الأستاذ الأديب الداعية محمد عارف العمر

المولد والنشأة :

ولد الأستاذ الأديب الداعية أبو الهيثم محمد عارف العمر في جبرين إعزاز شمال حلب عام 1936 م ..ونشأ في كنف والده الحاج عارف العمر ذلك الرجل العصامي الذي ذاق مرارة اليتم وعمره أقل من سنتين، ثم مات والده وعمره أقل من ست سنوات، ولم يكن له إخوة ولا أخوات ذلك الفلاح الأمي الذي اعتمد في معيشته على لله، ثم على نفسه وزنوده المفتولة السمراء . وكل ما يملكه الأستاذ أبو الهيثم هو ميراث شرعي من أبيه الذي جناه بكده وتعبه وعرق جبينه باستثناء المنزل الكائن في حي بستان القصر في حلب ....انتقل والده إلى رحمة لله عام 1980 . وللأستاذ أبي الهيثم أخ وحيد اسمه علي عارف العمر دأب أبو الهيثم على تشجيعه على الدراسة حتى حصل على الثانوية العامة، ثم تطوع في كلية الشرطة، وعمل شرطيا،ً وتوفي في كانون الأول عام 2014 م . 

دراسته ومراحل تعليمه : 

درس أبو الهيثم مبادئ القراءة والحساب وقرأ القرآن وجوّده في الكتاب . ثم درس الابتدائية في إعزاز .

ودرس الإعدادية في الثانوية الشرعية في الخسروية . ودرس الثانوية في منطقته بشكل حر عام 1959 م . ونهل العلم على يد شيوخ الثانوية الشرعية 

وتتلمذ على :

 - الشيخ عبد الرحمن زين العابدين : فأخذ عنه النحو والصرف . 

- الشيخ عبد الفتاح أبو غدة : درس عليه الفقه الحنفي . 

- الشيخ فاتح قشقش: درس عليه التجويد وعلوم القران . 

- الشيخ كلال طحان : درس عليه القراءات . 

- الشيخ كامل عاصي : درس عليه القراءات .

 - الشيخ محمد خليل : درس عليه الفقه الشافعي، والفقه الحنفي .

 - الشيخ أحمد قلاش : درس عليه النحو والبلاغة .

-عبد لله حماد -الشيخ الداعية ناجي أبو صالح -علاء الدين علايا -نجيب جبل -محمد خير زين العابدين،  ثم حصل على إجازة في اللغة العربية من جامعة دمشق عام 1966 م . .وكان متفوقاً في مراحل دراسته . .وكان من أبناء دفعته في التخرج وزملاء الدراسة الدكتور محمد حموية، وعبد لله

الطنطاوي ، ومحمد كمال ، وأحمد حميدة، وبرهان صدقي .....وغيرهم . 

ومن أساتذته في دمشق : -سعيد الأفغاني -شكري فيصل -صالح الأشتر

-الشهيد الدكتور صبحي الصالح - رحمه لله .

- فخر الدين قباوة : تلقى عليه بعض الدروس في إعراب القرآن متأخراً في مسجد عبد لله بن العباس في حلب .

 أعماله والوظائف التي تقلدها : 

عملالأ ستاذ الداعية في التدريس لمدة أكثر من ثلاثين سنة . فقد درس في مدرسة القرية ( كلجبرين ) ، ثم انتقل إلى مدرسة عفرين ..وبعدها درس في مدرسة نبل .

 وكان له في ثانوية السفيرة جولة حيث تتلمذ على يديه المهندس المدني أبو بلال محمود العبسو مدير أوقاف السفيرة . ودرس على يديه فيها المهندس المدني هاشم عبود الهاشم : نائب رئيس الحزب الديمقراطي السوري .

 - وتلقى العلم منه المهندس المدني محمد الحاج علي الجمعة : رئيس بلدية السفيرة

. كما درّس الأستاذ أبو الهيثم في ثانوية هنانو ، وثانوية الشهداء . وأبرز تلاميذه : - الدكتور أبو معاذ حسن هنداوي . - الأستاذ طعمة عبد لله طعمة . -

الدكتور الطبيب علاء نحة . - الدكتور الطبيب أيمن البنشة . - الدكتور الطبيب صبحي بسوت . - د. محمد ربيع سباهي : عميد كلية الشريعة بحلب . - الشيخ نزار رامي . 

زواجه وأسرته :

 تزوج الأستاذ محمد عارف العمر من السيدة الحاجة تماضر محمد الطراب، وكانت في الخامسة عشرة من عمرها. وشجعها أستاذنا على متابعة الدراسة في المنزل فحصلت على الإعدادية عام 1963 م . ثم حصلت على الثانوية العامة عام 1985 م . رافقت زوجها وبناتها الثلاث للحج في موسم عام 1427 وتوفيت بمكة بعد وقوفها في عرفات، وصلي عليها بالمسجد الحرام بعد صلاة الفجر يوم 7/1/2006

تزوج أبو الهيثم بعد وفاة زوجته الأولى بعشرة أشهر من عروبة حريتاني ولم يرزق متها بأولاد . وأما الأولاد فكلهم يحملون إجازات جامعية وهم: 

-هيثم  من مواليد 1963 حصل على إجازة في اللغة العربية ودبلوم تربية توفي في 26/4 / 2001

فاطمة : من مواليد 1965 وتحمل الدكتوراه في اللغة العربية، وتدرس في جامعة الشارقة

 أروى : مواليد 1967 وتحمل إجازة في اللغة العربية، ودبلوم في التربية، وتعمل مدرسة بثانوية الحمدانية للبنات . 

- المثنى : وهو من مواليد 1969 يحمل إجازة في الحقوق من جامعة حلب، وعمل محامياً سابقاً،

. -ميمونة :وهي من مواليد 1971 وتحمل إجازة في العلوم الطبيعية ، ودبلوم في التربية ، وتعمل مدرسة بثانوية للبنات بدبي . -مصعب : وهو من مواليد 1974 ويحمل إجازة في اللغة العربية ، ودبلوم تربية يعمل مدرسا فًي ثانوية للبنين في الكويت . هجرته إلى الحجاز : 

أقام أبو الهيثم في الحجاز في مدينة خميس مشيط قرب أبها جنوب السعودية من عام 1973 - حتى 1978 م واتصل هناك بالشيخ عبد لله المصلح الذي كان مدير فرع جامعة الإمام محمد بن سعود

الإسلامية في فرع أبها . 

استقالته : قدم استقالته من وظيفة التدريس في عام 1991 قبل بلوغه السن القانونية بخمس سنوات . 

جهاده : 

نشأ أبو الهيثم في شبابه المبكر على طاعة لله، وتربى في المحاضن التربوية للحركة الإسلامية حيث نشأ، وترعرع في أحضان الدعوة الإسلامية ، وكانت له علاقات وطيدة بقادة الحركة الإسلامية في سورية فهو صديق الأستاذ عبد لله الطنطاوي، والأستاذ محمد الحسناوي، ومحمد منلا غزيل، والداعية حسن هاشم، وعبد الغني مارعي ، ومحمود طحان، ومحمد فاروق بطل، وعبد لله سلقيني ..وتلك الثلة المباركة من الدعاة . وشغف الأستاذ الداعية أبو الهيثم بحبب المطالعة والقراءة حيث أصبح الكتاب أنيسه وجليسه . حج الأخ الحبيب أبو الهيثم ست مرات واعتمر كثيرا ...وبه شغف عجيب بصلاة الجماعة . تقاعد

عن العمل والوظيفة، ولكن بقي قلبه معلق باللغة العربية والتعليم فهو اعتاد على إعطاء الدروس بين المغرب والعشاء في مساجد حلب وبلدته وكليس ....

يمتاز أبو الهيثم بالتواضع والبساطة مع الاقتدار، وهو جدي في الالتزام استطاع أن يورث أبناءه حب الدين والعربية . وما زال أبو الهيثم رغم مرور  السنين وكثرة الأمراض يتمتع بذاكرة جيدة .

وفاته : 

توفي في 2/7/2017 بعد معانة مع المرض في مسقط رأسه بلدة كلجبرين .... تغمده الله برحمته وادخله فسيح جناته

 

 
ولابنته الأخت الفاضلة الشاعرة المسلمة فاطمة العمر عضو رابطة أدباء الشام  أبيات في وصفه والثناء عليه ، وهي تحت عنوان أبي المحبوب تقول فيها:
 
أبي المحبوب أفديهِ *** وكلَّ العمر أعطيهِ
ومن عينيَّ نورُهما *** وما في الرُّوحِ من تيهِ
ومن قلبي .. بلا حدٍّ *** شعورٌ لستُ أُخفيهِ
لهُ الأشواقُ أُرسلها *** ودفءَ الحبِّ أُهديهِ
ألا يا ليتني طِيباً *** يمرُّ على حواشيهِ
وليتني عدتُ طفلتَهُ *** بلثغاتي أناديهِ
يضمُّني صدرُهُ دوماً *** بعطفٍ لا يداريهِ
يدلِّلُني كتحفتِهِ *** وترعاني مآقيهِ
أبي الغالي!! ومن كأبي ؟!! *** وكيف اليوم أُرضيهِ
وقد شطَّت بنا دارٌ *** وراح الدَّهرُ يقصيهِ ؟!!
أراهُ في تألُّمهِ *** يكادُ الحزنُ يفنيهِ
وأسمعُ آههُ حيرى *** لطولِ البُعدِ تضنيهِ
فأرفعُ كفَّ ملتاعٍ *** إلى المولى أناجيه
فيا رباه!! أرجعنا *** إلى بيتٍ يداويهِ
إلى بيتٍ بشهبائي!! *** أَحنُّ لعذبِ ماضيهِ
ليومٍ كان يجمعُنا *** وما أحلى معانيه!!
أيرجعُ ذلك الماضي *** ويرجعُ حلو ما فيهِ ؟!!
سنزرعُ نصرَنا حلماً *** بصدقِ العزمِ نسقيهِ
لنا أملٌ بمولانا *** وليس يخيبُ راجيهِ
فجُد يا ربُّ بالبُشرى *** وسعدٍ أنتَ تقضيهِ أبي!!
والقلبُ مشتاقٌ *** يعودُ إلى أَراضيهِ
فيزهرُ عيشُنا فرحاً *** ويثمرُ إذ نلاقيهِ
ويغدو بعدُنا خبراً *** لكلِّ الكونِ نرويهِ
 
وتقول في قصيدة أخرى تحت عنوان (صوتُ أبي) : 
 
أنا بالقلب أسمعُهُ *** وروحي دائماً معَهُ
أبي المحبوب يغمرني *** بحبٍّ طابَ منبعُهُ
له خبَّأتُ أشواقي *** ودمع العين أجمعُهُ
ويدري أنه روحي *** وفي جفنيَّ موضعُهُ
سألت الله يحفظه *** وللأوطان يرجعُهُ
فننهل طيبه حباً *** وفوق الرأس نرفعُهُ
ونلثم كفه شوقاً *** كما الأطفال نتبعُهُ
فيا الله تجمعنا *** وعنا البعد تدفعُهُ
 
ويبقى الوالد (هو الحبيب ) دائما الى قلب ابنته ُ: 
وهو الحبيبُ .. إذا تراه آتيا 
                        فستشرقُ الدُّنيا بعينكَ راضيا
مَن مثلَهُ في رقةٍ ومحبَّةٍ!! 
                         ولكم آتانا في المآسي حانيا!!
يسعُ الجميعَ بعطفِهِِ وودادِهِ 
                         وجميعُهم وصفوه شهماً غاليا
يا ربُّ!! فارزقني دواماً قربَهُ 
                          وأدم رضاهُ عليَّ أصبحُ هانيا