الأستاذ بسام عبد الوهاب الجابي

 

 (1953-2017)

 

باحثٌ، ناشرٌ، خبير في الطباعة وفنونها، والمخطوطات وأماكنها، مُحَكَّمٌ بين الناشرين في اختلافاتهم، خبيرٌ بالمؤلّفين والمحقّقين المعاصرين، ذو اطّلاع واسع على المطبوعات والمخطوطات، وتمييز المطبوع من المخطوط، ذو نظر فاحص في نقد الباحثين وبيان تدليسهم وأخطائهم، أحد علماء الوِراقة العربية المعاصِرين، مع ديانةٍ واستقامة، وحُسن معتقد، ولانزكّي على الله أحداً.

 

وُلد بدمشق، وتعلّم فيها، وأحبّ العلم والعلماء وخالط أجلّاءهم بحثاً وتحقيقاً، فكانت صِلاته خاصّة مع الأستاذ المؤرّخ محمد أحمد دهمان ، وأحمد راتب النفّاخ، والشيخ شعيب الأرنؤوط، مَعْلَمةً في توجيه اجتهاده وفكره وعمله نحو التميّز في علمه وعمله.

 

 أوّل ما عرفتُه في نحو سنة 1977 موظّفاً في دار القلم لصاحبها الأستاذ محمد علي دولة، وكانت منتدى ثقافيّاً يغشاها أهل العلم وطلبته، وكان يقوم بشؤونها، معاوناً لأبيسليم، رحمه الله، حتى إنّ أبا سليم كان يفخر بعد ذلك في أنّ داره خرّجت عدداً من الناشرين أمثال بسام الجابي.

 

 ثمّ أسّس دار البصائر، وطبع فيها بعض الرسائل والكتب الصغيرة، وتعرّف فيها الناس، ولاسيما بدمشق الشام، على كتب المسنِد الشيخ محمد ياسين الفاداني، والغماريين، خاصّة، وطبع فيها رسائل بحثية نادرة.

 

ثمّ أسّس في الثمانينيات (دار المصحف) شراكة مع الأستاذ محمد رضوان دعبول صاحب مؤسسة الرسالة، وطبع فيها عدة طبعات من المصاحف كان يُشرف بنفسه في بيروت على تنفيذها في المطبعة، والذي توّجه بطباعة مصحف في ألمانية سُمّي بين الناشرين بـ(المصحف الألماني) وليس لديّ منه نسخة لأصفه.

 

ثم أسّس في قبرص في منتصف الثمانينات دار نشر باسم (الجفّان والجابي) شراكة مع صديقه السيد هشام الجفّان الدمشقيّ، وعنها أصدر جلّ كتبه، وجلّ ما ينشره كان فيما بعدُ بالاشتراك مع (دار ابن حزم ببيروت) وصاحبها وصديقه الأثير أحمد قصيباتي.

 

أصدر مجلّتين الأولى (المرآة) وهي مجلة ثقافية شهرية، والأخرى (البصائر) مجلة فصلية تبحث في التراث الشرقي ، وصدرتا عن (الجفّان والجابي)، و(الاتحاد الثقافي في فرنسا)، وصدر منهما نحو (15) عدداً، ثم توقفتا.

 

عُرف رحمه الله بجدّيته، ومساعدته طلاب العلم والباحثين والمحقّقين في تأمين مخطوطاتهم ومصادرهم، ولاسيما من الكتب النادرة، وقد نوّه بذلك الدكتور عدنان درويش رحمه الله في مقدمة تحقيقه لكتاب (تاريخ ابن قاضي شهبة).

 

وهو صاحب فكرة (سلسلة مؤلفات الإمام العز بن عبد السلام)، أشار عليّ بذلك بعد تحقيقي للكتاب الأول منها (شجرة المعارف والأحوال)، لمّا علم وقوعي على رسائل للعز بن عبد السلام في مكتبة الإسكوريال، وكانت فاتحة خير لي، أثابه الله.

 

تزوّج من بنت الأستاذ الفاضل موفق الشاويش، شقيق الشيخ زهير الشاويش رحمهما الله، وأنجب ثلاثة أبناء.

 

رحمه الله وأثابه، ووسّع مدخله.