الشيخ عبد الخالق الحصني

 

رحمه الله رحمة واسعة 

شدّ الرحال إلى الأزهر  في أوائل الأربعينيات ودرس فيه إلى أن تخرج  ورجع إلى بلده حمص  عالماً  لم يأخذه العجب بشهادته   الأزهرية  وقت أن لم يكن في حمص من المشايخ أزهريون إلا عدد يسير جداً 

علم غزير مع تواضع جم وبساطة  متناهية لباسه يوحي إليك  بتقلله من الدنيا  

وقبل أن تسألوني من هو هذا الشيخ ؟

  أقول لكم بفخر واعتزاز: إنه شيخي وشيخ حمص الشيخ عبد الخالق الحصني رحمه الله (أبو عمر)

لقد كانت للشيخ عبد الخالق بصمة علمية خاصة وقد تقبلت نفسه دعابة العلماء المصريين وظرافتهم فكان محبباً إلى قلوب الناس علماً وصلاحاً وفكاهة وأدباً 

أول ماعرفته  منذ خمس وستين سنة  مدرسا في الإعدادية الشرعية لمادة الفقه الشافعي وأصوله  واللغة العربية .

وقد كان شديداً وحازماً وبدون مهادنة في تعليمه لكن ما يخفف شدته تلك الدعابة والفكاهة المصرية التي  أحياناً كانت تبدو عليه وعلى لهجته المصرية ولذلك ورغم شدته كان محبباً إلى قلوب طلابه ومن ثم إلى عامة الناس. 

وقد أطل الشيخ على حمص من نافذة أخرى غير التدريس في المدرسة الشرعية 

حيث صار إماماً لجامع السراج  

* * *

  إستراحة  

حمص أم البركة والمساجد 

وهنا يطيب لي أن أذكركم بحمص  فأمشي معكم من الجامع الكبير باتجاه الشرق فنمر على مسجد  ابو الهول على اليسار ثم بعده مسجد الدُمَّل على اليمين  ثم بعده مسجد الحسنين على اليسار ثم مسجد محمد بن مسلمة (المعدس ) على اليمين ثم مسجد السراج في قصر الشيخ (&مسجد الشيخ عبد الخالق &)على اليسار ثم مسجد الصحن (   مسجد الشيخ أحمد الكعكة ) في الورشة  على اليسار ثم مسجد الشيخ قاسم الأتاسي على اليسار  مقابل دور بيت الزهراوي  هذا الخط وحده  فيه عشرة مساجد  وطوله  كيلو متر واحد وزيادة بسيطة 

فأما مسجد السراج ومسجد الصحن فقد كانا عامرين 

فمسجد الصحن عمر علمياً بوجود  الشيخ أحمد الكعكة رحمه الله وكم تلقينا فيه من العلوم ومسجد السراج عمر علميا بإمامه شيخ حلقتي اليوم عبد الخالق الحصني  هذا المسجد صار يقصده طلاب الشريعة  واللغة العربية والأصول في جامعة دمشق وأنا واحد منهم يقصدونه لتلقي العلم على يد شيخي أبي عمر رحمه الله

وكان للشيخ عبد الخالق درس عامر بعد عصر الجمعة في مسجد خالد بن الوليد رضي الله عنه  

وكان الشيخ خطيباً مفوهاً رحمه الله 

كما كان واعظاً للمساجين في سجنهم 

رحمك الله أبا عمر  فمناقبك كثيرة ومن أهمها أنك  طبقت الإسلام في حياتك عمليا  .

* * *

الشيخ يخطب لبناته الرجال الأكفاء 

رزق الشيخ عدداً من الذكور والإناث فبدل أن يطلب الناس خطبة بناته 

أرسل إلى  الشاب فلان وقال له عندي 

بنت  أحب أن تكون زوجاً لها فأرسل أهلك يرونها وهكذا وبهذه الطريقة المثالية زوج على ما أعتقد خمس بنات  لخيرة الشباب وأعرفهم كلهم وهم ضعاف الحال. ويكاد أن يكون المهر شيئاً لا يذكر  وأما مظاهر الزواج وشكلياته فهي عند الشيخ صفر على الشمال 

وحتى أذكر لأهل الفضل فضلهم  فإن شيخي وشيخ حمص الشيخ عبد العزيز عيون السود  رحمه الله زوج كل كريماته بهذه الطريقة  الطيبة المباركة

كم نحن بحاجة إلى فعل ما نقوله ونأمر الناس به 

 

رحم الله الشيخ عبد الخالق ونور ضريحه  وبارك في ذرياته  ووفقنا لاقتفاء آثار أولئك الأعلام الذين كان لهم شرف إنارة الطريق لهذه الأمة  الكريمة  المباركة.