محمد طاهر الزين

رحمك الله يا أخي ...

 أنعي إليكم صديقي وأخي في الله الاستاذ محمد طاهر الزين . الذي انتقل الى رحمة الله وعفوه ورضوانه أمس مساء 30 / 8 /2016. في الكويت عن عمر يناهز الثامنة والستين .

علاقتي به منذ أوائل الثمانينيات الماضية في الكويت ، وكان أكبر سنا مني ولكني كنت قبله في الكويت . جاء زائرا لي فكان اللقاء الأول حلوا جميلا ، وهيأ لصداقة استمرت طويلا .

الأستاذ محمد الزين اشتغل بالتعليم وكان مدرسا للغة العربية ومربيا للأجيال ... واشتغل بالتأليف منفردا ومشاركا فكان شريكه في بعض الكتب الداعية الاسلامي المعروف الشيخ أحمد القطان . وكما اشتغل بتأليف الكتب اشتغل بالتجارة فيها فكانت له دار نشر ( السندس ) لكتبه ولبعض الكتب الإسلامية الأخرى .

من كتبه : تفسير سورة العنكبوت ، وسيرة هارون الرشيد ، وسيرة محمد بن عبد الوهاب.

 

عرفت الرجل عن قرب فكان صادق الود صريح العبارة جادا في حياته حازما مع أولاده رباهم تربية دينية مستقيمة ، لم تعرف له زلة ولم تنتشر عنه نقيصه ، يدعو إلى الله بوضوح ، ويتعامل مع من حوله دون غش . ويعيش حياته ببساطه ، لا يعيبه إلا أنه جاد وقليل التواصل في الهزل مع الناس .

شارك في الثورة السورية الحالية ، وتعرض بيته في ( احسم ) للإحراق والتخريب ، وكان حتى آخر حياته وطنيا صادقا وشجاعا صريحا .

أصله من قرية ( احسم ) وهي من ريف أريحا ، وأسرته أسرة كريمة فاضلة ، درس الثانوية في اللاذقية ثم سافر إلى مصر فدرس في الأزهر الشريف وتخرج من كلية اللغة العربية فيه ، واشتغل فترة من الزمن في المحكمة الشرعية بإدلب ، قبل أن يهاجر إلى الكويت ليمضي فيها سحابة عمره قبل أن يلقى ربه مهاجرا ...

آخر لقاء بيننا كان قريبا جدا ـ وقد أحسن بدنو أجله واستشراء المرض في جسده وهو صابر محتسب راض عن ربه ـ حينما دعى أحبابه إلى عقد زواج ولده الشاب معاذ ، وكنت العاقد للزوجين ، واستمتع رحمه الله كثيرا بالحضور المحبين وهم كثر .

اللهم إنه عاش يحبك ويعبدك ويتقرب إليك ، وهاهو اليوم في ضيافتك ، وأنت أكرم الأكرمين ...