عبد الغني قنبري

 

1343 ـ 1439 هـ

1925 2017 ـ م

 

الشيخ عبد الغني بن أحمد قنبري.

عالم، حافظ، قارئ مجيد، عالم بالقراءات.

ولد في مدينة حلب، سنة: ثلاث وأربعين وثلاثمئة وألف للهجرة، وفي حي من أحيائها العريقة وهو (حيّ البلاط ).

ونشأ في كنف والده العامل البسيط المحب للعلم والقرآن الذي أرسله إلى الكُتّاب ليتعلم القراءة والكتابة والحساب والخط بالإضافة إلى تلاوة القرآن الكريم.

ولما بلغ الحادية عشرة من عمره، انتسب إلى مدرسة الحفاظ في حلب وذلك، عام: 1936 م، واستمر يقرأ على شيخها، الشيخ أحمد مصري ، مدة عامين، حفظ فيهما القرآن الكريم على رواية حفص، وأراد المترجم أن يضيف إلى حفظه للقرآن الكريم، العلوم الشرعية، فانتسب إلى المدرسة (الخسروية)، بناء على إشارة من شيخه الشيخ احمد المصري، وتابع فيها طلبه للعلم، والتقى فيها بكبار علماء حلب في ذلك الوقت، وأخذ عنهم، ,وكان منهم الشيخ سعيد الإدلبي , والشيخ أحمد كردي ، والشيخ محمد السلقيني (في الفقه)، والشيخ نجيب خياطه، والشيخ أمين عيروض (في الفرائض )، والشيخ عبد الله الحمـَّاد (في الأخلاق والنحو)، والشيخ عمر المؤذن (في القرآن)، والشيخ راغب الطباخ (في السيرة والتاريخ والحديث)، والشيخ محمد الحكيم (في الإنشاء).

ولما وصل إلى الصف الرابع، ترك المدرسة متوجِّهًا إلى العمل الحر، وعمل في تجارة الأقمشة ، وذلك بمشاركة مالية من عددٍ من الناس وكان منهم الشيخ معروف بوشي رحمه الله تعالى. 

إلا أنه لم يدع مدارسة القرآن بنفسه أو مع غيره ، فقد كان له زملاء يدارسهم القرآن في الجامع الكبير في حلب بعد صلاة الفجر كلّ يوم. 

بقي الشيخ المترجم يعمل في التجارة مدة طويله إلى أن عاوده الحنين إلى طلب العلم، فتركها وتوجه إلى المدرسة الشعبانية، ليأخذ في تعلُّم القراءات، فأخذها من طريق (طيبة النشر في القراءات العشر)، فتلقاها على شيخه الشيخ عادل حمصي رحمه الله تعالى.الذي أجازه بها ، ووقع على هذه الإجازة الشيخ عبد الله سراج الدين رحمه الله تعالى، وعينه الشيخ عبد الله محفظًا في دار الحفاظ (الشعبانيه) برواية حفص.، ومن شيوخه الذين قرأ عليهم الشيخ بكري الناطور، والشيخ كامل العاصي، والشيخ محمد بيازيد.

انصرف بعدها إلى الإقراء والتعليم، فكثر طلابه والآخذون عنه، فمن تلاميذه الذين قرؤوا عليه (الطيبة) وأجازهم: الشيخ زين الدين عيد، والشيخ عبد الله عيد، والدكتور عبد القادر عيد - طبيب أسنان من أريحا - والشيخ محمد العقّاد، وممن قرأ عليه القرآن برواية حفص: الشيخ حسن خياطة قطان، والشيخ محمد مسعود ابن الشيخ محمد نجيب خياطة، والشيخ مأمون ابن الشيخ عمر خياطة، والشيخ علاء الدين ناصر، والشيخ محمد معاز، والشيخ عبد الأعلى العلبي، كما أجاز أشخاصاً من مكة ودمشق وبغداد.

ومن خلال سماعه لتلاميذه رأى أن هناك مواقف وكلمات تشتبه على القراء فجمع لهم كتيباً سماه: (التبيان في بيان ما اشتبه على حفاظ القرآن). – 

عمل الشيخ المترجم إمامًا وخطيبًا في أكثر من مسجد في حلب ثمّ استقر في جامع العثمـانية إمامًا ، و في جامع الشعبانية ثم المستدمية خطيبًا ثم استقال من الخطابة.

أقيم للشيخ المترجم ولإخوانه القراء، حفل تكريمي في جامع أبي حنيفة النعمان، مساء يوم: 9/3/2010 م، وذلك برعاية مفتي حلب، الشيخ إبراهيم سلقيني، الذي قام بتقديم الدروع والجوائز التكريمية للقراء، ووعد بأن يكون هذا التكريم، بداية لتكريم دائم للقراء والحفاظ، وقد حضر الحفل عدد كبير من العلماء، وطلبة العلم، وجمهور غفير من المصلين (2). 

بقي الشيخ على دأبه في قراءة القرآن الكريم وإقرائه إلى أن وافته المنية يوم الأحد في التاسع من شهر صفر الخير سنة:1439 هجرية الموافق 29للتاسع والعشرين من شهر تشرين الأول عام:2017م رحمه الله تعالى

المصادر والمراجع

1- ترجمة مختصرة وردت في التعريف بالمترجم في حفل تكريمه.

2- مقابلة شفهية مع الشيخ المترجم.

3- مشافهات مع عدد من تلاميذ المترجم وإخوانه.

4- معرفة المؤلف بالمترجم ومذكراته وذكرياته.

---------------------

1 - كان والده يعمل بمهنة النجارة

2 - كنت بفضل الله أحد المدعوين وقد قدم لي أحد كتب شيخنا الشيخ عبد الله سراج الدين هدية من المفتي أستاذنا الشيخ إبراهيم سلقيني. - رحمه الله -