوي الحنفي النقشبندي 

البغدادي ثم اللاذقي دفين اللاذقيه

ولد الشيخ في بغداد عام ١٢٦٧ للهجره الموافق عام ١٨٥١ ميلادية، وتنحدر أصوله من مدينة دهلى في الهند ولذا لقب بالدهلوي.

طلب العلم في بغداد على أكابر علماء عصره آنذاك وتبحر بجميع العلوم الشرعيه وبرع بها ثم انتسب الى كلية الشريعه والقانون في عاصمة الخلافه العثمانيه استنبول، وتربع في حلقات العلم فيها عند أكابر علمائها وأصبح من الفقهاء المعتبرين فيها وعمل في مجال المحاماة في مختلف الديار العثمانية، واستقر بمدينة مرسين إلى أن هاجر إلى اللاذقيه في عام ١٩٢٣ للميلاد على أثر استلام الاتحاد والترقي بتركيا وانتهاء الخلافة العثمانية، واستقر في مدينة اللاذقية وأقام حلقات العلم المختلفه كعلم الحديث والتفسير والفقه والتوحيد والتصوف في مساجدها كجامع العجان وغيره.

وكان مدرسا بارعا ومربيا فاضلا وكان عالما متواضعا محبوبا من اهل البلده كسب ثقتهم ومحبتهم وتقديرهم واحترامهم فمن مآثره انه كان يلقي العظات في المقاهي لتستمع له عامة الناس.

تربع في حلقاته العلميه ثلة من علماء اللاذقية وطلبة العلم آنذاك أذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر الشيخ الشاعر علي مطرجي رحمه الله، والشيخ العلامه العارف بالله سيدي الشيخ يحيى مصطفى بستنجي الذي خلفه بالطريقه النقشبندية وكان من خاصة مريديه وتلامذته فلقد كان الشيخ عبد الله قدس الله سره شيخ الطريقه النقشبنديه في البلده لعصره، وكانت الناس تقصده من كل المدن بالديار الشاميه لشهرته بالعلم والصلاح والتقوى والورع ، ولقد كانت الناس تتداول قصص كراماته رحمه الله فلقد كانت له كرامات ظاهرة

:اشتغل الشيخ رحمه الله بالتأليف، وكانت له مؤلفات كثيرة مطبوعه اذكر من مصنفاته القيمه ما يلي

إعجاز القران في ١٢ جزءا

رسالة القضاء والقدر اللاذقيه ١٩٢٨

محكم البيان في اعجاز القران اللاذقيه ١٩٢٩

علم الخطابه اللاذقيه ١٩٢٧

الدين وروح الاجتماع اللاذقيه ١٩٣٢

الروضه البهيه في اسرار الهجرة النبويه اللاذقيه ١٩٣٦

المنهاج في اثبات ليلة المعراج اللاذقيه ١٩٣٧

في علم النفس اللاذقيه ١٩٣٩

في علم النفس والروح والمشاعر ١٩٣٩

فلسفة الدين والحقوق

شرح المجلة

لقد خلف الشيخ مصنفات كثيره طبعت وانتشرت بعصره وانتفعت بها العامه والخاصه من طلبة العلم الشرعي

أقام له في اللاذقيّة حلقة علميّة في جامع العجّان، الذي كان حديث البناء يومها.وقد تخرج في حلقاته العلميه والتربويه الكثيرون من طلبة العلم الذين أصبحوا بدورهم علماء عاملين صالحين

توفى العلامه الشيخ عبد الله الدهلوي في الثاني من كانون الثاني ١٩٤٣

وشيعت جنازته في احتفال كبير لم تشهد اللاذقيه له مثيلا فلقد خرج الصغير والكبير لوداع هذا العلامه الكبير، وخرجت علماء البلده كلها ودفن في مقبرة الشيخ ضاهر. وقبره معروف فيها رحمه الله رحمة واسعه وجعل مثواه الجنه.

: ودفن في مقبرة الشيخ ضاهر، و نُقش على قبره 

مرقد الشيخ عبد الله الدهلوي

هنا رجل الإسلام و الفضل و التقى ****** و من كان في دنياه أكبر زاهدِ

قفوا فاقرؤوا أمّ الكتاب على فتىً *** حمى الدين من باغٍ و من كلِّ مُلحدِ

قبل أن أنشر عن العلامة الشيخ الدهلوي ارسلت الى الاستاذ الفاضل والمؤرخ الاديب اللامع ياسر صاري حفظه الله ورعاه، أرسلت له رجاءا ان يخبرنا ما يعرفه عن هذا العلامة الكبير العارف بالله الشيخ عبد الله الدهلوي رحمه الله، فنشر جوابه هذا جزاه الله كل الخير. وكان ذلك في عام ٢٠١٣

إلى السيّد (مصطفى فرحات) تحيّةً طيّبةً، و شكراً على مشاركاتك.

الشيخ عبد الله الدهلوي، عالمٌ من أسرةٍ بغداديّة، أصلها من الهند، يدلُّ على ذلك نسبتها إلى مدينة (دهلي)، الاسم الأصلي لعاصمة الهند (دلهي).

كان في الحرب العالميّة الأولى في مدينة (مرسين) التركيّة، و منها قدم إلى (اللاذقيّة) بعد قيام الجمهوريّة التركيّة، على أثر الانقلاب السياسي الذي حصل بعد الحرب.

أقام له في اللاذقيّة حلقة علميّة في جامع العجّان، الذي كان حديث البناء يومها، و نشر فيها مؤلّفاته المعروفة لدينا، و منها :

- (محكم البيان في إعجاز القرآن)، طبع في مطبعة الإرشاد 1354 هـ / 1935 م.

- (الخطابة)، طبع في مطبعة كومين 1356 هـ / 1937 م.

- (فلسفة الدين و الحقوق)، عالج فيه مسائل اجتماعيّة و سياسيّة و تشريعيّة مقارنةً بالفقه الإسلاميّ.

توفّي في اللاذقيّة سنة 1362 هـ / 1943 م، و دفن في مقبرة الشيخ ضاهر.