العلامة الشيخ عبد العزيز عيون السود

 

كم أنت غنية ياسورية بأكابر العلماء 

الذين أتشرف بالكتابة عنهم وأصدقكم بأني أشعر ضمناً  بظلمهم  إذا كان واحد مثلي   يُعَرِّف بهم  ويترجمهم

-------

واليوم  أعتقد أن منشوري يقتحم قلعة من الهيبة والوقار وحصناً عالياً من العلم  ورمزاً من رموز عزة العلماء وعَلَماً من أعلام الجهاد الصامت في هذه الأمة   

ذلكم هو  القارئ الجامع  والمرجع بكثير من العلوم الشيخ عبد العزيز عيون السود  رحمه الله (أبو محمد عبد الرحمن )

ترجمة  مثله تحتاج  سفراً من  عدة مجلدات 

لكن كتابتي كما يقول أهل المدينة المنورة  ( بالبركة) خصوصاً والمنشور لا يسمح لي بالتطويل 

أسرة ( عيون السود ) أسرة عريقة بالفضل والعلم  وكثيرون من هذه الأسرة الذين يشار إليهم بالبنان علما وفضلاً وزهداً وورعاً

وبحكم  زمالة والدي الشيخ محمد جنيد رحمه الله  له في مدرسة الإقراء الشريف عرفت الشيخ منذ طفولتي. 

فمدرسة الإقراء الشريف كانت في جامع النخلة العمري ، وكان الشيخ مديرها 

فالشيخ رحمه الله سنده من أعلى الأسانيد القرآنية  إن لم يكن أعلاها وهو أول مرجع قرآني  في البلد  

وبعد ذلك لما انتقل سكن الشيخ  وبنى مسجداً بقرب بيته انتقلت المدرسة لذلك المسجد في الجانب الغربي في حمص. 

بيت الشيخ لا يكاد يخلو من  أعيان أكابر العلماء ليس الحمصيين  فقط وإنما من شتى المحافظات بل من كثير من الدول الإسلامية 

 

وكرم الشيخ قل نظيره 

مجلس الشيخ : أيّاً كان الجالسون فكانت هيبة الشيخ  المميزة  وسمته ووقاره تدل  عليه من لا يعرفه أنه هو (شيخ المجلس)

فعلاً  ولهيبته لا يستطيع الإنسان أن يطيل النظرة في وجهه رحمه الله 

هو بحق مرجع للعلماء وللشباب وللعامة في آن واحد 

أظن أنه ما رؤي على باب حاكم  لا ظالم ولا عادل ويتمنى حكام سورية  لو يحضر الشيخ عندهم  ويطلب منهم طلباً مّا  

وإذا كان القليل من العلماء الذين حفظوا عزة العلم والدين  فالشيخ رحمه الله من أوائلهم 

 وإذا كان ثمة أمر عام يهم البلد فرأي الشيخ هو الرأي  المسموع 

كم جنبت حكمته  البلد من كثير من المآزق 

قوة حفظه وذاكرته قوة خارقة قل نظير ها

لا أحد يجاريه  تقريباً في الوصول إلى خلاصة أية مسألة  تعرض في مجلسه فيجلس العلماء يتباحثون بحضرته وأمثالي 

في حاشية الجلسة فإذا بحثوا أية مسألة يتكلم الجميع ويعلقون والشيخ صامت  وللوصول للخلاصة يطلب الشيخ من أحدنا  كتاباً معيناً من مكتبته ويقول : ابني إفتح صفحة كذا واقرأ فتكون خلاصة البحث فيه

وكأنه  -وبدون مبالغة -كان يحفظ  أغلب الكتب الكثيرة التي في مكتبته  الواسعة 

كان  رحمه الله أميناً للفتوى في حمص   من يوم كان  مفتيها ذلك الجهبذ العلامة  المهاب الشيخ محمد توفيق الأتاسي رحمه الله تعالى 

والذي عرفته في أوائل الخمسينيات  ومازال نور طلعته يملأ ناظريَّ.

رحم الله شيخنا  وبارك في عقبه وذرياته  وأدام نور العلم في هذه الدوحة المباركة وأسرة (آل عيون السود جميعهم )

وحفظ سورية وأهلها ودينها من كل سوء