محمد زين العابدين الجذبة

1328 ـ 1426هـ

1910 ـ 2005م

 

الشيخ محمد زين العابدين بن الشيخ محمد عطاء الله بن الشيخ إبراهيم ابن الشيخ أحمد بن الشيخ محمد بن صالح بن محمد بن محمد صالح بن محمد بن عمر بن عبد الله بن عمر بن درويش, الحسيني الشهير بالجذبة( ).

فقيه, محدث, منطقي, خطيب, واعظ مرشد.

ولد في حلب, سنة: ثمان وعشرين وثلاثمئة وألف للهجرة, في أسرة صالحة طاهرة, ورثت العلم والفضل كابراً عن كابر, وتعلم تلاوة القراّن الكريم ومبادئ العربية, على شيخه الشيخ محمد سالم, في (كُتًابه) في محلة (البيّاضة), ثم حفظ القراّن الكريم, ولما يتجاوز العاشرة من عمره، وتابع تعليمه الابتدائي في المدرسة العربية الإسلامية (الخاصة)، ثم في إحدى المدارس الرسمية, وفي هذه المرحلة من حياته, توفي والده الشيخ محمد عطاء الله, سنة: 1342هـ, بعد أن حبب إليه طلب العلم, ورغبه فيه فانتسب إلى المدرسة (الخسروية), وراح ينهل من معين علومها الشرعية والعربية على كبار علماء عصره.

فأخذ علم التلاوة والتجويد والقراءات, على شيخه المقرئ الشيخ أحمد بن حامد التيجي المدني, وقرأ التفسير على شيخه الشيخ أحمد بن محمد الشمّاع, وأخذ علم الحديث ومصطلحه والسيرة النبوية والتاريخ الإسلامي على شيخه العلامة الشيخ محمد راغب الطباخ, وقرأ الفقه الحنفي على الشيخ الفقيه أحمد بن محمد الزرقا, وأخذ أصول الفقه على شيخه الشيخ أحمد الكردي, ودرس علم الفرائض على فرائضي حلب الشيخ عبد الله المعطي, والتوحيد والمنطق على الشيخ فيض الأيوبي، وقد قيض الله له في العربية أئمة يُقرئونه علومها, من نحو وصرف وبلاغة وأدب, وكان منهم الشيخ محمد الناشد الملقب (بالزمخشري الصغير) والشيخ محمد أسعد العجبي, والشيخ عمر أسد, والشيخ عبد الله حماد التادفي( ) وغيرهم.

كما ألمّ ببعض العلوم الكونية, كالحساب والجغرافية والعلوم الطبيعية وقد درسها على نخبة من أستاذتها, أمثال الشيخ زكي باقو, والشيخ أمين الله عيروض, والشيخ محمد كامل سراج, وغيرهم.

وأتم الشيخ ـ رحمه الله ـ دراسته في المدرسة (الخسروية)، وتخرج فيها مع الدفعة السادسة, سنة: 1350هـ, بدرجة جيدة, وكان ترتبه الثاني بين رفاقه المتخرجين( ).

ومع متابعته لدروسه في المدرسة (الخسروية), لم ينقطع عن حضور مجالس شيوخه في الحديث, حيث لازم شيخه الشيخ محمد نجيب سراج( )

وقرأ عليه قسماً من (الجامع الصحيح) للإمام البخاري بشرح القسطلاني

و(مختصر بن أبي جمرة الأزدي) للبخاري, و(الأربعين النووية) للحافظ النووي, و(الشمائل المحمدية) للإمام الترمزي, كما حضر عليه دروساً في الفقه الحنفي.

كما كان يحضر دروس شيخه الشيخ محمد راغب الطباخ في الحديث ومصطلحه, فقد قرأ عليه (مقدمة ابن الصلاح) في مصطلح الحديث، كما قرأ عليه كتاب (نور اليقين), و(إتمام الوفاْء بسيرة الخلفاء) للشيخ محمد الخضري, وعندما أنس منه شيخه الشيخ محمد راغب الطباخ العلم والفهم أجازه إجازة عامة بكل مروياته في الحديث والتاريخ وغيرهما, من العلوم وذلك سنة: 1351هـ, وظل الشيخ على تعلقه بعلم الحديث, وتتبع رجاله والأخذ عنهم, حتى كبر وتقدمت به السن.

فكان من شيوخه في الحديث الذين أجازوه فيه, الشيخ محمد بن أحمد الهاشمي الحسني الجزائري ثم الدمشقي, وقد أجازه إجازة عامة بكل مروياته ومسموعاته, في ربيع الأول, سنة: 1379هـ.

والشيخ محمد العربي التباني الحسني الإدريسي, وقد أجازه بكل ما أجازه به شيوخه, وذلك سنة: 1382هـ.

والشيخ أبو يونس, صالح بن أحمد بن محمد بن إدريس اّل عبد الله الاركاني ثم الرابغي, وقد أجازه إجازة مطلقة بجميع مروياته ومؤلفاته وأثباته, وأجازة خاصة بأمهات الكتب الستة المعتمدة, وذلك في التاسع والعشرين من شهر رمضان المبارك، سنة: 1410هـ.

كما أجازه الشيخ محمد حزام المغربي, إجازة مشتركة بينه وبين شيخنا الشيخ أحمد سردار, وهي إجازة عامة بجميع مروياته وأسانيده في الحديث, وبجميع ما أجازه شيوخه الذين ذكرهم في إجازته.

وقد وقّع على هذه الإجازة الشيخ أحمد بن عبد الله بن عبد الوهاب بقوله: " وهذه الإجازة تعتبر مني ومن الشيخ محمد حزام للمذكورين" وكان ذلك في 23 رجب، سنة: 1410 للهجرة( ).

ولعل شيخه العلامة المحدث محمد راغب الطباخ أكثر أساتذته فائدة له, وتأثيراً في تكوينه الفكري والثقافي والعلمي, فقد كان لا ينقطع عن الحديث عنه, وتعداد أفضاله عليه والثناء والترحم عليه.

هذا التكوين الثقافي الضخم, جعل من الشيخ أهلاً لأن يتبوأ مكان الصدارة في الحياة العلمية والاجتماعية , فأسند إليه عدد من الوظائف الإدارية في مديرية الأوقاف, في حلب والمعرة وإعزاز. كما تولى الإشراف على أوقاف آل الجذبة الخيرية, وبقي متولياً عليها إلى أن ألغيت الأوقاف الذرية, وأنيطت بدوائر الأوقاف الرسمية( ).

 ولم يكن عمله في الوظائف الإدارية, ليصرفه عن العمل في الدعوة إلى الله, ونشر العلم , فقد تولى الخطابة في الجامع الأموي الكبير, عام 1934م, وبقي خطيباً فيه إلى عام: 1986م, مع بعض الانقطاعات.

كما كانت له حلقات ودروس عامة في عدد من جوامع حلب، منها: درسه يوم الجمعة بعد صلاة العصر في جامع (أبي يحيى الكواكبي)

في حي الجلوم, ودرس في جامع (الترمزي), وآخر في جامع (البياضة) وفي جامع (الحموي) وكانت حلقاته هذه حلقات مشهودة, يقبل عليها الناس من مختلف طبقاتهم ومشاربهم, لما يرون في الشيخ من صدق في الإرشاد وجرأة في قول الحق, وبيان وبلاغة في الحديث.

ولم يكن نصيب طلاب العلم منه أقل من نصيب العامة, فقد خصهم بمعظم وفته, وأعطاهم من علمه وجهده الكثير الكثير, فقد كان له درس في الحديث النبوي الشريف في المدرسة (الأحمدية) استمر عليه إلى أن ألغي التدريس فيها, سنة: 1949م.

كما كانت له دروس في التوحيد والحديث والتفسير وعلوم القرآن في المدرسة (الخسروية) ـ الثانوية الشرعية ـ .

ودروس في التوحيد والحديث النبوي الشريف في المدرسة 

(الشعبانية), وقد بقي على دروسه في ا لمدرسة (الشعبانية) - بعد أن ترك كل وظائفه الإدارية والتعليمية ـ رغم تقدمه في السن( ).

ولهذا كثر طلابه وتلامذته, الذين تلقوا عنه العلم خلال أكثر من خمسين عاماً, أمضاها في نشر العلم والدعوة إلى الله, وتخرج علي يديه أجيال بعد أجيال.

ومع انشغال الشيخ بالتدريس ونشر العلم, فقد كان يفرد كثيراً من أوقاته في الليل للمطالعة والتأليف, وقد أطلعني على مؤلفاته بعد جهد وبتواضع العلماء, قال لي: " هذه أشياء كتبتها لنفسي, ولا تستحق النشر " ومن هذه المؤلفات:

1- مسائل في التوحيد, كتاب متوسط الحجم, جمع فيه بعض المسائل المهمة في هذا العلم, كمسألة خلق الله لأفعال عباده, وغيرها.

2- كتاب في شرح بعض أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم, اختارها من صحيح الإمام البخاري.

3- أبحاث تهم المسلم, وهو كتاب ضخم في عشرة أجزاء, ضمنه أبحاثاً تهم الفرد والمجتمع والدولة والعالم الإسلامي( ).

4- مجموع كبير في الخطب المنبرية التي كان يلقيها في الجامع الأموي الكبير.

5- قصة المولد الشريف, ألفه الشيخ في أول حياته, يضم وجازات من سيرة النبي صلى الله عليه وسلم, اتبع فيه أساليب القدماء في الصنعة البديعية.

عظيم النفس, مترفع عن الدنايا, زاهد في الدنيا, تلحظ في ملامحه وقار العلماء, ومهابة الصالحين الأتقياء, محب للناس محبوب لديهم, يعامل طلابه معاملة الوالد الشفيق على أولاده, يستمع إليهم باهتمام وكأنه يتعلم منهم, ثم يقدم لهم الرأي السديد, والحكمة البالغة بود الصديق المخلص

وتواضع الشيخ الكبير, يستقبل ضيوفه بالبشاشة والترحاب ويقوم على خدمتهم بنفسه.

وهو إلى ذلك أبي النفس, شجاع, لا يخاف في الحق لومة لائم، قرن شجاعته بالحكمة والتعقل والأدب, فابتعد عن الخفة والتهور.

 كثير العبادة, دائم التلاوة للقرآن الكريم, مواظب على أذكار الطريقة (النقشبندية)، شديد الخوف من الله, والتمسك بكتابه, وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام.

أبيض اللون, نحيف الجسم, ربعة بين الرجال, خفيف شعر اللحية منور الشيبة, جميل المظهر, يرتدي جبة طويلة فوق بنطال وقميص ويزين رأسه بعمامة بيضاء, يلفها بإحكام فوق (طربوش أحمر)

بقي الشيخ على دأبه في نشر العلم, والدعوة إلى الله إلى أن وافته المنية, ليلة السابع والعشرين في رمضان ـ ليلة القدر ـ سنة: ست وعشرين وأربعمئة وألف للهجرة, الموافق للثلاثين من شهر تشرين الأول,عام  خمسة وألفين للميلاد, ودفن في مقبرة (كرز داده), وأقيمت له أمسيات العزاء في المدرسة الشعبانية, حضرها معظم علماء المدينة وجمهور غفير من طلبة العلم وعامة الناس ـ رحمه الله ـ

 

ـ المؤلف مع الشيخ محمد زين العابدين الجذبة ـ

إجازة الشيخ محمد الهاشمي 

للشيخ محمد زين العابدين الجذبة

 

نص إجازة الشيخ محمد زين العابدين جذبة للمؤلف

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله المتفضل بنعمه الظاهرة والباطنة على الصحيح في عقيدته  الحسن في قوله وعمله, المتجافي عن مواطن الضعف في الهمة المصروف عما يقدح في صحة الرواية والتحديث الحريص على سلوك سبيل الوثوق والتعديل, وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له, إله عليم برُّ متواتر الجود, رحيم حليم سند المخلوق لطيف غياث المقطوع والملهوف, يسر دخول الجنة, لمنتجع العلم عن عمل وخلوص نية, (ومن سلك طريق يلتمس فيه علماً سهل الله تعالى له طريق إلى الجنة), وأشاد بأهل الإيمان والمعرفة وبشرهم بعلو المرتبة (يرفع الله الذين آمنوا منك والذين أوتوا العلم درجات, والله بما تعملون خبير), وأشهد أن سيدنا محمد عبده ورسوله نبي مرفوع الذكر مشهور الخصائص مسلسل طيب النجار, رسالته عامة, مختوم به كل نبي ورسول, نزل عليه الفرقان, وعلمه ما لم يكن يعلم, وآتاه جوامع الكلم, وانفرد بأعظم ثناء عليه من ربه العزيز الكريم, لم ينله من سبق زمانه من الأنبياء والمرسلين فقد خاطبه الله القدوس العليم (وإنك لعلى خلق عليم), فكان أحسن الناس خَلقاً وخُلقا, وأعلمهم وأتقاهم لربه, وأعرفهم به, وكان من هديه العبق العطر, قوله المنيف البليغ (إن أصدق الحديث كتاب الله, وأحسن الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم, وشر الأمور محدثاتها, وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة, وكل ضلالة في النار)، وأصلي واسلم على هذا الرسول المجتبى, نور كل كون, سيد كل نسمة نقطة بيكار كل حادثٍ، أجلُّ كل من بلّغ  عن الله عز شأنه, القائل صدعاً بأمر ربه, وتبشيراً للطائع الواعي, وحرصاً على ما ينتج عن التفقه بعلوم الدنيا والدين, من الخير الشامل العميم, (نضر الله أمراً سمع منا شيء فبلغه كما سمعه, فرب مبلَّغٍ أوعى من سامع)، وعلى آله وأصحابه الغرّ الميامين المشهورة مجاهدتهم لإعلاء كلمة الله تعالى، المستفيضة مسيرتهم في نشر العلوم والفضائل, وعلى التابعين ومن تبعهم بخير وإحسان إلى يوم الدين 

أما بعد: فيقول العبد المفتقر إلى ربه ذي الجلال والإكرام, الراجي عفوه المستمنح رحمته, محمد زين العبدين بن الشيخ عطاء الله بن الشيخ إبراهيم الجذبة: إن من آلاء الله تعالى أن منّ عليّ وأتحفني ورعاني, فعطف علي قلوب جهابذة فضلاء, عارفين علماء, محدثين أوفياء فأجازوني بالإجازة العامة التالية:

الأولى: إجازة من شيخي الفاضل, البحاثة الكامل, المرحوم الشيخ محمد راغب بن السيد محمود بن الشيخ هاشم الطباخ, مؤرخة في 10 ربيع الأول سنة 1351هـ, تتضمن إجازتي بشكل عام بجميع ما يجوز له روايته من مقروء ومسموع, وبما أجيز به إجازة عامة, وذلك بالشرط المعتبر عند أهل الحديث والأثر, وإن أسانيد شيخي الموما إليه في الكتب الحديثية وفي غيرها في بقية العلوم وفي كل شيء ثقافي موضح ومبسوط في إجازته البالغة ثلاث عشرة, وقد سجلت بتمامها في ذيل كتابه الذي أسماه (الأنوار الجلية, في مختصر الأثبات الحلبية) وهذه الأثبات المختصرة ثلاثة.

1. (كفاية الراوي والسامع وهداية الرأي والسامع), للعلامة المحدث الشيخ يوسف الحسني الحنفي الحلبي المتوفى عام: 1153هـ 

2. (إنالة الطالبين لعوالي المحدثين للعلامة المحدث الشيخ عبد الكريم الشراباتي المتوفى سنة: 1178هـ)

3. (منار الإسعاد في طريق الإسناد) للعلامة المحدث الشيخ عبد الرحمن الحنبلي الحلبي المتوفى سنة: 1192هـ 

على أن المختصر الملمع إليه قد أحاط بأسانيد الصحاح الستة وغيرها من كتب الحديث والعلوم والفنون, وانطوى على أثبات ومعاجم ومسلسلات كثيرة وكثيرة, وإن شيخي الموما إليه رحمه الله قد أجازني بجميع ذلك إجازة عامة, وقد نوّه في إجازاته لي زيادة على ما عرضته آنفاً, إذ أسمعني الحديث المسلسل بالأولية من طريق شيخه العالم الصوفي المرحوم الشيخ محمد كامل الموقت الحلبي المثبت في إجازته له, وأسمعني طرفي صحيح البخاري بحق سماعه لهما من العلامة المحدث الشيخ محمد خالد الأتاسي عالم حمص ومفتيها, وأسمعني حديث المحبة من طريق شيخه الشيخ محمد شرف الحق الهندي, وصافحني كما صافحه العلامة محب رسول الله صلى الله عليه وسلم ومادحه المرحوم الشيخ يوسف النبهان البيروتي كما صافحه المحدث الكبير الشيخ محمد جعفر الكتاني, كما صافحه العارف بالله تعالى الشيخ أحمد بن حسن الغطاس, كما صافحه النبي صلى الله عليه وسلم مناماً

الثانية: إجازة من شيخي العالم الفاضل, الورع الكامل سيدي الشيخ محمد بن أحمد الهاشمي الحسن التلمساني الجزائري ثم الدمشقي مؤرخة في 19 ربيع الأول سنة: 1379هـ، أجازني فيها في المعقول والمنقول من فروع وأصول, والأحاديث الشريفة والآثار المنيفة, التي اشتملت عليه الجوامع والمساند, ذات الأنوار اللوامع إجازة عامة, مطلقة تامة, بالشرط المعتبر عند أهل الحديث والأثر بكل ما تجوز له روايته مما تلقاه وأجازه به مشايخه الأفاضل الجهابذة الفحول منهم العارف بالله تعالى المحدث الكبير الحافظ الشهير, السيد الشيخ محمد بدر الدين الحسني, والعلامة الدراكة الولي السيد عبد القادر بن المهيوب المدوكالي الجزائري الدمشقي المالكي, وأجازني رحمه الله تعالى في أوراد الإمام سيدي أبي الحسن الشاذلي ـ قدس الله سره ونور ضريحه ـ

الثالثة: إجازة من شيخي العلامة البحاثة شيخ العلماء بمكة الشيخ محمد العربي التبَّاني بن الحسين الحسني الإدريسي والواحدي مؤرخة في 24 ذي القعدة 1382هـ, أجازني فيها بما أجازه العلماء بموجب إنجازات عامة وخاصة في الصحاح والمسانيد والمعاجم وموطأ الإمام مالك وغيرها من تصانيف وأتحفني بسندين له, سند في موطأ الإمام مالك, وسند في صحيح الإمام البخاري (رضي الله تعالى عن هذين الإمامين), والسندان مثبتان في إجازاتي الأنفة الذكر 

الرابعة: إجازة من شيخنا الشيخ أبي يونس صالح بن أحمد بن إدريس آل 

با عبد الله الأركاني ثم الرابغي, إجازة عامة مطلقة بجميع مروياته ومؤلفاته وأثباته العديدة وإجازة خاصة بأمهات الكتب الستة المعتمدة, وكان ذلك في التاسع والعشرين من شهر رمضان المبارك من عام: 1410من هجرة سيد الوجود صلى الله عليه وسلم.

الخامسة: إجازة من شيخنا الشيخ محمد حزام المغربي, وهي إجازة مشتركة بيني وبين الشيخ أحمد بن محمد السردار, وهي إجازة عامة بجميع مروياته وأسانيده في الحديث, وبجميع ما أجازه به شيوخه الذين ذكرهم في إجازته, وقد وقع على هذه الإجازة شيخنا الشيخ أحمد عبد الله بن عبد الوهاب بقوله: "وهذه الإجازة تعتبر مني ومن الشيخ محمد حزام للمذكورين", وكان ذلك في الثالث والعشرين من رجب عام 1410 للهجرة 

ولما كان الأستاذ الأديب الكامل محمد عدنان بن السيد عمر بن السيد عبد العزيز كاتبي قد رغب إليّ أن أجيزه بما أجازني به شيوخي العلماء العاملون, الجهابذة المفكرون, الذين نوهت بأسمائهم آنفاً ـ أغدق الله تعالى عليهم وعلى شيوخهم سحائب رحمته, وأسكنهم فردوسي جنته ـ ولما كان من الأدب إسعاف ذي الرغبة بما طلب, فقد أجزته بجميع ما أجازني به شيوخي الموما إليهم إجازة عامة بالشرط المعتبر عند أهل الحديث والأثر وأسمعته ما أسمعني إياه شيخي العالم الفاضل البحاثة الشيخ محمد راغب الطباخ, وصافحته كما صافحني, وأسمعته سنديْ شيخي العلامة البحاثة الشيخ محمد العربي التباني في موطأ الإمام مالك, وفي الصحيح للإمام البخاري, وأوصي الشاب المذكور, أعظم الله لي وله الثواب والأجور بما أوصي به نفسي من تقوى الله تعالى في السر والعلن, والإخلاص له في القول والعمل, والمثابرة على تحصيل العلوم ولا سيّما علوم التوحيد والتفسير والحديث, والأصول والفروع, والدأب على قراءة القرآن بتأمل وتفكير والإكثار من تلاوة أوراد الإمام سيدي أبي الحسن الشاذلي, والإقبال على الله تعالى باللسان الذاكر, والقلب الخاشع, والمجاهدة لإعلاء كلمة الله تعالى, ونشر العلم الصحيح, والدعوة إلى الأدب والفضيلة, والإهتمام بأمر المؤمنين, وإرشاد الضالين إلى مواطن الهداية بالحكمة والموعظة الحسنة, والدليل والبرهان, وأوصيه أيضاً أن لا ينساني من دعواته الصالحة في الخلوة والجلوة, والله تعالى أسأل أن يلهمه الرشد ويسدد خطاه, وينفع به الأمة, ويجمعني وإياه ومشايخنا وجميع المؤمنين المخلصين تحت لواء سيد المرسلين في كل وقت وحين, وصلى الله تعالى على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين, والحمد لله رب العالمين.

في 10ربيع الأول 1414هـ الموافق 28 آب 1993م

    الفقير إليه تعالى محمد زين العابدين الجذبة

الإمضاء

 

  ـ إجازة المؤلف من الشيخ محمد زين العابدين الجذبة ـ  

ـ الشجرة الأسانيد العالية للشيخ محمد زين العابدين الجذبة ـ

ـ خط الشيخ محمد زين العابدين الجذبة خلف صورته التي أهدانيها ـ

المصادر والمراجع

1- إجازات الشيخ من شيوخه وإجازته للمؤلف.

2- أعلام الأدب والفن لأدهم الجندي.

3- إعلام النبلاء بتاريخ حلب الشهباء، للشيخ محمد راغب الطباخ.

4- ترجمة شفهية أملاها علي الشيخ بنفسه.

5- مذكرات وذكريات المؤلف.

6- مشافهات وأحاديث خصني بها الشيخ.

7- مقابلة شفهية مع شيخنا الشيخ أحمد سردار.

8- مقابلة شفهية مع نجل المترجم الأستاذ محمد منير الجذبة

9- مقابلات ومشافهات مع عدد من إخوان الشيخ وتلامذته.

10- منظومة أبي الوفا الرفاعي في أولياء حلب.

-----------------------

([1]) في إحدى زياراتي للشيخ في بيته، أطلعني على شجرة نسب العائلة المغربية الأصل، ورأيتها مثبتة في كتاب (أعلام الأدب والفن) للأستاذ أدهم الجندي، وقد ذكر الشيخ أبو الوفا الرفاعي بعضهم في منظومته التي ذكر فيها من دفن في حلب، سنة: 1264 هـ، وحدثني الشيخ عن آبائه وأجداده، فكان منهم الولي الصالح، والمفتي الورع، والقاضي العادل، والعالم الفاضل. المؤلف

([1]) انظر ترجمات شيوخه في مكانها من الكتاب.

([1]) تخرج مع الشيخ في دفعته كل من: عمر خياطة، محمد زين العابدين الجذبة (المترجم)، عمر مكناس، أحمد السنجقدار، عبد القادر حمصي، بشير الصياد، حسن بركات، بكري رجب، محمد المعدل
محمد سماقية، عبد الغني أبو راشد، عبد المحسن خير الله، بشير التل رفاوي، حقي راغب الأغا،
عبد الرحمن قربللي. ( سجلات المدرسة الخسروية).

([1]) انظر ترجمته ص 231.

([1]) أطلعني الشيخ على أجازاته كلها، وسمح لي أن آخذ صوراً عنها، وبعد أن قرأت عليه من طرفي صحيح البخاري، وقرأ لي كثيراً من مروياته ومحفوظاته وصافحني وأسمعني الحديث المسلسل بالأولية، وتبسم لي واسمعني أسانيده عن شيوخه، تفضل وأجازني إجازة عامة بجميع ما أجازه به شيوخه، وانظر صورة الإجازة.

([1]) أوقف جده الشيخ أحمد بن محمد بن محمد صالح الجذبة أوقافاً كثيرة، اشترطها لأقامة أذكار الطرق الصوفية، وبقي الوقف في أيدي ذريته إلى صدر المرسوم رقم: 125 تاريخ 1949م، الذي ضبطت بموجبه الاوقاف الذرية، والغيت المتوليات، وللشيخ ذاكرة عجيبة في حفظ المراسيم والتواريخ والقرارات ومضامينها، وقد أطلعني على كثير منها في بيته.(مذكرات المؤلف)

[1] كان من فضل الله عليّ أن كنت أحد طلابه في الثانوية الشرعية، وقد أخذت عنه فيها علم الحديث الشريف، وعلم التوحيد والمنطق.

([1]) تجاوز الشيخ الثمانين من عمره، وبقي متمسكاً بالتدريس وإفادة طلاب العلم في المدرسة الشعبانية.

([1]) يعتز الشيخ بمؤلفاته هذه ويحرص عليها أشد الحرص، وبعد جهد أذن لي في نشر أسمائها ومضامينها وهي مؤلفات نافعة، أرجو الله أن يوفق أنجاله إلى نشرها لتعم فائدتها، ويعمل الآن نجله الأستاذ أحمد منير على جمع كتبه هذه وتحقيقها ونشرها، مبتدئاً بخطبه المنبرية، أرجو له التوفيق والتيسير.