"إن كل فصل من هذا الكتاب يستوقف الناظر فيه ، فلا أدري ما آخذ منه وما أدع ، ولقد جاهد العقاد فأبلى بلاء حسنا..."
تلك بعض كلمات أثنى بها شيخ العربية" الأستاذ شاكر " على كتاب العقاد "عبقرية عمر "
ولعمري لقد فاجأتني تلك الكلمات ، ونفذت إلى قلبي ، بعد ما كنت قد ضربت صفحا عن كتب العقاد ، وقلبت لها ظهر المجن ، بسبب "رهاب فكري" من بعض من تأثرت بهم في أوائل حياتي -كعادة من ينشأ متأثرا بمعلمه محبا لما يحب ومبغضا لما يبغض - .
وكان الكتاب عندي لكنه كان في" سلة الكتب المهملة "
فعدت إليه ،ونفضت الغبار عنه ، وبدأت رحلتي معه .
كنت أظن أني سأرى كتابا كالكتب المؤلفة في تواريخ عظماء الأمم ورجالاتها ، تسرد حياتهم من مولدهم إلى وفياتهم .
ولكني لم أر ذلك ،
وإنما رأيت تحليلا عميقا ،ونظرا ثاقبا دقيقا لكل موقف من مواقف عمر مع النبي (صلى الله عليه وسلم )ومع الصحابة .
ورأيت ضم تلك المواقف بعضها إلى بعض ، والتأليف بينها ، لإبراز مبدأ من مبادئ عمر (رضى الله عنه) ومفتاحا من مفاتيح شخصيته .
ورأيت معالجة منطقية عقلية مقنعة لقضايا شائكة لطالما كنت منفذا لأعداء الإسلام والمتربصين من عرب ومستشرقين كقضية عزل خالد ( رضي الله عنه) .
كل أولئك كان بأسلوب رائع جذاب فصيح سهل مليء بالمفردات الرشيقة، والتراكيب الفصيحة ، والسجع غير المتكلف .
على أن فيه هنات يسيىرة مغمورة، هو فيها معذور ومأجور ، كقبول بعض الروايات المرسلة التي لاتقوم على ساق عند التحقيق الحديثي ، كمسألة تآمر[ كعب الأحبار] مع أبى لؤلؤة لقتل عمر
ومسألة عرض المغيرة بن شعبة على عمر إسناد الأمر من بعده إلى ابنه عبدالله
والله يعفو عن المؤلف ويغفر له
التعليقات
يرجى تسجيل الدخول